إلى قادة “حماس” و”الجهاد”.. احذروا هذا الفخ

 

إن بيان “حماس” فيه عدة رسائل للقريب وللبعيد، للمحب وللمبغض، للأخ وللعدو، ويهمني ما تضمنه بيان “حماس” حول سورية، ويبدو واضحاً أن لقاءات ونصائح العديد من العلماء السوريين وغير السوريين لم تثن قيادة “حماس” عن التهور الذي تنحدر إليه بقوة، وتسمح لنفسها نسيان دماء مئات ألوف السوريين الذين قتلهم النظام السوري الذي يشيدون به وبمواقفه، ولذلك ضاعت البوصلة وأصبحت القضية الفلسطينية هي الهاجس الأوحد لقيادة “حماس” الجديدة، وهذا تصور غير جائز شرعاً، وغير موفق سياسة.

لكن يبدو أن القيادة الجديدة لـ”حماس” وعلى رأسها يحيى السنوار قد سيطر على مفاصل الحركة في غزة، وهو يحمل لواء الخضوع للمحور الإيراني والتماهي معه حتى النهاية.

وللأسف، بدأنا نلحظ جلياً أن شخصية إسماعيل هنية شخصية لا ترقى لمستوى قيادة حركة بحجم حركة “حماس”، كما نلاحظ تبدلاً في مواقف بعض الرموز في حركة “حماس” كمحمود الزهار، وقد سمعنا ثناءً من قيادة “القسام” على الدور الإيراني، وثناءً على دور المقبور قاسم سليماني، وهذه مؤشرات لا تبشر بخير.

رحم الله أيام خالد مشعل، عندما طلب منه النظام السوري موقفاً من الأحداث في سورية، فأصدرت الحركة بياناً متوازناً حافظت فيه على حياد الحركة مما يجري في سورية، فكان رد النظام “هذا لا يكفي”، فكان الجواب: هذا موقف الحركة، وقد دفع مشعل ثمن ذلك الموقف النبيل المستقل الشريف عن طيب خاطر، وخرجت “حماس” من سورية، وحصلت شبه قطيعة مع النظام السوري، وفتور في العلاقة مع إيران، ونحن لن ينسينا الزمن ومرور الوقت مواقف الرجال والإخوة الشرفاء، وسيسجل التاريخ صفحات من نور لهؤلاء، بينما ستكلل وجوه المنبطحين بالعار.

إن الخبث الرافضي الباطني استطاع استدراج قادة “حماس” الجدد لبيت الطاعة تحت شعار المقاومة والممانعة وحاجة “حماس” للدعم الإيراني.

ومن الواضح للعيان أن إيران تراهن على استغلال ورقتي “حماس” و”الجهاد” في صراعها المحتمل مع “إسرائيل” لتخفف العبء الكبير الذي سيدفعه “حزب الله” إذا حصلت مواجهة.

وللأسف، فإن أبسط قارئ في السياسة التوسعية الإيرانية يدرك هذه الحقيقة، ولم يعد خفياً على أحد أن إيران تلوح بإشعال أربع أو خمس جبهات حليفة لإيران ضد “إسرائيل إذا تلقت ضربة مدمرة لبرنامجها النووي السري منه والعلني، وعندها ستنطلق صواريخ “حزب الله” من جنوب لبنان، وصواريخ الحوثيين من اليمن، وصواريخ الحشد الشعبي من العراق، وكلها صواريخ إيرانية موزعة على أراضي الغير لتدافع عن إيران، وربما يشارك جيش النظام السوري بمشاركة صورية رفعاً للعتب، ويبقى الرهان على مشاركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” بفعالية أم بمشاركة رفع عتب كحال النظام السوري، فإن كانت مشاركة حقيقية فعالة فقد وقعت “حماس” و”الجهاد” في الفخ، وستجد “إسرائيل” فرصتها لتصب جام غضبها على غزة وتدمرها، وربما تجتاح غزة لتخضعها وتسيطر عليها، وتطارد قيادات “حماس” و”القسام” و”الجهاد” وبقية الفصائل وتقضي عليهم، وتمهد الأرض لعودة سلطة محمود عباس إلى قطاع غزة، أو تسلم قطاع غزة لمحمد دحلان ومليشياته، وبذلك تكون نهاية القضية الفلسطينية لا سمح الله.

لذلك، أنصح وأحذر قادة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في غزة من أن يتورطوا في معركة إيران و”إسرائيل” لأنهم الخاصرة الأضعف وسيتم دفع الثمن من دماء وأشلاء وبيوت الغزيين دون فائدة تحسب للقضية الفلسطينية، بل سيشتد الخناق عالمياً على “حماس” و”الجهاد” في الساحات العالمية.

كما أنصح وأحذر قادة “حماس” و”الجهاد” أن يستجيبوا لرغبات بوتين الذي يرغب باصطفاف “حماس” و”الجهاد” إلى جانبه في معركته ضد أوكرانيا ومن ورائها أمريكا وأوروبا.

ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

Exit mobile version