بعد 29 عاماً من “أوسلو”.. الأجيال الفلسطينية القادمة محرومة من الأرض والوطن

 

في ذكرى اتفاقية أوسلو، التي وقعت في 13 سبتمبر 1993، بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال، يعيش الشعب الفلسطيني في عذابات متعددة داخل وطنه وفي الشتات والداخل الفلسطيني.

عذاب الكانتونات والمعازل العنصرية وتقييد حرية الحركة بين التجمعات السكنية والحواجز العسكرية والجدران والأسيجة الأمنية من تبعات اتفاقية أوسلو التي زادت من قبضة الاحتلال على الأرض والإنسان.

عضو المجلس البلدي وجيه قواس يقول عن ذكرى اتفاقية أوسلو: المثال الأصعب على آثار اتفاقية أوسلو هو واقع مدينة قلقيلية المحاصرة بالجدار التي تمثل أكبر سجن في العالم؛ فمدينة قلقيلية تعاني من كثافة سكانية عالية تعد من أعلى النسب على مستوى العالم، واتفاقية أوسلو قسمت أراضيها إلى مناطق “أ” و”ب” و”ج”، كباقي المناطق الفلسطينية، وعزل الجدار أكثر من 20 ألف دونم، والتوسع أفقياً معدوم، والمتاح التوسع العمودي، وانتشرت الأبراج السكنية في مدينة محاصرة.

وأضاف: في ذكرى اتفاقية أوسلو الـ29 تحرم الأجيال القادمة من الأرض والوطن؛ فالمستوطنات استولت على معظم أراضي الفلسطينيين؛ ففي قلقيلية يوجد قرابة 30 مستوطنة تضم نحو 100 ألف مستوطن، بينما عدد التجمعات الفلسطينية في المحافظة قرابة 35 تجمعاً، وعدد سكان قرابة 130 ألف مواطن، وهذا يعني أن المستوطنين ومستوطناتهم على أرض المحافظة في حالة من التساوي، رغم أن الاستيطان بدأ في عهد السبعينيات من القرن الماضي؛ أي بعمر 5 عقود  تقريباً، بينما أعمار البلدات والقرى يزيد على 1000 عام، كما أن المستوطنات سرقت الأرض ومواردها، ومنع الفلسطيني من الاستثمار  في أراضي “ج” وحتى الملكيات الخاصة تم حرمان أصحابها منها.

من جهته، يقول مختار عرب الرماضين الجنوبي جنوب قلقيلية: نحن نعيش معزولين مشردين في أرضنا، وقبل أشهر هدم الاحتلال مسجد التجمع البدوي المكون من طابقين بمساحة 40 متراً، وتحول البناء إلى أكوام من الركام؛ فقرابة 300 مواطن يعيشون في التجمع يعزلهم الاحتلال ويفرض قيوداً على حياتهم، ونحن نعيش في حالة من الحرمان الدائم بينما مستوطنة ألفيه منشه تحولت إلى جنة مترامية الأطراف.

أما المزارع خليل زيد (55 عاماً) من مدينة قلقيلية، فيمتلك أرضاً زراعية خلف الجدار شمال قلقيلية يقول: عزل الأراضي خلف الجدار العنصري أضاع من قيمتها؛ فلم يعد للأرض المعزولة أي قيمة مادية؛ فجيراني لهم 60 دونماً من الأرض بعد عزلها أصبحت بلا قيمة ومردودها السنوي تنكة جبنة فقط، حيث تم منحها لأحد الرعاة للرعي فيها.

ويستذكر الفلسطينيون مقولة شمعون بيريس الذي وقع اتفاقية أوسلو حيث قال بعد عودته من أوسلو: “تم تحويل المناطق الفلسطينية إلى حقل أشواك”، ويقصد زرعها بالمستوطنات والحواجز العسكرية والطرق الالتفافية والمناطق العسكرية، إضافة إلى جدار عنصري متعرج بطول 700كم؛ أي ضعف الخط الأخضر الفاصل بين أراضي 1948 و1967، ومعابر حدودية تشرف عليها شركات أمنية.

وفي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية تحولت مستوطنة قدزميم إلى مدينة، بينما القرية محاصرة، حيث قطع الاحتلال شريانها الرئيس منذ عام 2003 حتى الآن.

 وانطلقت مسيرة كفر قدوم الأسبوعية، في 1 يوليو 2011، لفتح المدخل المغلق، وما زالت مستمرة حتى الآن، ويقول منسق المسيرة مراد شتيوي: من كان عمره عند انطلاق المسيرة الأسبوعية يوماً واحد اليوم يشارك في المسيرة بعمر 11 عاماً.

يشار إلى أن عدد المستوطنين عند توقيع اتفاقية أوسلو كان قرابة 100 ألف مستوطن، أما اليوم فيزيد على نصف مليون في 230 مستوطنة.

Exit mobile version