الاحتلال قتل حلم الطفلة الفلسطينية رهف بـ”الطب والرسم” بصواريخ بترت قدميها ويدها

 

وقفت طبول الحرب عن دقها في هذه الجولة على غزة بعد أن خلفت نيران صواريخها الكثير من الحكايات التي أوجعت القلب، فكانت حكاية الطفلة رهف خليل سلمان (11 عاماً) شاهدة على بشاعة المُحتل الذي لم يرحم طفولتها البريئة، فكانت ضمن بنك الأهداف التي نالت الكثير من جسدها الصغير وجعلتها عاجزة عن الحركة.

كان من الصعب على الحروف أن تجتمع لتكتب كلمات الوجع الغائر في جسد الطفلة رهف التي كانت تحلم بأن تكون رسامة مشهورة ترسم جمال غزة وشاطئها الأزرق، وبالوقت ذاته تكمل دراستها بتفوق حتى تحقق ما تطمح له دوماً بأن تكون طبيبة تداوي جرح الوطن الغائر.

هذه الأحلام الجميلة جعلت منها صواريخ الاحتلال كابوساً ليس في منامها فحسب؛ بل في حياتها بعدما أطلق بحقده الأسود صواريخ على منطقة جباليا شمال قطاع غزة بالقرب من منزلها مما أدى إلى إصابتها إصابة خطيرة غيرت الكثير من ملامح جسدها بعد أن بُترت قدماها ويدها اليمنى.

هذا البتر الذي أسكن جسدها الصغير على سرير المشفى جعلها عاجزة عن الحركة بعد أن كانت مثل الفراشة في جمالها وخفتها بالتنقل وهي تحمل ابتسامتها التي تزيد من ملامحها جمالاً.

الاحتلال لم يقتل جسدها فحسب؛ بل قتل طفولتها وأحلامها؛ ليجعل من واقع حياتها أمراً صعباً جداً.

مجزرة دامية

لم تكن تعلم رهف أنها بخطواتها الصغيرة التي كانت تخطوها بقرب منزلها لتحضر شقيقها محمد وتنتظر عودة والدها من المسجد بعد انتهاء الصلاة من أجل أن يجتمعوا سوياً على مائدة طعام العشاء أنها ستكون خطوات فارقة في حياتها، فلم تكن تعلم أن هذه الدقائق القليلة كانت لصواريخ الاحتلال مدة زمنية كافية بالنسبة لها لحدوث مجزرة دامية في المنطقة أدت إلى ارتقاء العديد من الشهداء وإصابة شقيقها محمد وإصابتها كذلك.

بعد أن نقلت إلى المستشفى كان من الصعب على والدها التعرف على ملامحها الجديدة، حيث الدماء الغزيرة ووجهها الذي تلون برماد الصواريخ وقدميها ويدها اليمنى المبتورات، فلم يصدق والدها حينما أخذ يبحث عنها في المستشفى بأن هذه الطفلة بملامح جسدها الجديدة هي ابنته رهف!

سبقوها للجنة

ورغم ذلك فإن رهف حاولت أن تبدو أكبر من سنها، وأن تتعالى على جرحها النازف الذي سيصاحبها في جميع مراحل حياتها، فكانت تقول لكل من يزورها: إن قدميها ويدها اليمنى سبقتها إلى الجنة، وأما يدها اليسرى الشاهدة على هذه الجريمة فكانت ترفع بها علامة النصر.

وكان الحديث الذي يشغلها بأنها تريد الحصول على العلاج، وأن يتم تركيب لها يد وقدمين تستطيع من خلالهما السير والكتابة مجدداً، خاصة حينما تتكلم بطفولتها البريئة: “أنا ما بعرف أرسم وأكتب باليد اليسرى أنا كنت بكتب وبرسم باليد اليمنى فقط”.

نداء استغاثة

رهف بطفولتها البريئة المُثقلة بالوجع تكلمت عبر فيديو قصير تحدثت فيه عن إصابتها وما حدث معها وأمنيتها الملحة بأن يتم لها السماح العلاج في تركيا، الأمر الذي جعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، التي منها موقع مجلة “المجتمع”؛ تفعيل مناشدتها، وأن يصل صوتها المنخنق بنبرات الألم إلى من يستطيع تحقيق أمنيتها إلى واقع.

هذا التفاعل أثمر عن اتصال رئيس حركة “حماس” إسماعيل هنية برهف وعائلتها، والسعي في مساعدتها بالعلاج في تركيا، الأمر الذي وجد ترحيباً من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في استقبال رهف وعائلتها للعلاج في تركيا.

[iframe width=”600″ height=”300″ src=”https://www.youtube.com/embed/PV0tPLFgK-Y” title=”الاحتــ ــ لال قتل حلم الطفلة الفلسطينية رهف بـ”الطب والرسم” بصواريخ بترت قدميها ويدها” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen ]
Exit mobile version