يتقدمها مساندة الأخلاق والأسرة.. 5 رسائل مهمة من شيخ الأزهر للعالم

5 رسائل مهمة أرسلها شيخ الأزهر أ.د أحمد الطيب، من منصة المؤتمر السابع لزعماء الأديان الذي انعقد في كازاخستان في الفترة من 14 إلى 15 سبتمبر الجاري إلى العالم، تضمنت -بحسب قراءة أولية لـ”المجتمع”- ضرورة حماية المنظومة الأخلاقية، واحترام سنن الله الكونية، ودعم مؤسسة الأسرة، ومساعدة الفقراء والمستضعفين، والتبشير بأفول الغرب، وأهمية التسامح وإعلاء الإنسانية.

تجاهل آلام الفقراء والمستضعفين

ووفق بيانات أزهرية رسمية وصلت مراسل “المجتمع”، فإن شيخ الأزهر واصل هجومه على تجاهل آلام الفقراء والمستضعفين وتجاوزات من وصفهم بـ”الطغاة والظلمة والمستكبرين في الأرض” دون تسميتهم، وكانت هذه أولى رسائله.

وفي هذا الإطار أكد الطيب في كلماته ومقابلاته -وفق وثائق الأزهر- أن الكثير من المشكلات التي يئن منها المجتمع الدولي، جاءت نتيجة صمت العالم المتحضر، ولامبالاته بما يلحق الفقراء والبائسين، ومن لا حول لهم ولا قوة، من تجاوزات الطغاة والظلمة والمتغطرسين والمستكبرين في الأرض، مشددا على أن رسالة الأديان لن تبلغ هدفها ما لم تتحد، وما لم يتحد أهلها، وما لم يكونوا قوة تعمل على تنقية الشعور الديني من الضغائن والأحقاد.

الكوارث الأخلاقية والطبيعية 

الرسالة الثانية، التي أطلقها الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، كانت مليئة بالتحذير من المحاولات المستمرة من استهداف الأخلاق وسنن الله الكونية.

وطالب الطيب بوضوح علماء الديانات ورموزها المختلفة لانعقاد لقاء خاص يتدارَسون فيه، بصراحة ووضوح تامَّين: ماذا عليهم وماذا على غيرهم من القادَة والسِّياسيِّين وكِبار الاقتصاديِّين، من الواجبات والمسؤوليات حيال هذه الكوارث الأخلاقية والطبيعيَّة، التي باتت تُهدِّد مستقبل البشريَّة بأكملها.

وأكد شيخ الأزهر أنه ممن يؤمنون بحاجة الحضارات الإنسانية، إلى هدي السماء ونور النبوة، وحكمة الكتب المقـدسة، لافتا إلى أن شفاء البشرية من أمراضها الحـديثة، لم يعد رهن أي تقدم مادي أو رقي تكنولوجي، بل هو رهن تقدم روحي أخلاقي.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن البشرية الآن أصبحت تعاني من رعب وخوف بسبب التغير الفجائي في ظواهر الطبيعة والمناخ، والمتمثل في ارتفاع درجة الحرارة، وحرائق الغابات، وارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات، وتهديد المدن بالغرق والسيول، وجفاف بعض الأنهار، ونفوق كثير من الكائنات الحية، وغيرها مما حاق بالإنسانية في الآونة الأخيرة من ممارسات سياسية استعلائية هزت أركان الاقتصاد الدولي، وأصابت الدول الغنية والفقيرة بما لم يكن في الحسبان من أزمات طاحنة، طالت لقمة الخـبز وجرعة الماء، فضلا عن ترويع الآمنين وقتلهم وتهجيرهم وإجلائهم عن ديارهم وأوطانهم.

وفي أول تحرك، أعلن ميجيل أنخيل موراتينوس، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، دعمه لدعوة أحمد الطيب شيخ الأزهر، القادة الدينيين للاجتماع ومناقشة مسؤولياتهم تجاه الكوارث الأخلاقية والبيئية، وذلك في تغريدة على صفحته الرسمية بموقع “تويتر”.

حماية الأسرة

وكانت حماية الأسرة رسالة د.الطيب الثالثة، حيث حذر العالم من مغبة انتشار حملات مدروسة وممولة تدعو لهدم “الأسرة“.

وحذر شيخ الأزهر في كلمته الرسمية من الاجتراء على المُقدَّسات والإلحاد وما يتبعهما من رذائل وتمذهب بالحُريَّة الفرديَّة والأثرة والأنانيَّة، وعبادَةِ اللذَّة والشَّهْوة، والتَّحَرُّر الجنسي وربطه بالتحرُّر العقليِّ والفكري وجودًا وعدمًا، والتعبُّد بثقافة السُّوق ووَفرة الإنتاج وجشع الاستهلاك، وما صاحَب  ذلك من حملاتٍ مَدْروسةٍ ومُمَوَّلةٍ تَصرُخ في عقول الشَّباب ليل نهار وتدعوهم لأنْ يَنفُضوا أيديهم من مؤسَّسة “الأُسْرَة“.

وشدد الطيب على خطورة الدعوات التي تطالب بالنظر إلى “الزَّواج” على النَّحْو الذي عرفَتْه البشريَّة منذ خَلَقَ الله الأرضَ ومَن عليها وإلى وقتِ الناس هذا –على أنه خُدعةٌ كُبرى لا تَليق بثقافة الأجيال الجديدة، وعلى الشَّباب أنْ يتحرَّر منه ومن قيوده التي سجنته فيها الأديان والأعراف الإنسانيَّة، وعلى المرأة ألَّا تخجل من أن تتزوَّج بامرأة مثلها، أو يكونَ لها أكثر من زوج، وعلى الرجل مثل ذلك، ولم تتورع هذه الدعوات أن تهبط ببدائلها الجديدة إلى مستوى تعفُّ عنه الحيوانات والدَّوابُّ فضلًا عن ذوي الفِطْرة النقيَّة والعقول السَّليمة.

أفول الغرب

وحملت الرسالة الرابعة رسالة تحذير للغرب تتماشى مع الكتاب الذي ثارت عليه حملات علمانية مؤخرا بمصر، لقراءة شيخ الأزهر وهو كتاب “أفول الغرب”، حيث نبه الإمام الأكبر أن التقدم العلمي والفلسفي، والتطور التقني والاجتماعي، الذي هو عنوان حضارة اليوم، لم يعد مؤهلا ولا قادرا على وقف التدهور الخلقي والإنساني.

وأكد شيخ الأزهر أن فلاسفة “التنوير” قد خسروا رهانهم حين أكدوا أن هذا التقدم العلمي والتقني كفيل بأن يجعل السلام العالمي يسير في ركاب التحضر رأسا برأس وقدما بقدم.

 وطالب الإمام الأكبر الجميع بأن يكون على يقين من أن الخطر الداهم الآن لا يأتي من اختلاف الأديان، بقدر ما يأتي من “الإلحاد”، وما يتولد عنه من فلسفات تقدس “المادة” وتتعبد بأدرانها، وتستهين بالأديان وتعدها هزوا ولعبا.

التسامح والإنسانية

وكانت الرسالة الخامسة لشيخ الأزهر، تنطلق وفق مضامين كلماته وخطاباته ومقابلاته حول التسامح وإعلاء الإنسانية في مواجهة محترفي الظلم والحروب والفرقة.

وفي هذا الإطار استقبل شيخ الأزهر وفد وزارة التسامح والتعايش الإماراتية المشارك في مؤتمر زعماء الأديان.

كما التقى فضيلته الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي.

وأكد الدكتور “آل الشيخ” الدور المهم والبارز الذي يقوم به الإمام الأكبر والأزهر الشريف؛ من نشر العلم، وتصدير ثقافة التسامح والحوار، والحفاظ على اللغة العربية، والتصدي للغلو والتطرف وبيان الصورة الصحيحة للإسلام، مبينا أن الأزهر منارة خير ويقدم دورا مميزا.

 كما استقبل الطيب الدكتور عزة كرم، الأمين العام لمنظمة أديان من أجل السلام.

 وأكد الإمام الأكبر ضرورة التكامل بين المؤسسات التي تعمل في مجال العمل الإنساني، وأهمية عقد شراكات عالمية مع كافة المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل الوصول إلى الشباب والتأثير فيهم، وتأهيلهم لحمل راية السلام في المستقبل القريب.

Exit mobile version