مزارعو غزة يستبشرون بموسم وفير من جني “الفاكهة المدللة”

 

في ساعات الصباح الباكر وقبل بزوغ أشعة الشمس، يبدأ مزارعو الجوافة في جني ثمار محصولهم في منطقة المواصي الساحلية غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث المنطقة الأكثر شهرة بزراعتها في قطاع غزة، وتعد واحة المحصولات الزراعية الموسمية كالجوافة والمانجو.

ويعتبر موسم قطف محصول الجوافة من أهم المواسم لدى المزارعين الذين يحرصون على الاعتناء بتلك الأشجار طوال العام، لكي تحمل بكميات كبيرة ووافرة، وهو ما يحدث نتيجة خصوبة التربة بالمنطقة الساحلية، ولا تكاد تخلو أرض في هذه المنطقة إلا ويوجد بها عدد من أشجار الجوافة التي تعتبر من أهم المحاصيل التي من الممكن أن تُزرع هناك.

ويبدأ موسم حصاد الجوافة بداية سبتمبر من كل عام ويستمر حتى منتصف نوفمبر، ويُشغل المئات من الأيدي العاملة، حيث يعتبر موسمها مصدر رزق جيداً لهم، ويحقق إيرادات جيدة للاقتصاد الفلسطيني.

مراسل “المجتمع” بغزة زار إحدى مزارع الجوافة في منطقة المواصي جنوب القطاع، وشاهد عملية قطف الثمار، والتقى صاحبها المزارع رامي الأسطل والعمال الذين يعملون بها.

تقلبات المناخ

وقال الأسطل لـ”المجتمع”: إن موسم حصاد الجوافة هذا العام جاء متأخراً بسبب التقلبات المناخية في قطاع غزة، لكن رغم ذلك فالإنتاج وفير عكس المواسم السابقة، مستبشراً بموسم جيد يدر عليه المال يعوضه عن خسائره خلال الأعوام الماضية.

وأضاف أن ثمار الجوافة تأثرت بارتفاع نسبة ملوحة المياه في منطقته؛ ما أثر بشكل كبير على كميات الإنتاج في مواسم سابقة قبل أن يتم حل هذه الأزمة التي أرهقت المزارعين وأصبح الإنتاج وفيراً بحمد الله.

وأوضح الأسطل أن زراعة الجوافة مكلفة مادياً لاحتياجها للمبيدات الحشرية وتكاليف السماد والمياه واستهلاك الكهرباء؛ لذا يعد سعرها مرتفعاً نسبياً، سعر الكيلو الواحد 5 شواكل ما يعادل دولاراً ونصف دولار.

وأشار إلى أن كمية إنتاج الجوافة في منطقة المواصي بخانيونس هذا العام تغطي حاجة الأسواق المحلية في القطاع، معرباً عن أمله أن يتم تصديرها إلى أسواق الضفة الغربية لزيادة الدخل على مزارعي القطاع في ظل كمية الإنتاج الوفيرة التي تزيد على حاجة الأسواق المحلية بغزة.

وعن سؤالنا عن أسباب تراجع زراعة الجوافة في خانيونس خلال الأعوام السابقة؟ قال الأسطل: خلال السنوات الماضية بدأت تشح مياه الري وارتفعت نسبة الملوحة فيها بشكل كبير نتيجة للاستهلاك الجائر لها وتسرب مياه الصرف الصحي ومياه البحر إلى خزانات المياه الجوفية، مضيفاً أن المزارعين تكبدوا خسائر كبيرة الأعوام السابقة.

مصدر دخل

وقال محمد الجبيري وهو عامل بالمزرعة: أنتظر موسم الجوافة من العام للعام بفارغ الصبر؛ لأنه يوفر لي مصدر دخل جيداً مدة 3 أشهر أستطيع خلالها تأمين قوت يومي وعائلتي، مضيفاً أنه يعمل في الزراعة وتحديداً الجوافة منذ 5 سنوات.

وأكد الجبيري أنه لا يترك موسماً زراعياً إلا ويعمل به، معرباً عن أمله أن يكون دائماً الإنتاج وفيراً لأنه يوفر له عملاً.

وأضاف الجبيري أنه يبدأ العمل في الساعة الخامسة صباحاً حتى الخامسة مساءاً بمعدل 12 ساعة ما بين قطف ثمار وري وتفقد الأشجار والأغصان.

وأوضح أنه يشعر بسعادة أثناء العمل خاصة أن للجوافة رائحة جميلة كالعطر تبعث الراحة النفسية لنا تجعلنا أكثر نشاطاً وحيوية.

ويشتهر قطاع غزة بزراعة 3 أنواع من الجوافة “الهندية” و”البلدية” و”البندوف” التي تستمر حتى بداية فصل الشتاء وهو نوع جديد بالنسبة للمزارعين.

وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار الجوافة في فلسطين عامة نحو 5592 دونماً، ويعتبر قطاع غزة وتحديداً مدينة خانيونس جنوب القطاع ومحافظة قلقيلية بالضفة الغربية من أكثر المناطق زراعة لها.

والجوافة التي تحمل لقب “الفاكهة المدللة”، تعد من أنواع الفواكه الشعبية في قطاع غزة، حيث تشهد إقبالاً كبيراً عليها بسبب مذاقها السكري المحبب لهم وسعرها المنخفض نسبياً مقارنة بأنواع الفواكه الأخرى.

Exit mobile version