6 أرقام تكشف التأثير المذهل للحرب الروسية على أوكرانيا

 

قبل 6 أشهر، شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا المجاورة، تأتي علامة نصف العام في نفس اليوم، 24 أغسطس، كعيد وطني للاحتفال باستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفييتي، وهو حدث في عام 1991 لوحظ أنه يفتقر إلى إراقة الدماء، واليوم، تكتسب العطلة معنى جديدًا للعديد من الأوكرانيين، حيث تواصل البلاد القتال فيما تسميه حربًا جديدة من أجل الاستقلال.

وعلى مدار 6 أشهر، استحوذت الحرب على انتباه العالم، وعطلت التوزيع العالمي للغذاء والوقود وتركت البلاد تترنح، ولفهم بعض تأثيرات الحرب على أوكرانيا، إليك 6 أرقام رئيسة:

1- تشريد أكثر من 13 مليون أوكراني:

تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في حدوث أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، منذ فبراير الماضي، فقد أُجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من ديارهم، بحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وانتشر ما يقرب من 6.7 ملايين لاجئ في جميع أنحاء أوروبا، حيث حصلت بولندا على الحصة الأكبر، كما نزح 6.6 ملايين شخص داخل أوكرانيا.

معظم الأوكرانيين الذين فروا من البلاد هم من النساء والأطفال، حيث منعت الحكومة الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا من المغادرة.

تقول إدارة الهجرة في الاتحاد الأوروبي: إن ما يقرب من 500 ألف طفل أوكراني تم دمجهم في مدارس دول الاتحاد الأوروبي.

في غضون ذلك، ومع امتداد الحرب وتحول مسارها، يعود العديد من الأوكرانيين إلى أوطانهم، فوفقًا لمسح أجرته المنظمة الدولية للهجرة، عاد 5.5 ملايين نازح إلى ديارهم.

2- فَقْد عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين أرواحهم في الحرب:

أفاد الجانبان بفقدان أفراد عسكريين منذ بدء الغزو في فبراير، ويصعب الحصول على أرقام دقيقة، لأن كل دولة مترددة في الاعتراف بالخسائر وغالبًا ما تضخم عدد المقاتلين الأعداء الذين قتلوا.

الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، قال هذا الأسبوع في منتدى عام: إن أوكرانيا فقدت 9 آلاف عسكري، وزعم الجيش الأوكراني أيضًا أنه قتل أو جرح 45200 جندي روسي، وكانت أكبر الخسائر في منطقتي دونيتسك الشرقية وجنوب ميكولايف.

في غضون ذلك، وثق مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مقتل ما يقرب من 5600 مدني في أوكرانيا خلال الصراع، لكنه يعتقد أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

ولكن روسيا تنشر معلومات شحيحة عن الخسائر العسكرية، فقد قال المسؤولون هناك: إن 1351 من جنودهم قتلوا في الأسابيع الأولى من الحرب، في مارس، لكنهم لم ينشروا بيانات محدثة منذ ذلك الحين، وتقول وكالة الأخبار الروسية المستقلة “آي ستوريز”: إنها أحصت (من خلال معلومات مفتوحة المصدر) أكثر من 5000 جندي روسي قتلوا، لكن العدد الحقيقي قد يكون أعلى.

في مارس، قدر المسؤولون العسكريون الروس الخسائر الأوكرانية بحوالي 14 – 16 ألف قتيل.

3- روسيا تحتل 20% من الأراضي الأوكرانية:

في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بعد انتزاعها من أوكرانيا، وسرعان ما أعلن المسلحون المدعومون من روسيا عزمهم على الانفصال عن أوكرانيا في أقصى شرق البلاد، مما أدى إلى اندلاع صراع ظل يراوح مكانه منذ ما يقرب من 8 سنوات.

في فبراير الماضي، سيطر الروس على حوالي 17 ألف ميل مربع من الأراضي الأوكرانية، وفقًا لبعثة أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، تبلغ مساحة شبه جزيرة القرم مساحة ولاية ماريلاند والجمهوريات المستقلة في شرق أوكرانيا ومساحتها بحجم ولاية نيو جيرسي.

بعد 6 أشهر من الغزو الشامل، وسعت روسيا أراضيها في أوكرانيا إلى 3 أضعاف تقريبًا، في يونيو، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن روسيا احتلت 20% من البلاد، أو حوالي 47 ألف ميل مربع، هذه منطقة بحجم نيو هامبشاير وفيرمونت وماساتشوستس وكونيتيكت ورود آيلاند ونيوجيرسي وديلاوير وجزء كبير من ولاية ماريلاند مجتمعة.

وخط التماس بين القوات الروسية والأوكرانية يمتد لمسافة 570 ميلاً تقريباً.

4- عشرات الدول تعهدت بتقديم مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لأوكرانيا منذ بدء الحرب:

زودت عشرات الدول أوكرانيا بالمساعدة العسكرية، التي تتضمن أنظمة الأسلحة والتدريب، وجاء الجزء الأكبر من المساعدات من الولايات المتحدة مع إعلان الرئيس بايدن، يوم الأربعاء الماضي، عن 3 مليارات دولار أخرى، والتزمت واشنطن بتقديم 10.6 مليارات دولار كمساعدات أمنية منذ الغزو الروسي في فبراير الماضي، وستأتي مليارات أخرى من حزمة المساعدات التي تم إقرارها في مايو.

في ساحات القتال الأوكرانية، أصبحت أستراليا مرادفًا لـ88 مركبة مدرعة قدمتها، وتشتهر تركيا بطائراتها القتالية التي يبلغ عددها 80 طائرة بدون طيار، وبريطانيا بـ22 ألف جندي قامت بتدريبهم، وقدمت دول أخرى دعماً لوجستياً، مثل سلوفاكيا التي قدمت 3.2 ملايين جالون من وقود الديزل ووقود الطائرات.

وفيما يتعلق بالحرب الاقتصادية، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى 18 دولة أخرى فرضت عقوبات على روسيا في الأشهر الستة الماضية، لكن الخبراء يحذرون من أن العقوبات قد يكون لها تأثير محدود على إمكانات التصدير لدي روسيا، حيث يتركز ثلثا سكان العالم في البلدان التي ظلت محايدة أو دعمت روسيا، وفقًا لوحدة المعلومات الاقتصادية.

5- الاقتصاد الأوكراني يمكن أن يتقلص بنسبة تصل إلى 45% بسبب الغزو:

الغزو الروسي دمر الاقتصاد الأوكراني بشكل عام، فقد قدر البنك الدولي، في أبريل الماضي، أن الاقتصاد الأوكراني قد ينكمش بنسبة 45% هذا العام، في الأسبوع الماضي، قال وزير الاقتصاد الأوكراني: إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 200.9 مليار دولار في عام 2021 من المرجح أن ينكمش بين 35% و40% بحلول نهاية العام.

وتقول كلية كييف للاقتصاد: إن الصراع كلف أوكرانيا أكثر من 113.5 مليار دولار من الأضرار، مع تضرر البنية التحتية للإسكان والنقل بشكل خاص، وتضيف أن البلاد ستحتاج إلى ما يزيد على 200 مليار دولار للتعافي.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة “رويترز” أن وزارة الزراعة الأوكرانية تقول: إن صادرات الحبوب تراجعت بنسبة 46% عن العام الماضي بسبب الحصار الذي دام 5 أشهر على موانئ البلاد على البحر الأسود، وعلى الرغم من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي تم التوصل إليه في يوليو للسماح لشحنات الغذاء بمغادرة أوكرانيا، لا يزال من المتوقع أن يتعرض قطاع الزراعة لضربة كبيرة، كما تعرضت صناعة الصلب في البلاد إلى ضربات قوية.

لدى أوكرانيا الكثير من الأصدقاء في جميع أنحاء العالم، يحاولون المساعدة في الحفاظ على اقتصادها قائمًا، فقد تعهدت الولايات المتحدة وحدها بالفعل بتقديم 8.5 مليارات دولار كمساعدات مالية لكييف هذا العام لإبقاء المكاتب الحكومية مفتوحة والموظفين والمرافق تعمل، في غضون ذلك، قدم الاتحاد الأوروبي مليارات اليوروهات لأوكرانيا، منذ فبراير الماضي، وصاغ مؤخرًا حزمة لمنح 8 مليارات يورو إضافية كمساعدات مالية خلال الأشهر الستة المقبلة.

6- التبرعات من مبيعات الخبز وقطع الغيار ولوحة سانت جافلين جمعت أكثر من 500 مليون دولار من الأموال الخاصة لمساعدة أوكرانيا:

في فبراير، ابتكر الكاتب الكندي الأوكراني كريستيان بوريس، وفنان كاليفورنيا كريس شو ميم لامرأة تبدو مثل مريم العذراء وهي تحمل قاذفة صواريخ، أطلق عليها بوريس اسم سانت جافلين، بعد الصواريخ المضادة للدبابات التي قدمتها الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين، قام بتشكيل الميم في علامة تجارية باعت ملصقات وبضائع أخرى بقيمة تزيد عن 3 ملايين دولار لمساعدة أوكرانيا.

في يونيو، شخصية تلفزيونية أوكرانية هو سيرهي بريتولا طلب من معجبيه أن يساعدوه في شراء طائرة بدون طيار تركية الصنع بسعر 5 ملايين دولار، انتهى به الأمر بجمع 55 مليون دولار، ورفضت شركة بيرقدار التي تصنع الطائرة بدون طيار أخذ المال، وبدلاً من ذلك، تبرعت الشركة بثلاث طائرات مسيرة، في أغسطس، واستخدم بريتولا الأموال التي جمعها لشراء قمر صناعي للاستطلاع قدمه للمخابرات الأوكرانية.

اعتبارًا من يوليو الماضي، أفاد البنك الوطني الأوكراني أنه جمع 530 مليون دولار من التبرعات للجيش الأوكراني، معظمها يتم تجميعهم من الأشخاص في المتاجر ومن خلال جمع التبرعات في البلاد، وجمع سكان بلدة دوبنو الصغيرة في غرب أوكرانيا 866.55 دولارًا من بيع المخبوزات وسوق السلع الرخيصة والمستعملة لتقديمها للجيش الأوكراني.

 

 

 

 

 

_____________________

المصدر: “إن بي آر”.

Exit mobile version