كان يوم ثقيلاً على أفئدة طالبات الصف السادس في مدرسة طارق بن زياد الابتدائية بمدينة خانيونس، حيث كان الحزن يخيم عليهن وهن ينظرن إلى مقعد رفيقتهن الجميلة الشهيدة ليان مصلح الشاعر (10 أعوام) خالياً من وجودها، فقد غيبتها صواريخ الاحتلال الظالمة التي لم ترفق لطفولتها البريئة، فقتلت جسدها الصغير؛ لتغيبها ليس عن مدرستها فحسب، بل عن أهلها وأحبتها.
صورة ليان
كان الموقف صعباً جداً على زميلاتها اللاتي تَشاركن معاً لسنوات طويلة مقاعد الدراسة واللعب والحديث والحكايات الجميلة والمشاركة في الإذاعة المدرسية والأناشيد، حيث كان خبر استشهادها صاعقة على قلوبهن الطاهرة، ورغم يقين الخبر فإنهن كن يتمنين أن يكون هناك خطأ في الاسم أو أن الأمر كان كابوساً في المنام لا أكثر.
لكن هذا الكابوس كان حقيقة حينما عدن إلى المدرسة في اليوم الأول وبحثن عنها إلا أنهن لم يجدنها، وكل ما وجدنه صورة لها كتبت عليها “الشهيدة ليان الشاعر”، وزينت بإكليل الورد وضعت مكان جلوسها في الصف.
في هذه اللحظة لم يعد للشك مكان، الأمر الذي جعل زميلاتها يجهشن بالبكاء الذي حرق قلوبهن الصغيرة على مرارة الفراق، خاصة أن ليان كانت تمتاز باجتهادها وتميزها وحبها الكبير لزميلاتها، وكانت مثل الفراشة تتنقل بخفة، فكان لها أجواء تميزها في المشاركة بالأنشطة وخاصة الإذاعة المدرسية.
يوم ثقيل
اليوم الأول في الدوام المدرسي للعام الجديد كان يوماً مثقلاً بالألم لفراق ليان، فلم تستطع زميلاتها أن يخفين دموعهن حينما افتقدوا وجودها، والأمر كان أصعب لوالدتها التي لم تستطع في هذا اليوم تسريح شعرها ومساعدتها في ارتداء زيها المدرسي، ولم تستطع أن تحضر لها الإفطار أو حتى تضع لها قطعاً من الحلوى في حقيبتها، وكذلك لم تحصل منها على قُبلة على يديها وجبينها قبل أن تذهب مسرعة للمدرسة وهي تخبرها بشوقها الكبير إلى مدرستها وزميلاتها بعد الإجازة الصيفية.
يشار إلى أن الطفلة ليان استشهدت خلال الحرب التي شهدها قطاع غزة مطلع أغسطس الماضي، حيث أصيبت بإصابة خطيرة في الرأس أدت إلى ارتقائها شهيدة لتكون شاهدة على بشاعة المحتل.