أطلق الكاتب البرازيلي سيد ماركوس تينوريو، في العاصمة البرازيلية برازيليا، أمس الأربعاء، النسخة الثانية من كتابه “فلسطين.. من أسطورة أرض الميعاد إلى أرض المقاومة“.
وسيد ماركوس تينوريو مؤرخ ومتخصص في العلاقات الدولية، وناشط في القضية الفلسطينية لأكثر من 30 عامًا، وهو نائب رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني في برازيليا “IBRASPAL”، كما نشر العديد من المقالات حول القضية الفلسطينية.
وجاءت الطبعة الثانية من الكتاب، لتقدم عرضًا تاريخيًا مضادًا لنظرية “أرض الميعاد”، التي تستخدمها “الحركة الصهيونية” لتسويغ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ويوضح تينوريو في كتابه أن “الصراع في فلسطين ليس نزاعًا سياسيًا دينيًا بين اليهود والفلسطينيين المسلمين والمسيحيين” وفق قوله، مؤكدا أنه “جزء من سياق ازداد سوءًا عندما قسمت الأمم المتحدة فلسطين إلى دولتين، مما سمح بإنشاء إسرائيل بلا حدود محددة، في حين أن الدولة الفلسطينية لا تزال ممنوعة من أن تكون قابلة للحياة“.
وسلّط الكتاب الضوء على ظهور وأداء حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حيث أجرى الكاتب لقاءً خاصًا مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وعرض وثيقة المبادئ والسياسات العامة لـ”حماس”، إلى جانب ملحقات من الوثائق التاريخية التي تحتوي على قرارات الأمم المتحدة بشأن خطة التقسيم، وعودة اللاجئين، ووضع القدس، وإعلان الاستقلال الفلسطيني، وغيرها.
كيان استعماري
وأوضح الكاتب سيد ماركوس تينوريو، أنه “تمكن في النسخة الأولى من الكتاب الصادرة عام 2019، من إقناع القارئ البرازيلي من استيعاب الحقيقة التاريخية بأن (إسرائيل) ليست دولة عادية ولا ديمقراطية، بل هي كيان استعماري نشأ بفعل وعد بلفور“.
وأضاف لـ”قدس برس”: “لقد بينت أن مقاومة الشعب الفلسطيني لم تتوقف ضد محاولات استعمار أرضه ومدينة القدس المقدسة، وركزت في كتابي على حقيقة نشوء وأداء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كمنظمة مقاومة، وليست حركة إرهابية كما تحاول إسرائيل تقديمها“.
ولفت تينوريو إلى أن “الشعب البرازيلي دائم التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، وأن جميع الرؤساء البرازيليين منذ إعادة الديمقراطية للبرازيل في عام 1985، والذين تحدثوا في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تناولوا قضية فلسطين، باستثناء الرئيس الحالي جايير بولسونارو”، الذي وصفه الكاتب تينوريو بـ”اليميني المتطرف، خادم الصهاينة“.
واستدرك تينوريو أن “هناك أملاً في أن يساهم فوز الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا في انتخابات الرئاسة المقررة في أكتوبر القادم، في عودة البرازيل إلى فترة جديدة من الدعم الكبير لنضال الشعب الفلسطيني“.
وأضاف: “أعتقد أنه مع بداية عام 2023 ستعتمد فلسطين بشكل فعال على دعم البرازيل مرة أخرى“.
ويرى الكاتب البرازيلي أن “الإنتاج الأدبي حول فلسطين في البرازيل لا يزال ضعيفًا، مقارنة بالدول الأخرى في المنطقة، مثل كوبا والأرجنتين”، مشيرًا إلى أن هذا الإنتاج “بدأ يتوسع، وبات لدينا العديد من الكتاب البرازيليين الذين كتبوا عن القضية الفلسطينية، وتم تقديم أطروحاتهم في الجامعات البرازيلية“.
تجدر الإشارة إلى أن البرازيل اعترفت عام 2010 رسميًا بدولة فلسطين على حدود ما قبل حرب 1967، ودعا الرئيس البرازيلي الأسبق “لولا دا سيلفا” في يناير الماضي، خلال حديث تلفزيوني، إلى “دعم حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم“.