المستشار الألماني: هناك “تقدّم” في محادثات الطاقة في الخليج

أكّد المستشار الألماني، أولاف شولتس، اليوم الأحد، أنّ بلاده مصمّمة على تنويع مواردها من الطاقة حتى لا تكون رهينة مورّد واحد مرّة أخرى، متحدثاً عن “تقدّم” في محادثات يُجريها في الخليج لشراء الغاز والديزل.
 
وقال شولتس خلال حديثه للصحافيين من أبو ظبي، قبيل لقائه الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان: “حقيقة أننا مرتبطون بمورّد واحد وبقراراته لن تتكرر معنا بالتأكيد مرّة أخرى”.
 
وتابع: “سنفعل ذلك، إنها طريقة منطقية، وهي التركيز على المناطق التي تتيح لنا ضمان إمدادات الطاقة”، مضيفاً أنّه “بفضل الاستثمارات في ألمانيا والتي ستصبح حقيقة شيئاً فشيئاً العام المقبل، ستكون لدينا بنية تحتية لاستيراد الغاز لألمانيا بحيث لن نرتبط بشكل مباشر بمورد محدد عبر خط أنابيب”.
 
وبعد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، يُسابق شولتس الزمن لإيجاد مورّدين جدد للتعويض عن شحنات الغاز الروسي التي ستنفد قريباً فيما تستعد أوروبا لمواجهة شتاء صعب وسط نقص في الإمدادات.
 
وقال شولتس: “أحرزنا تقدّماً في سلسلة كاملة من المشاريع هنا تتعلق بإنتاج الديزل والغاز وشرائهما، ولدينا مشاريع للغاز الطبيعي المسال”، مضيفاً “من هذا المنطلق، هذه زيارة مهمة وفرصة جيدة لمواصلة العلاقات الجيدة مرّة أخرى”.
 
وتأتي زيارة شولتس لقطر غداة حصول شركة “توتال إنرجي” الفرنسية على حصة جديدة في مشروع قطر لزيادة إنتاجها من الغاز مع اختيارها كشريك رئيسي في توسعة الرقعة الجنوبية من حقل الشمال الضخم.
 
وبموجب الاتفاقية، ستمتلك “توتال إنرجي” حصة تبلغ 9.375% من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25% بينما ستمتلك قطر للطاقة حصة 75% من مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي.
 
ورأى شولتس أنّ مثل هذه المشاريع “مهمة”، لافتاً إلى أنّه على ألمانيا أن “تتأكد من أنّ إنتاج الغاز المسال في العالم يتقدم إلى درجة يمكن معها تلبية الطلب المرتفع الحالي”، رغم تشديده على ضرورة مواصلة العمل للتحول نحو مصادر طاقة نظيفة.
 
اقرأ أيضاً: ألمانيا تؤمم مجموعة “يونيبر” النفطية لإنقاذها من أزمات مالية
 
ابن زايد يلتقي شولتس
وقال ابن زايد بعد لقائه شولتس: “تجمعنا صداقة وثيقة وشراكة استراتيجية متميزة مع ألمانيا الاتحادية.. سعدت اليوم باستقبال المستشار أولاف شولتس لدفع هذه العلاقات قدماً، وتمكين النمو الاقتصادي المشترك والمستدام عبر تعزيز التعاون في مجالات ذات أولوية تشمل أمن الطاقة والحد من الانبعاثات والعمل المناخي”.
 
من جهتها، قالت وزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات، مريم المهيري، والتي رافقت شولتس في جولة إنّ المناقشات مع المسؤول الألماني ستتطرق إلى أمن الطاقة و”العمل المناخي والنمو الاقتصادي.
 
وتابعت: “تعتقد الإمارات أنّ هذه الركائز الثلاث يجب أن تسير يداً بيد”، مجدّدةً دعوة أبو ظبي “لانتقالٍ عادل” من الوقود الأحفوري للطاقة البديلة.
 
وتنتقد الإمارات والسعودية ما تعدّانه عملية انتقالية “غير واقعية” ساهمت في أزمة الطاقة الحالية.
 
وتستعد ألمانيا للدخول في حالة ركود هذا الشتاء، بسبب تأثير أزمة الطاقة الحالية الكبير في الأسر والشركات، وفقاً لتوقعات معهد IFO والبنك المركزي الألماني.
 
ويعيش حالياً في ألمانيا، ما يقرب من 3 ملايين طفل في أسر فقيرة، تفاقمت معاناتها مع ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة ثقلها على الآباء.
 
 
Exit mobile version