صواريخ الاحتلال قتلت فرحة فتاة فلسطينية باستشهاد عريسها

عبير ووالدها عقب استشهاد عريسها خلال العدوان على غزة

 

في كل شارع وزقاق وحي وبيت ستحمل حكايات مُختلفة في قطاع غزة المحاصر، فالحرب للكثير لم تنتهِ، فما زال الوجع غائراً في قلوب الكثير جعلت من الملامح تختلف كثيراً وما أصعب ذلك!

هذا الوجع الغائر سكن في قلب عبير حرب التي كانت تستعد لأيام قليلة تتوج فيها أميرة تزف بالورد بجوار عريسها إسماعيل دويك، فقد كانا يجهزان كثيراً لهذا اليوم الذي سيكلل ببناء أسرة مسلمة جديدة حيث سترتدي فستانها الأبيض ويعتلي رأسها تاج الأميرات الذي يزيدها فرحة.

فكل ما يخطر في عقلها الذي يحمل الأشياء الجميلة كانت تشارك بها خطيبها إسماعيل فقد اتفقا على التفاصيل الكبيرة والصغيرة كذلك بكل ما يتعلق في حياتهما الزوجية المُقبلة وتجهيز بيتهما في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

حفل الزفاف

فكانت عروسه ترى به جمال الدين والأخلاق وكرمه وحبها الجميل الذي احتواها، فكانا على شوق كبير لهذا اليوم بعد عقد قرانهما قبل شهرين تقريباً.

كانا ينتظران هذه الفرحة، الأمر الذي جعلهما يستعجلان والد عبير بقطع رحلة علاجه في مصر التي كان مقررة أن تستمر 3 أشهر، ليعود مسرعاً إلى غزة حتى يكمل مراسيم زفافهما من خلال الكثير من الاتصالات والسؤال عن موعد عودته، تفطن الأب هذا الشعور فعاد إلى غزة مؤجلاً استكمال رحلة علاجه حتى يستعد لزفاف ابنته.

عودته أسعدت العروسين الأمر الذي جعلهما أقرب؛ ليتوج إسماعيل عريساً وعبير عروسة في حفل زفاف جميل يجمع الأهل والأحباب.

هذا الفرح الجميل لم يكتمل، حيث كانت صواريخ الاحتلال ظالمة على قلبيهما فأرادت أن تفرق هذا الحب الطاهر وتجعل من مراسيم الفرح مراسيم وداع وفراق؛ ليرتقي إسماعيل شهيداً بعد استهداف منزله.

 

قبل يوم الشهادة

قبل استشهاد إسماعيل بيوم كانت عبير في زيارته في بيت عائلته، وكانت تحمل معها بكثير من الفرح ساعة جميلة اختارتها بعناية لتقدمها إلى خطيبها حتى يزين بها معصمه في حفل الزفاف، وكانا قد تبادلا الكثير من الكلمات في الاستعداد لتجهيز فرحتهما.

ولكن في اليوم التالي كانت الفاجعة على قلب عبير، حيث اتصل بها خطيبها وأخبرها بأنه سوف يكمل حديثه معها بعد أن يصل للبيت، الأمر الذي جعلها تنتظر هذا الاتصال بكثير من الشوق.

وما هي إلا لحظات حتى أخذتها غفوة من النوم رأت بها خطيبها إسماعيل يخبرها بأن قدمه تؤلمه وبعدها رأته يحتضن والدته وسرعان ما سمعت صوت انفجار كبير أرعب قلبها فاستيقظت على صوت الانفجار، وهي تضع يدها على قلبها فيحاول والدها أن يهدئ من روعها ويخبرها أن القصف بعيد عنها، لكنها كانت تقول ويدها ما زالت على قلبها: “إسماعيل”!

وبالفعل كان في هذه اللحظة الصاروخ الحاقد في ظلمه قد قصف منزل إسماعيل على ساكنيه وقد تم انتشال جثمان إسماعيل وهو يحتضن والدته ليرتقي معها شهيدة.

فاجعة قتلت الفرحة

هذا الخبر اليقين كان فاجعة على قلب عبير أشعل حرقة في قلبها جعلت ملامحها تتحول سريعاً من ملامح الفرح إلى ملامح أثقلتها الحزن والفراق، وأبدلت ثوبها الأبيض بثوب أسود أغرقته بدموع قلبها.

Exit mobile version