باكستان ترفض الضغوط والابتزاز الأمريكي للتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل معونات

 

أكد مسؤولون وصحف باكستانية أن إسلام آباد أبلغت مسؤولين أمريكيين صعوبة قيام الحكومة الحالية المقربة من أمريكا بأي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني بسبب توقع إثارة ذلك غضباً شعبياً؛ لأن الباكستانيين يعتبرون احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين مثل احتلال عدوتهم الهند لكشمير المسلمة.

وأوضحوا أن واشنطن بعثت رسائل مختلفة تبدو كابتزاز للحكومة الحالية بتوفير معونات تعينها على أزمتها الاقتصادية الحالية مقابل التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وكانت صحف عبرية مثل “هاآرتس” أثارت، في 25 مايو الماضي، تكهنات حول تطبيع وشيك بين البلدين، عقب زيارة وفد صحفي باكستاني من 15 عضوًا لـ”تل أبيب” ولقائه الرئيس الصهيوني، يوم 11 مايو.

لكن حكومة باكستان نفت ذلك، وأكدت أن الوفد الذي يتردد أنه باكستاني لا علاقة له بباكستان، والزيارة تم تنظيمها من قبل منظمة غير حكومية أجنبية.

وبحسب صحيفة “هاآرتس”، ضم الوفد المزعوم باكستانيين أمريكيين، وآخر بريطانياً، والصحفي الباكستاني أحمد قريشي، ويهودياً باكستانياً اسمه فيشل بن خالد.

“ميدل إيست آي”: الرأي العام الباكستاني لا يزال متمسكاً بدعمه القوي للقضية الفلسطينية لكنَّ هناك ضغوطاً اقتصادية

ونظم الزيارة ما يسمى “مجلس تمكين المرأة الأمريكية المسلمة ومتعددة الأديان”، وهي منظمة غير حكومية مشبوهة تدعو لترسيخ التطبيع بين الكيان الصهيوني والدول المسلمة.

ونشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني تقريراً، في 27 يونيو الماضي، حول نقاش دائر في باكستان عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، أشار فيه إلى أن الرأي العام الباكستاني لا يزال متمسكاً بدعمه القوي للقضية الفلسطينية، لكنَّ هناك ضغوطاً اقتصادية.

وأوضح أن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها باكستان واعتمادها على دول الخليج قد يجبر إسلام آباد على المضي وراء دول خليجية أقامت علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني.

كشمير مثل فلسطين

ونفى سفير مصر السابق في باكستان أحمد فاضل يعقوب أن تتجه باكستان نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني لأسباب شعبية في المقام الأول تتعلق بمساواة الباكستانيين بين فلسطين وكشمير واعتباره التطبيع مع الكيان بمثابة تخلٍّ عن كشمير.

وأكد، في مقال كتبه بصحيفة “الشروق” المصرية الخاصة، أن ما تروج له بعض مراكز الأبحاث “الإسرائيلية” والغربية بشأن قرب اعتراف باكستان بالكيان الصهيوني متأثرة بتطبيع دول عربية ضمن “الاتفاقيات الإبراهيمية” غير صحيح.

جاويد: باكستان تضع القضية الفلسطينية على نفس مستوى قضية كشمير

وأشار إلى حساسية الرأي العام الداخلي الباكستاني لأي تحول في الموقف التاريخي الباكستاني المؤيد للقضية الفلسطينية وحساسيته بشكل أخص إزاء قضية القدس، وقضية كشمير التي يشببها الباكستانيون باحتلال فلسطين.

ونظرت باكستان لتزايد علاقات التعاون الإستراتيجي والعسكري بين نيودلهي و”تل أبيب” على أنه عمل عدائي ضدها يباعد بينها وبين الاعتراف بالكيان الصهيوني، فضلاً عن تطبيع العلاقات معه، وحرص باكستان على علاقات متوازنة مع إيران يصعب معها التطبيع مع الكيان.

وهو ما أكده أيضاً كمال علام، الباحث في المجلس الأطلنطي، لموقع “ميدل إيست آي”، مؤكداً أن أي تطبيع مع الكيان الصهيوني لن يكون مقبولاً لمعظم الباكستانيين أو متجانساً مع الدعم الطويل للقضية الفلسطينية.

وحذر من أن علماء الدين والمشايخ هناك أقوياء، وهناك مخاطر من خروجهم إلى الشارع للاحتجاج، في وقت يواجه البلد مشكلات مالية واقتصادية.

وزعمت صحيفة “هاآرتس” أن المؤسسة العسكرية الباكستانية هي اللاعب المهيمن في العلاقات الخارجية لباكستان، وأنها منفتحة على العلاقات مع الكيان الصهيوني.

لكن الجنرال قمر جاويد، قائد الجيش الباكستاني، سبق أن أكد أن باكستان تضع القضية الفلسطينية “على نفس مستوى قضية كشمير” المتنازع عليها بين إسلام آباد والهند، وأنه بالنسبة لبلاده فإن القضية الفلسطينية التي لم تُحل بعد توازي قضية كشمير.

Exit mobile version