خبيران: المقاومة في طريقها للإفلات من القبضة الأمنية في الضفة

 

رجّح محللان سياسيان فلسطينيان تصاعُد العمليات الفدائية المسلحة في الضفة الغربية المحتلة، خلال الفترة القادمة، مما يؤسس لمرحلة جديدة.

واعتبر المحللان، في أحاديث منفصلة، أن المقاومة، في هذه المرحلة، أصبحت في طريقها للإفلات من الملاحقة المزدوجة التي تتعرض لها على يد السلطة الفلسطينية والاحتلال “الإسرائيلي”، وتمكنت من تجاوز كل العقبات التي كانت تحول دون الوصول لأهدافها.

وقال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية هي الآن في طريقها للإفلات من القبضة الأمنية الفلسطينية، بعد أن كشف المواطن الفلسطيني زيف أجهزة السلطة وتعاونها مع الاحتلال بشكل سافر.

وأضاف الصواف أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية في الضفة اكتشفوا الخداع الذي يعيشونه، وحالة الكذب التي يمارسها قادتهم معهم، ناهيك عن الموطن العادي الذي يكتوي بنار السلطة الفلسطينية على الصعيد الاقتصادي.

ودعا الكاتب والمحلل السياسي أهالي الضفة الغربية، بمن فيها القدس المحتلة، إلى أن ينزعوا الخوف من قلوبهم، ويلتفوا حول المقاومة قولاً وفعلاً، لأنها الوسيلة التي سيكون لها الأثر البالغ على الاحتلال ومستوطنيه وعملائه.

وشدد الصواف على أن الضفة الغربية باتت تتجهز لانتفاضة مسلحة ضد المحتل، لافتًا إلى العمليات الفدائية التي وقعت خلال الـ24 ساعة الماضية، التي زادت عن 8 عمليات للمقاومة المسلحة، 7 منها بالرشاش، والثامنة قنبلة يدوية.

وأكد أن هناك زيادة في العمليات الفدائية، وهو دليل على أن المقاومة في الضفة الغربية تشتد وتزداد يومًا عن يوم، وأنها باتت تستبدل الرشاش والقنبلة بالحجر والمولوتوف.

وقال: إن هذا هو التنوع المطلوب، الذي بات يؤرق الاحتلال ومستوطنيه، ويعطي مؤشرًا بقرب انتفاضة شاملة ومتنوعة، حتى من الناحية الجغرافية.

وأضاف: ما هي إلا أيام قليلة، وسيعمّ العمل المقاوم كل الضفة الغربية والقدس، معتبرًا أن هذا ما يخشاه الاحتلال.

وأكد الصواف أن دولة الاحتلال تعيش في حالة من القلق والرعب من انتشار المقاومة في الضفة، وتبدُّل أدواتها، الأمر الذي يحسب له الاحتلال ألف حساب.

من جهته، وصف رئيس تحرير جريدة “الاستقلال” التي تصدر في غزة خالد صادق ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات فدائية متصاعدة بالوضع الطبيعي الذي من المفترض أن تكون فيه الضفة الغربية في ظل الاحتلال وعمليات مصادرة الأرض والاستيطان التي ينفذها الجيش الصهيوني.

واعتبر صادق أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تصدير المواجهة إلى الضفة الغربية، من خلال سياسة التحريض التي انتهجتها لكشف سياسة الاحتلال وأطماعه.

وأضاف أن المقاومة نجحت كذلك في إيجاد أرضية خصبة للمقاومين الفلسطينيين، لكي يقوموا بتنفيذ عملياتهم، سواء على مستوى فردي أو تنظيمي.

وشدد على أن هذه العمليات لا يمكن أن تكون عشوائية، مشيرًا إلى أن فصائل المقاومة في الضفة هي من أوجدها وحرض الشعب الفلسطيني عليها لطرد الاحتلال.

واعتبر صادق ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات فدائية شيئًا يسيرًا من قدرات أهل الضفة الغربية للتصدي للاحتلال وجرائمه”، مضيفًا أن عملياتهم رد طبيعي على هذه الجرائم.

ورأى صادق أن السلطة الفلسطينية لها دور كبير في تقويض العمل العسكري المسلح ضد الاحتلال، عبر ملاحقتها للفلسطينيين والزج بهم في سجونها، وبالتالي فإن هذا يمثل عائقًا كبيرًا في وجههم.

وأضاف أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال يمثل عاملاً ضاغطاً على شعبنا الفلسطيني، لإحباط أي محاولات للانتفاضة، أو تفجير الأوضاع في وجه الاحتلال.

واستدرك بالقول: إنه ورغم ممارسات السلطة، فإن أهلنا في الضفة استطاعوا الرد على سياسات الاحتلال، سواء على المستوى التنظيمي أو على المستوى الفردي.

وأرجع ذلك إلى أن هناك حالة تغول غير مسبوقة للاحتلال في الضفة، إلى جانب صمت مستفز تنتهجه للسلطة الفلسطينية إزاء ممارسات الاحتلال، مشيرًا إلى أن ذلك ما دفع الفلسطينيين لتوجيه ضربات موجعة للاحتلال.

وشدد مدير تحرير جريدة “الاستقلال” على أن هذه العمليات ستتضاعف في المرحلة القادمة، حتى في ظل تغول السلطة والاحتلال في الضفة الغربية.

يذكر أن سلسلة من العمليات الفدائية وقعت في الضفة الغربية مؤخرًا، كان أبرزها عملية إطلاق نار على حافلة لجنود الاحتلال في منطقة غور الأردن.

وأصيب 6 من جنود الاحتلال، وصفت جراح أحدهم بالخطيرة، في عملية إطلاق نار على حافلة كانت تقلهم، ظهر الأحد، في منطقة الأغوار، شرقي الضفة الغربية المحتلة.

تجدر الإشارة إلى أن الاحتلال سجّل 91 عملية فدائية طوال عام 2021، في حين سجل 150 عملية منذ بداية العام الجاري، تشمل فقط عمليات إطلاق نار، بما في ذلك التصدي للاقتحامات.

Exit mobile version