عشية مسيرة “الخلاص” بتونس.. تراكمات تنذر بانفجار اجتماعي وتغييرات جذرية

 

توجه آلاف التونسيين، اليوم السبت، من ساحة “العملة” بالعاصمة التونسية إلى الشارع الرئيس بالعاصمة منادين بإسقاط الانقلاب، وجلائه عن الحكم في البلاد، وذلك تزامناً مع ذكرى جلاء الجيش الفرنسي عن تونس، في 15 أكتوبر 1963، رغم أن فرنسا وسدت الحكم لبورقيبة في 20 مارس 1956، وذلك للاطمئنان على استقرار حكمه وتثبيت أركان سلطانه. 

وعشية المسيرة، تحدث كثيرون عن مخاوف الرئيس قيس سعيّد من التصعيد الشعبي، ومن تحوّل المسيرة إلى إعصار شعبي جارف يعصف بالانقلاب ويواصل تنظيم المسار الديمقراطي على قواعده المتعارف عليها، وهو ما أكده لـ”المجتمع” عضو جبهة الخلاص رضا بلحاج، الذي أكد أن هناك تراكمات تنذر بانفجار اجتماعي وتغييرات جذرية.

إنجاز التراكمات

تختلف مسيرة اليوم السبت عن غيرها من المسيرات السابقة التي ناهزت الـ15 مسيرة ووقفة احتجاجية، فبعد مرور أكثر من سنة ونصف السنة تقريباً على الحكم الفردي المباشر لقيس سعيّد تأكد فشل المسار الأحادي الذي انتهجه منذ وصوله إلى الرئاسة، وكرّسه بشكل واضح في 25 يوليو 2021.

وذلك على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مستوى الحريات، حيث يحاكم مدنيون أمام المحاكم العسكرية، وتكلّف جهات متواطئة مع الانقلاب برفع قضايا ضد الناشطين السياسيين والإعلاميين لجرهم إلى المحاكم بدل صناديق الاقتراع والاحتكام للشعب عبر الانتخابات الحرة والنزيهة وليست المعروفة نتائجها سلفاً.

وأكد نقيب الصحفيين التونسيين ياسين الجلاصي، عشية الانقلاب، أن هناك توجهاً واضحاً للحكومة نحو تصفية مؤسسات إعلامية كبيرة.

الخبز مجدداً

وعشية المسيرة، دعا أمين الغرفة الوطنية لأصحاب المخابز الصادق الحبوبي، في تصريح لإذاعة “موزاييك” الخاصة، نقابة أصحاب المخابز بجميع أقاليم تونس للاجتماع والاعتصام يوم 18 أكتوبر بالمقر المركزي للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة (منظمة رجال الأعمال) في العاصمة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية المتوقفة منذ 14 شهراً، إضافة إلى ما يواجهونه من مشكلات على غرار المخالفات المسجلة ضدهم من قبل وزارة التجارة التي وصفها بالتعسفية.

العجز التجاري بلغ 19.2 مليار دينار

ارتفع العجز التجاري لتونس خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري إلى 19.2 مليار دينار تونسي، مقابل 11.9 مليار دينار تونسي خلال نفس الفترة عام 2021، مدفوعاً بتوسع وتيرة العجز الطاقي للبلاد إلى 7 مليارات دينار تونسي، وفق بيانات نشرها المعهد الوطني التونسي للإحصاء، مساء الخميس الماضي، حول التجارة الخارجية بالأسعار الجارية، سبتمبر 2022.

سعيّد خائف

وفي اتصال هاتفي أجرته “المجتمع” مع القيادي في جبهة الخلاص الوطني رضا بلحاج، أشار إلى أن سعيّداً يخشى من مظاهرة 15 أكتوبر، وهو لا يتحدث عن الأزمات الحقيقية المتعلقة بفقد مواد البنزين والسكر ومختلف المواد المفقودة، لكنه يتحدث عن سيارتين إداريتين لدى معارضين في إحدى الوزارات.

وحول حديث سعيّد عن جبهة الخلاص، وأنه لا قيمة لها، رد بلحاج، قائلاً: لو كانت جبهة الخلاص الوطني لا قيمة لها لما أعارها اهتماماً.

وحول من يهوّن من فعالية جبهة الخلاص الوطني، أكد بلحاج أن أولئك مجرد ظاهرة صوتية في الإعلام، لكن لا حضور شعبياً يدعمهم، في حين أن مسيرات جبهة الخلاص الوطني وحضورها في الشارع لم ينقطع.

Exit mobile version