“عرين الأسود”.. كابوس يطارد الاحتلال الصهيوني

 

عرين الأسود” مجموعة من الشبان الفلسطينيين لها من اسمها نصيب اتخذت من البلدة القديمة من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية مأوى ونقطة انطلاق لعملياتها ضد الاحتلال الصهيوني.

نذرت نفسها في سبيل الدفاع عن فلسطين، وأخذت على عاتقها مقاومة الاحتلال أينما وكيفما وجد وبكل أشكاله من جنود ومستوطنين وغيرهم.

واستطاعت “عرين الأسود” رغم ولادتها الحديثة أن تشكل حالة فريدة للمقاومة الفلسطينية، وأن تؤسس لمرحلة جديدة في مواجهة الكيان الصهيوني.

وتحظى “عرين الأسود” بحالة دعم وإسناد شعبي كبير جداً، كونها أصبحت المجموعة التي تصنع الأخبار اللحظية بعد موجة عملياتها الأخيرة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، لا سيما وأنها باتت تنشط في العديد من مدن وبلدات الضفة وخاصة في البلدة القديمة بمدينة نابلس.

كما ذاع صيتها في فبراير من العام الجاري بعد أن اغتال الاحتلال 3 شبان من البلدة القديمة وتوسعت دائرة المجموعة المسلحة وانضم لها عدد أكبر من المطاردين من فصائل ومناطق مختلفة، ونفذت عدة عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، كما استشهد منها عدد من المقاومين.

حالة تأهب

وذكرت صحف عبرية أن جيش الاحتلال رفع من حالة “التأهب الأمني” بعد عشرات التحذيرات من إمكانية تنفيذ مجموعة “عرين الأسود” لعملية انتقامية عقب اغتيال أحد قادة المجموعة في نابلس، وأضافت الصحف أن الجهاز الأمني “الإسرائيلي” يستعد لمزيد من العمليات المشابهة.

مرحلة جديدة

وأشاد كتَّاب ومفكرون عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” ببطولة هذه المجموعة، مؤكدين أن المقاومة هي الحل الوحيد لاستعادة الأرض وردع الاحتلال.

وكتب الناشط الفلسطيني أدهم أبو سلمية، قائلاً: الأفكار لا تُحاصَر، و”عرين الأسود” فكرة أكثر منه شكل منظم، ولذلك ادعاء احتوائها أمر يُثير السخرية، والاحتلال يعلم ذلك جيدًا.

وأكد الباحث الفلسطيني محمد الأغا أن مجموعات “عرين الأسود” أثبتت أنها ذكية تتعلم بسرعة من سقطاتها، بل تحولها لفرص، تنقض من خلالها على جنود الاحتلال.

من جانبه، أشار المحلل السياسي الفلسطيني عبدالله العقاد بقوله: الثورة، متجذرة في الوعي، خالدة في الوجدان؛ لأنها إيمان بالحق، ويقين بالانتصار.

وأضاف العقاد: أما الاحتلال، وما يرتبط به مهما انتفش يبقى طارئاً، وعرضاً عابراً، فليس إلا انعكاس عن مرض، فإذا ما استعاد الشعب قدرته، واستجمع قوته ذهب المرض، وأصبح ماضياً يذكر ولا يُعاد!

وختم بقوله: “عرين الأسود” حقيقة متجذرة، وظاهرة متجددة، وأما عار التنسيق الأمني ليس إلا أعراضاً لمرض عضال (الاحتلال) يقوى بضعفنا، ويضعف وينتهي بقوتنا.

وقال المفكر الكويتي د. محمد العوضي: يمضي أهل فلسطين في طريق التضحيات والبطولات وقوافل الشهداء ليكون عرين الأسود أبلغ رد على الاعتداءات الصهيونية وقوانينهم العنصرية وتضييق العيش والقتل والاعتقال وهدم البيوت وسلب الأراضي ونهب الأملاك وتهويد القدس وإهانة المسجد الأقصى ورفضاً للتواطؤ العالمي ضد الفلسطينيين.

وأوضح الصحفي والكاتب السياسي اللبناني غسان جواد أن ما يحدث في الضفة الغربية تاريخي بكل المعايير، مشيراً إلى أنه مرحلة جديدة تدخلها القضية الفلسطينية، والضفة والقدس هما العنوان.

وتابع جواد: “إسرائيل” تدرك حجم التحديات والمخاطر التي تواجهها هناك وتجرد الحملات العسكرية ضد النشطاء المقاومين، لكن لبطش الاحتلال جولة ولشعب فلسطين صولات وجولات.

أما المغردة سلوى عمر، فقالت: أغلب أبطال “عرين الأسود”، إن لم يكونوا جميعهم، سواء كانوا قادة مؤسسين أو أفراداً منتمين، هم من الجيل الفتيّ الذي تلى توقيع صك التنازل أوسلو، أو ولدوا قبلها بقليل، هذا يؤكد المُؤكد؛ أن العبث بالوعي الجمعي الفلسطيني بشكل خاص هو سياسة عقيمة تجهضها أول طلقة رصاص من بندقية مقاوم!

أبرز عملياتها

– مقتل جندي من جيش الاحتلال في إطلاق نار على حاجز قرب مستوطنة شافي شمرون غرب المدينة.

– تفجير عبوة ناسفة قرب مستوطنة “براخا”.

– أطلق مقاومون النار صوب حاجز صرة العسكري غرب نابلس، كما أطلقوا النار نحو مستوطنة براخا المقامة على أراضي نابلس، فيما أعلنت مجموعات “عرين الأسود” أنها نفذت عمليتي إطلاق النار.

– إطلاق نار تجاه برج مراقبة في مستوطنة “براخا”، الرصاص أصاب أحد منازل المستوطنة، في 23/ 9/ 2022.

– استهداف حافلة فرب مغتصبة “ألون موريه”.

– استهداف قوات راجلة قرب مستوطنة “شافي شمرون” أسفرت عن إصابة جندي 11/ 10/ 2022.

أبرز شهدائِها

– محمد العزيزي (الاستشهاد 24/ 7/ 2022).

– عبد الرحمن صبح (الاستشهاد 24/ 7/ 2022).

إبراهيم النابلسي (الاستشهاد 9/ 8/ 2022).

– إسلام صبوح (الاستشهاد 9/8/2022)

– سائد الكوني (الاستشهاد 25/ 9/ 2022).

– وديع الحوح (25/ 10/ 2022).

وكانت مجموعة “عرين الأسود” ظهرت علناً في عرض عسكري مطلع سبتمبر الماضي في البلدة القديمة لمدينة نابلس، وسبق أن أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الهجمات ضد عناصر جيش الاحتلال. وينتمي إليها أفراد من مختلف الفصائل الفلسطينية، وقد قتل جيش الاحتلال عدداً منهم في الآونة الأخيرة.

وتعد قناة المجموعة على تطبيق “تليجرام” المصدر الأول لأخبار عملياتها، منذ أغسطس الماضي.

Exit mobile version