أكاديميون ودعاة عن فتوى الإفتاء المصرية جواز طلب المددَ من الأنبياء والأولياء: أين النصوص الشرعية التي دلّت على هذا الجواز؟

تساءل أكاديميون ودعاة عن الدليل على فتوى دار الإفتاء المصرية والتي جاء فيها بأنه لا مانع شرعًا من طلب المسلم المددَ من الأنبياء والأولياء والصالحين وأنه لا فرق في ذلك بين كونهم أحياءً أو منتقلين؛ لأنه محمول على السببية لا على التأثير، كما أَنَّ الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم حملُها على الأوجه التي لا تتعارض مع أصل التوحيد، فالعبرة في التمسح بالأضرحة أو تقبيلها هي حيث يجد الزائر قلبه، ولا يجوز المبادرة برميه بالكفر أو الشرك” متسائلين أين النصوص الشرعية التي دلّت على هذا الجواز؟

قال العميد المساعد للشؤون الطلابية في جامعة الكويت وأستاذ الشريعة طلق الجاسر “إلى إخواننا المسلمين في كل مكان .. احذروا .. فالاستغاثة بغير الله تعالى شرك (فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل أن يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين) اهـ من مجموع الفتاوى.

وقال الداعية الإسلامي الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي ” في مصر تخريب لكل شيء فبعد سجن الدعاة والعلماء اتيح لهم التخريب الرسمي لعقائد المسلمين بفتوى من إرث أبي جهل :ما ندعوهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى! فقد قال تعالى: “وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ الله مَا لَا ينفعك ولا یَضُرُّكَۖفَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذࣰا من الظالمين” فلقد اشتغل أهل العلم بالتحذير من شرك القبور وتركوا شرك القصور .. فجاء من تلك القصور من لم يعد يكفيه أن تسكت عن طوّامه وبلاويه بل لابد أن تقدم فروض الطاعة وترمي من نقده بأنه خارجي معتزلي داعشي… ثم سلّط أنغاله لهدم السنة وجحدها وعلماء الطاعة يسدلون الأشمغة على وجوههم فهم صمٌ بكمٌ عميٌ !

وقال الداعية الإسلامي طلال فاخر ” الحمد لله الذي هيأ لنا من يدرسنا التوحيد منذ نعومة أظفارنا فصارت هذه المسائل من البديهيات اللهم ثبتنا على التوحيد.. أين النصوص الشرعية التي دلّت على هذا الجواز ؟”

وقال الباحث الإسلامي محمد إلهامي” في زمن ليس بالقريب، كانت الموجة السلفية مهيمنة على سائر العالم الإسلامي، حتى كان الأزهر ودار الإفتاء المصرية يتحرجون في الحديث عن مسائل الأضرحة والقبور والاستغاثة والنذور ونحو ذلك! كان ذلك يبدو انتصارا للتوحيد! لكن أهل الفهم والوعي من العلماء وأصحاب البصيرة والهمّ والعمل كانوا”

وتابع إلهامي ” يُحَذرون من الاعتناء بشرك القبور وغض النظر عن شرك القصور.. لقد أهلك الناس أنفسهم في محاربة ما يجري عند الأضرحة من شركيات، بينما تركوا الحكام يفعلون ما شاءوا من تضييع للشريعة والإتيان بالقوانين الوضعية وبناء سياساتهم الخارجية والداخلية على ما يناقض الشريعة!”.

وأضاف ” فإذا بفارس التوحيد أخذ يحمل حربته وقوسه وسيفه لينزل بهم على عموم الناس، وهم غالبا من أهل الجهل الذين هم بحاجة إلى التعليم والإرشاد.. بينما هو نفسه قد انتصب حارسا على القصر الذي يُشرك الحاكم فيه بالله، ويحمل الناس على مظاهر الشرك، يشرعن له ما يفعل ونحن الآن ارتددنا إلى الخلف مرحلة جديدة.. الموجة السلفية في انكسار والموجة الصوفية في تصاعد بعدما أتيحت لها مساحات مدعومة عالميا.. وتحاول طوائف من الأشعرية والصوفية الانتقام من المرحلة الماضية وإذا ببعض هذه المؤسسات، ودون أي داعٍ، تفتح بنفسها معركة الأضرحة والقبور لتثبت وتؤكد وترسخ أن ما يفعله الناس عندها جائز، مع الدعوة لاعتبار النوايا مهما كان الظاهر، وبذل حسن الظن مهما كان العمل!! هذا عن القبور، فماذا عن القصور؟!

وقال إلهامي ” أما القصور يا صاحبي، فهؤلاء فيها أهل توحيد.. توحيد الحاكم لا توحيد الله!!  فلا تقبل تلك المؤسسات -لا السلفية ولا الصوفية- من يشرك بالحاكم شيئا، ويبذلون في الحفاظ على جناب توحيد الحاكم ما لا يبذله سلفي قح عتيد في الحفاظ على جناب توحيد الله! ولا اعتبار عندهم في ذلك للنوايا ولا لحسن الظن.. فإن صدر عنك قول أو شبه قول، أو ندّ عنك عمل أو شبه عمل، فيه مساس بجناب توحيد الحاكم فأنت خارجي تكفيري إخواني داعشي لا توبة لك، وما لك عندهم من جزاء إلا العذاب الشديد في نار الحاكم وسجونه! فنحن الآن في زمن توحيد القصور وشرك القبور!! ولا بأس عند مشيخة السوء أن تذهب لتطلب من أضرحة آل البيت حاجتك، وهم الذين ماتوا أو قُتِلوا قبل قرون وحاجتهم في أنفسهم لم يستطيعوا قضاءها وقتما كانوا أحياء، ولكن البأس كل البأس أن تطلب حاجتك بل أن ترفع صوتك في حضرة الحاكم الحي تسبب في جحيم عيشك وذهاب دنياك ودينك معا!

ومن جانبه قال الداعية الإسلامي على حسن العبيدلي تعليقا على فتوى دار الإفتاء المصرية “رحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم وكأنه يرد على هذه الخزعبلات التي تتجدد بين فترة وأخرى فقال :

من لي بِحظّ النائمين بِحُفرةٍ

قامت على أرجائها الصلواتُ

للسيّد البدوي دخلٌ قدرهُ

ستون ألفاً والحُظوظ هِباتُ

وأنا أُعَذّبُ في الوجود وليس لي

يا أُم عمرو ما بِهِ أقتاتُ

فيما قال النائب السابق محمد هايف المطيري “تعليقا عن ما نسب لدار الإفتاء المصرية: لا تبرر الاستغاثة بغير الله بصلاح المدعو فقد يكون على التوحيد والمستغيث مشرك/قل ادعو الذين زعمتم من دونه فلايملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا، أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا”

Exit mobile version