علماء أزهريون: القرضاوي مجدد الأمة.. وهذا رأي شيخ الأزهر

الطيب شيخ الأزهر مستقبلاً العلامة القرضاوي عام 2010م

 

نعى عدد من علماء الأزهر البارزين في مصر وخارجها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي الذي ووري الثرى، أمس الثلاثاء 27 سبتمبر، بعد وفاته ظهر أمس الأول، رغم عدم تقديم مشيخة الأزهر رسمياً واجب العزاء حتى وقت كتابة هذه السطور.

وبحسب مصدر مطلع تحدث لـ”المجتمع” أن التعليمات كانت واضحة بأن مؤسسات الدولة المصرية كلها على خط واحد، ولن تقدم العزاء، بسبب الموقف الأمني من الشيخ القرضاوي الذي يحسب في الدوائر الرسمية على جماعة الإخوان المسلمين المصنفة إرهابية بمصر، ولوجوده على قوائم الإرهاب وصدور حكم بالإعدام ضده من إحدى المحاكم.

الطيب في تصريحات بعام 2010 عن القرضاوي: “أزهري مبين قوي”

ولم يتسن معرفة موقف شيخ الأزهر د. أحمد الطيب بعد، ولكنه رسمياً، استقبل، أمس الثلاثاء، السفير النيبالي لدى القاهرة، ونشرت منصات الأزهر الرسمية صوراً له وهو يستقبل السفير، فيما استمرت في تجاهل التعليق على وفاة القرضاوي، رغم تعليقات كثيرة تطالب بإعلان موقف.

وفي أول تصريحاته الرسمية، قال د. أحمد الطيب: إن الأزهر يُولِي اهتمامًا كبيرًا بالتعاون مع مختلف دول العالم في المجالات الدعويَّة والعلميَّة ونشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامي، لكن لم يعلق على الوفاة.

وتصدر وسم “شيخ الأزهر” موقع التغريدات القصيرة “تويتر” بمصر، أمس الثلاثاء، بعد اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالسؤال عن موقفه من نعي الشيخ القرضاوي، ولكن لم يَصدر تعليق بعد من مشيخة الأزهر.

موقف الدولة الرسمي عدم تقديم العزاء ومؤسساتها ملتزمة به

العلاقة بين الطيب والقرضاوي

وكانت العلاقة طيبة بين شيخ الأزهر د. الطيب، ود. القرضاوي، ولكنها “تقيدت وتعكرت” بسبب تطورات الأحداث في مصر بعد يوليو 2013م.

وكان شيخ الأزهر في استقبال د. القرضاوي، في 14 ديسمبر 2010 بمشيخة الأزهر الشريف، في زيارة استمرت ساعة كاملة.

ووفق التصريحات المنشورة، وقتها، فقد قال د. الطيب، شيخ الأزهر، في حق د. القرضاوي: “إن د. يوسف القرضاوي أزهري مبين قوى، وما زال الأزهر يعتمد في مشواره الإصلاحي عليه بصورة كبيرة”، فيما قال د. يوسف القرضاوي: “إن زيارته لشيخ الأزهر تأتي في إطار زيارة من أزهري لشيخه من أجل شد أزره والشد على عضده في مواقفه الإصلاحية”.

د. عفيفي: عالم جليل وداعية رشيد ورمز من رموز الصحوة

كما حضر د. يوسف القرضاوي جنباً إلى جنب مع شيخ الأزهر في اجتماع هيئة كبار العلماء، في 13 يونيو 2013، الذي أصدر بالإجماع وثيقة المرأة في الإسلام، التي وصفت بأنها وثيقة منصفة للمرأة وقتها.

وكان د. القرضاوي انضم لهيئة كبار العلماء، في 17 يوليو 2012، ولكنه استقال في ديسمبر 2013م احتجاجاً على تطورات الأوضاع بمصر.

فقيه موسوعي

ووفق رصد مراسل “المجتمع”، فقد قدم العديد من كبار العلماء بالأزهر الشريف واجب العزاء في وفاة الفقيد الكبير الراحل.

د. الشافعي: نموذج للعالم متعدد الجوانب والفقيه الموسوعي المعاصر

وبادر د. حسن الشافعي، الرئيس السابق لمجمع اللغة العربية وعضو هيئة كبار العلماء، في تقديم واجب العزاء.

وأوضح، في تصريحات متلفزة، أنه حقاً عليه نعي الفقيد، فهو كان عضواً بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأحد العلماء الكبار، مشيراً إلى أنه رغم وجود خلافات ونقاشات بينهما، فإنه يجب عند الموت أن ننسى الخلافات ونقدم الواجب.

ووصف الشافعي الراحل بأنه كان نموذجاً للعالم متعدد الجوانب والفقيه الموسوعي المعاصر، وأنه جمع بين التأليف في مجالات الفقه والعقيدة والأدب، موضحاً أنه تصدى وانتقد ظاهرة التكفير في الحركات الإسلامية المعاصرة، في مصر والعالم العربي والإسلامي.

وأكد الشافعي أن هذا المسار في مواجهة مظاهر الغلو في العقيدة الإسلامية جعل من الشيخ القرضاوي رائد الوسطية والفكر الوسطي في الإسلام في العصر الحديث والخصم العنيد للفكر التكفيري.

د. عبدالستار: من أوتاد الأرض وحصون الأمة وأمان للعقيدة

وفي السياق نفسه، قدم العالم الأزهري الكبير وزير الأوقاف المصري السابق العميد السابق لكلية الدعوة بجامعة الأزهر د. طلعت عفيفي العزاء في العلامة الشيخ يوسف القرضاوي.

وقال عفيفي، في بيان رسمي على صفحته الرسمية على “فيسبوك”: فقد العالم الإسلامي اليوم عالماً جليلاً، وداعية رشيداً، ورمزاً من رموز الصحوة الإسلامية المعاصرة وهو الشيخ د. يوسف القرضاوي، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وأضاف أن الشيخ القرضاوي قد جال بدعوته وخطبه أركان الدنيا، وترك تراثاً علمياً كبيراً تمت ترجمته إلى الكثير من اللغات الحية، وترأس الكثير من المجالس والهيئات العالمية المتحدثة بلسان الدعوة الإسلامية، وعزاؤنا أن رحيل العلماء عنا بأجسادهم لا يعد موتاً، فإنه لن يموت رجل الحق ما عاش الحق، ولن يفنى داعي الله ما دام الله، رحم الله الشيخ، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقدم د. جمال عبدالستار، الأستاذ بكلية الدعوة بجامعة الأزهر، الوكيل الأسبق لوزارة الأوقاف، الأمين العام لرابطة علماء أهل السُّنة، العزاء في الفقيد الراحل.

وقال د. عبدالستار، في بيان على حسابه بـ”فيسبوك”: لم يكن مجرد عالم قضى ما عليه ثم مات، ولكنه من أوتاد الأرض، وحصون الأمة، أقامه الله أماناً لعقيدتها فحماها بفضل الله من التحريف والتجريف، وترشيداً لفهمها، وضبطاً لسلوكها، وتوحيدًا لصفها، فاللهم جازه عن أمة الإسلام خير الجزاء، وعوض الأمة خيراً في مصابها.

Exit mobile version