“إسرائيل” و”لقاء شرم الشيخ السري”: خطوة إضافية في مسار التعاون الإقيلمي

استُبقت زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، المتوقّعة إلى المنطقة، منتصف شهر تموز/ يوليو المقبل، بالكشف في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن “اجتماع شرم الشيخ السرّيً” في شهر آذار/ مارس الماضي، الذي شارك فيه -بحسب الصحيفة- رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وقائد الجيش السعودي فياض الرويلي، وضباط كبار آخرون من جيوش عربية وخليجية.
 
هذا “الكشف”، وإن لم يحظَ بتأكيدات من جهات رسمية، فقد حَظِيَ بتلميحاتٍ سياسية، وتركيزٍ إعلامي على دلالاته السياسية والأمنية بالنسبة لـ “إسرائيل” والصراع مع إيران.   
 
يأتي ذلك وفي الخلفية إشارات إسرائيلية متزايدة بشأن خطوات تهدف إلى بلورة “منظومة دفاعي إقليمي” بمشاركة كلٍ من “إسرائيل” والسعودية ودول عربية وخليجية أُخرى، تحت رعاية أميركية. ويهدف هذا “الحلف” إلى “التصدّي للتهديدات الإيرانية في مجال الصواريخ والطائرات غير المأهولة. وفي غياب تأكيدات رسميّة، تفاوت التعامل الإعلامي الإسرائيلي مع حقيقة حصول هذا “الاجتماع السريّ” ودلالاته.
 
فعلى الرغم من غياب تأكيدات رسميّة، بشأن ما نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، واقتصار التطرّق السياسي بشأنه على تلميحات من وزير الأمن بني غانتس، تعامل الإعلام الإسرائيلي مع النشر عن اجتماعٍ سرّي عُقد في شرم الشيخ في شهر آذار/ مارس الماضي، بمشاركة رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وقائد الجيش السعودي، فياض الرويلي، وضباط كبار آخرون من جيوش مصر والأردن وقطر والبحرين والإمارات.
 
وفي هذا السياق أشار معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئِل، إلى أن الاجتماع كان جزءاً من جهود إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لدفع “مبادرة الدفاع الإقليمي في مواجهة التهديدات الإيرانية”.
 
التلميح السياسي بشأن حصول هذا الاجتماع، صدّر  بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية من وزير الأمن بني غانتس الذي قال الإثنين، إنّ “إسرائيل” تتعاون مع دول المنطقة ضدّ إيران، وليس فقط في موضوع الدفاع الجويّ. وتابع: “نحن نبني التعاون الواسع مع دول إضافية في المنطقة، من أجل ضمان شرق أوسط آمن، مستقرّ ومزدهر في سياق الدفاع الجوي ومجالات إضافيّة”.
 
ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن غانتس قوله “إننا نستعدّ جميعنا لزيارة الرئيس بايدن، وآمل أن تحدث اختراقات في موضوع قدرتنا على العمل من أجل تشكيل المنطقة، ومواجهة العدوانية الإيرانية في المنطقة كلها”.
 
وفيما تعامل خبراء بحذر مع الكشف عن الاجتماع السريّ، رفض رئيس معهد السياسة والإستراتيجيا في جامعة رايخمان، اللواء احتياط عاموس غلعاد، وصف ما يحصل مع دول المنطقة بالحلف الدفاعي، لأنّه “في حال اندلاع مواجهة عسكرية كاملة فليس من المؤكّد أن تهبّ الدول العربية للدفاع عن إسرائيل”.
 
وذكر معلّق الشؤون العربية في القناة الـ 12 الإسرائيلية، ايهود يعري، أنّ الأمر “لا يتعلّق بحلف ناتو شرق أوسطي أو حلف عسكري إسرائيلي عربي بل بترتيبات وتفاهمات ضمن إطار قيادة المنطقة الوسطى الأميركية بعد ضمّ إسرائيل إليها”، مضيفاً أنّ “التوجّه هو إيجاد تعاون استخباري، وأنشطة تشخيص وتحديد عمليات إطلاق صواريخ كروز وطائرات غير مأهولة”.
 
وفي ضوءِ ما يبدو كسباق زمن تخوضه المنظومة الإسرائيلية الأمنية والسياسية في كواليس الإعداد لزيارة الرئيس الأميركي، يبرز التفاؤل الإسرائيلي بانضمام السعودية علناً إلى المبادرة الأميركية للدفاع المشترك التي من المتوقّع أن يُعلن عنها بايدن أثناء زيارته للمنطقة. وأضافت تقارير أنّ النشر الرسمي عن هذا الحلف سيمنحه دفعة كبيرة، وفي الوقت عينه سيُعتبر إنجازاً أميركياً.
 
وفي هذا السياق أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، إلى أنّه في الواقع هناك تعاونٌ شامل بين دول المنطقة والأميركيين، يشمل تبادل معلومات استخبارية وربط بين الرادارات وتفعيل وسائل اعتراض.
 
Exit mobile version