إدانة دولية وإسلامية للمجزرة الروسية بإدلب.. ومغردون: التخلص من بوتين مصلحة للبشرية

 

استيقظ أهالي إدلب، أمس الجمعة، على مجزرة مروعة راح ضحيتها 7 أشخاص، بينهم 4 أطفال أشقاء، جراء غارات شنتها طائرات حربية روسية بريف جسر الشغور غربي إدلب، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفقد أيمن موزان (31 عاماً) بناته الثلاث وابنه في الهجوم الذي دمّر منزله، وقال الوالد المفجوع وهو يبكي بحرقة لوكالة “فرانس برس”: “رحل أولادي.. ماتوا، رحل أعزّ شيء على قلبي”.

حصل الهجوم في الوقت الذي كان أيمن وأسرته نائمين في منزلهم في قرية الجديدة التابعة لجسر الشغور في ريف إدلب الغربي.

بعد الضربة الأولى، تمكن موزان من إنقاذ زوجته من تحت الأنقاض لكنه لم يعثر على أبنائه.

وأضاف: اعتقدت أنه كابوس، خرجنا زاحفين قبل الضربة الثانية.

وقال مراسل “فرانس برس” في المنطقة: إن الهجوم دمّر المنزل بالكامل، وتناثرت الألعاب والملابس بين الأنقاض.

وتحدث المرصد السوري عن مصابين وعالقين تحت الأنقاض بينهم نساء وأطفال، جلهم نازحون من منطقة سهل الغاب بريف حماة.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة “فرانس برس”: إن جميع الأطفال الضحايا هم دون العاشرة من العمر.

من جانبه، ذكر الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أن الطائرات الحربية الروسية ارتكبت، أمس الجمعة، مجزرة في ريف إدلب، راح ضحيتها 20 مدنياً بين قتيل وجريح أغلبهم أطفال.

وقال الدفاع المدني السوري: قتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال من عائلة واحدة، وأصيب 13 آخرون بينهم 8 أطفال، في مجزرة ارتكبتها الطائرات الحربية الروسية (الجمعة)، باستهداف مزرعة لتربية الدواجن يقطنها مهجّرون، ومنازل مدنيين على أطراف قرية الجديدة، في ريف إدلب الغربي.

إدانة دولية وإسلامية

من جهتها، أدانت منظمات دولية وهيئات إسلامية وناشطون على “تويتر” القصف الروسي على إدلب، مطالبين بتحرك عربي لحماية المدنيين في سورية.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): هذا تذكير مدمر بأن الحرب على الأطفال لم تنته بعد، ويستمر الأطفال في شمال غربي سورية وفي جميع أنحاء البلاد في دفع الثمن الباهظ للعنف المستمر.

وأضافت: ينبغي ألا يستهدف الأطفال أبداً، وينبغي حمايتهم في كل الأوقات وأينما وجدوا.

ولفتت إلى أن 70% من الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت ضد الأطفال في سورية في العام 2021 وقعت في الشمال الغربي.  

بدوره، اعتبر المجلس الإسلامي السوري أن ما تعرّض له أبناء شعبنا من قصفٍ همجيٍّ على يد المحتلّين الروس والإيرانيّين تحت سمع العصابة الحاكمة في دمشق وبصرها لهو مجزرة دوليّة، وجريمة حربٍ مكتملة الأركان، يمكن أن يُقال: إنّها أطول إبادةٍ جماعيّة يشهدها العالم بعينِه منذ أكثر من 10 سنين صامتًا عليها، ومحافظًا على العصابة التي تمارس أبشع انتقامٍ من شعبٍ حرٍّ كريم.

وأضاف أنّ الضامن الذي يتولّى حمايةَ هذه المنطقة دوليًا مطالبٌ بموقفٍ واضحٍ تجاه هذا القصف الهمجيّ، الذي هو خرقٌ لكلّ الأعراف الدوليّة في حماية المناطق التي يضمن سلامتها دوليًا، ومطالبٌ بمراجعة اتفاقياته وسياسته مع من يقتل أطفالنا في مهدهم.

ودعا المجلس السوري الأمّة الإسلاميّة بكلّ قواها السياسية والوطنيّة لتشكّل صفًّا موحّدًا في وجه هذا العدوان الموجّه إلى الأمّة عبر الشعب السوريّ، والتعبير بكلّ الوسائل المتاحة عن استنكارهم لهذه المجزرة المروّعة.

وأوضح أن مثل هذه الاعتداءات لتثبت للقائمين على العملية السياسية من الأمميين والمحليين أنّ المسارات السياسيّة لا تجدي نفعًا مع الآثمين المعتدين، وأنّ العملية السياسية وهمٌ مجرّد لا يمكن أن تعيد حقًّا مغتصبًا بالقوّة، ولا أن تحفظ دمًا مهدورًا عند عدوّ غاصب.

وقال الإعلامي السوري أحمد رحال: لحظات مؤلمة عشناها مع أهالي ضحايا مجزرة الجديدة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الروسي غرب إدلب.

وترحم الكاتب الكويتي عبدالعزيز الفضلي على ضحايا المجزرة، قائلاً: الله يرحم هؤلاء الأطفال الشهداء الذين سقطوا في غارات الطيران الروسي على إدلب.

واستنكر الفضلي الصمت العربي لما جرى، وقال: لم نسمع للجامعة العربية الميتة أي تعليق!

أما الكاتب السوري خليل المقداد فكتب: الغارة الروسية الدموية على جسر الشغور تثبت أن كل خلافاتهم تتبدد وتختفي أمام وحدة عدائهم للمسلمين.

وأضاف: يفرقهم كل شيء ويوحدهم عداؤهم للإسلام، فهو خط أحمر لا يتساهلون معه فحربهم علينا وجودية! هل سنستيقظ من غفلتنا؟

فيما قال عضو مجلس الأمناء باتحاد علماء المسلمين د. محمد الصغير: جرائم بوتين تتجدد، وطائراته الحربية ترتكب مجزرة بريف إدلب وتستهدف عوائل مهجرة.

وأشار الصغير إلى أن كل العالم يقف مع أوكرانيا ضد وحشية روسيا، أما أهل سورية فلا بواكي لهم.

واعتبر الكاتب والصحفي الأردني ياسر أبو هلالة أن ما فعله طيران بوتين الإرهابي في إدلب من مجزرة بحق الأطفال هو تكرار لما يفعله منذ عام 2015 في سورية ولما يفعله اليوم في أوكرانيا.

وقال: إن التخلص من بوتين مصلحة للبشرية لا لسورية وحدها.

وقال الكاتب والصحفي السوري د. أحمد موفق زيدان: بعد يومين على قمة طهران بخصوص سورية.. الاحتلال الروسي المجرم يقصف مدنيين بالجديدة بريف إدلب ويقتل 7 مدنيين بينهم 5 أطفال ويجرح 14 آخرين.. اللهم انتقم للشام وأهله.

وتخضع محافظة إدلب لـ”اتفاق موسكو”، بين روسيا وتركيا، نص على وقف إطلاق النار في إدلب على خط التماس الذي أُنشئ وفقاً لمناطق “خفض التصعيد”.

ويأتي القصف بعد هدوء استمر لأشهر على الصعيد الميداني، شهد تجاوزات بأضرار مادية، فقد تجاوز عددها ألفين و122 خرقاً منذ مطلع العام الجاري، بحسب منظمة “منسقو استجابة سورية”.

Exit mobile version