الاحتجاجات تتواصل في مدن إيرانية وطهران تتهم واشنطن بالسعي لزعزعة أمنها

تواصلت الاحتجاجات الليلية في العاصمة الإيرانية طهران وعدة مدن لليوم التاسع على التوالي، إذ خرج محتجون في مدينة سنندج في محافظة كردستان (غرب) ومدينة آمل في محافظة مازندران شمالي البلاد.
 
كما تجمع المحتجون في مدينة شيراز في محافظة فارس جنوبي البلاد، وتفيد تقارير على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاحتجاجات استمرت أيضا في مدينة تبريز في محافظة أذربيجان الشرقية شمالي غربي إيران، ومدينة رشت في محافظة غيلان شمالي البلاد.
 
واستخدمت قوات الأمن الغاز المدمع لتفريق المتظاهرين، الذين رفع بعضهم شعار “الموت للدكتاتور”، ورفع بعضهم الآخر الشعار نفسه من نوافذ منازلهم في عدة مناطق في العاصمة طهران، كما رفع متظاهرون شعارات داعمة لحرية المرأة.
 
واندلعت الاحتجاجات في الـ19 من الشهر الحالي عقب وفاة مهسا أميني (22 عاما) المتحدرة من محافظة كردستان في مستشفى بالعاصمة، بعد 3 أيام من اعتقالها من قبل ما تسمى “دوريات الإرشاد” (شرطة الأخلاق) بدعوى ارتدائها لباسا غير محتشم.
 
وفي حين قال ناشطون إن الفتاة تلقت ضربة قاتلة على رأسها أثناء احتجازها، نفى المسؤولون ذلك وأعلنوا عن فتح تحقيق في الحادثة.
 
في المقابل شهدت مناطق عدة في إيران مسيرات مؤيدة للحكومة والنظام في البلاد، وندد المشاركون في المسيرات المؤيدة بما وصفوها بأعمال شغب وفوضى في الاحتجاجات، وعبّروا عن دعمهم لقوات الشرطة في التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة. واتهم المشاركون الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتحريض على الاحتجاج.
 
اتهامات للغرب
هذا وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن الاحتجاج السلمي حق لكل أمة، لكن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب والأعمال الاستفزازية في إيران، مشيرا إلى أن تدخل واشنطن في شؤون طهران الداخلية يتعارض مع رسائل البيت الأبيض الدبلوماسية.
 
من جهته قال رئيس السلطة القضائية في إيران غلام حسين إيجئي إن من وصفه بالعدو يسعى إلى زعزعة الأمن وإثارة الشغب وتهديد أمن واستقرار المواطنين عبر الاحتجاجات الأخيرة في البلاد.
 
وأضاف، خلال تفقده مركز قيادة شرطة العاصمة طهران، أنه سيجري التعامل بحزم مع العناصر الرئيسية التي تقود الاحتجاجات، ولن يكون هناك تساهل معها، حسب تعبيره.
 
وكانت طهران قد اتهمت واشنطن بمحاولة التدخل في شؤون البلاد الداخلية بعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية تخفيف عقوبات تتعلق بقطاع الاتصالات وتسهيل وصول الإيرانيين إلى الإنترنت بالتزامن مع الاحتجاجات.
 
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني السبت الماضي أنه “من خلال تخفيف حدة عدد من العقوبات على قطاع الاتصالات، مع الحفاظ على أقصى قدر من الضغوط، تسعى الولايات المتحدة إلى المضي قدما في أهدافها ضد إيران”.
 
الموقف الأميركي
في المقابل، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن انخراط بلاده في محادثات نووية مع إيران لا يعني غض النظر عن انتهاكاتها بحق المواطنين الإيرانيين.
 
وأضاف سوليفان في حديث لشبكة “إيه بي سي” (ABC) الأميركية أن بلاده تعمل على تسهيل وصول المتظاهرين الإيرانيين إلى الإنترنت لإيصال أصواتهم للعالم.
 
وقد استدعت الخارجية الإيرانية أمس الأحد السفير البريطاني في طهران سايمن شيركليف على خلفية استضافة لندن قنوات ناطقة باللغة الفارسية.
 
وتَعتبر طهران أن هذه القنوات معادية لها وتتدخل في شؤونها الداخلية وتحاول انتهاك سيادة البلاد، وفقا لبيان من الوزارة، وأكدت الوزارة أنها أبلغت السفير البريطاني أن هذه القنوات خلقت جوا معاديا لإيران، معربة عن استيائها الشديد من استضافتها في الأراضي البريطانية.
 
في هذه الاثناء، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية باستدعاء السفير النرويجي في طهران بشأن مواقف لرئيس البرلمان النرويجي وُصفت بأنها تدخل في الشأن الإيراني.
 
Exit mobile version