تعيش الطبقة المرفهة المحظوظة في مصر حالة من عدم الاتزان بعيداً عن المسؤولية والشعور العام، ففي شهور الصيف من كل عام تمارس هذه الطبقة مختلف أساليب اللهو والعربدة على شواطئ الساحل الشمالي، وتروج لحفلات المطربين التي وصلت أسعار تذاكرها إلى أرقام فلكية، ثمن واحدة منها يكفل حياة متواضعة لمجموعة من الأسر في شهر بأكمله.
وقد أثارت هذه الحفلات الغنائية وأسعار تذاكرها غضباً عارماً بين رواد التواصل الاجتماعي، حيث قارنوا بين أحوال المصريين وهذه الحفلات التي لا تخلو في معظمها من مجون، وقد تصدر كثير منها التريند ومؤشرات البحث.
وبلغ سعر تذكرة عمرو دياب 100 ألف جنيه للمائدة الواحدة التي تضم 10 أفراد، وتذكرة روبي حوالي 53 ألف جنيه، وهيفاء وهبي 35 ألف جنيه، وكاظم الساهر 8 آلاف جنيه!
وتقاضى عمرو دياب مقابل الحفل الواحد 5 ملايين جنيه، وتامر حسني مبلغ 2.5 مليون جنيه، ومحمد حماقي مليوني جنيه، بينما وصل أجر روبي، وهيفاء، مليون جنيه.
وتفاوتت أجور الآخرين من مطربي الراب والمهرجانات، حيث بلغ أجر ويجز 1.5 مليون جنيه، أما عمر كمال، وحسن شاكوش، وحمو بيكا، ومجدي شطة وأشباههم فيبدأ أجر الواحد منهم 100 ألف جنيه.
وتتمثل المفارقة في حفلات المدعو “نمبر وان” (محمد رمضان) حيث يبدأ سعر تذكرته بـ700 جنيه “واقفاً”! وقد نشر أخيراً صورة للمذكور مع فتاة صهيونية كانت مجندة سابقاً في الجيش الصهيوني؛ مما أثار غضب كثيرين في العالم العربي!
رواد التواصل الاجتماعي ينتقدون سلوك الطبقة المحظوظة اللاهية ويسخرون من سلوكياتها، ويذكّرون بما يحدث في الواقع الاجتماعي من أزمات مزمنة، وما يجري على الحدود من قتل الصهاينة للفلسطينيين الأبرياء المحاصرين دون أن يحظى ببعض الاهتمام من هذه الطبقة!