العالم يواجه أزمة جوع غير مسبوقة.. والقرن الأفريقي على أعتاب المجاعة

 

نظرًا لأن الغزو الروسي لأوكرانيا منع الحبوب من مغادرة “سلة خبز العالم”، أصبح الغذاء والوقود أكثر تكلفة، مما أدى إلى أزمة غذاء عالمية.

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، خامس أكبر مصدر للقمح في العالم، أدت الهجمات ضد موانئ البلاد على البحر الأسود إلى اختناق الطرق الرئيسة الأوكرانية التي تستخدم لتصدير الحبوب، مما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم وبدء أزمة غذاء عالمية.

أدت الحرب إلى ارتفاع أسعار الغذاء العالمية المرتفعة بالفعل من خلال منع حوالي 20 مليون طن من الحبوب الأوكرانية من الوصول إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء من آسيا، ونتيجة لذلك، قد يواجه ما يصل إلى 181 مليون شخص في 41 دولة أزمة غذائية أو حتى مجاعة صريحة، بحسب توقعات الأمم المتحدة.

بؤر جوع ساخنة وظروف كارثية

إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن هي بؤر جوع ساخنة “تواجه ظروفًا كارثية”، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، أفغانستان والصومال مدخلان جديدان في هذه القائمة المقلقة، يواجه ما مجموعه 750 ألف شخص بالفعل المجاعة حتى الموت في إثيوبيا واليمن وجنوب السودان والصومال وأفغانستان.

لا تزال جمهورية الكونغو الديمقراطية وهايتي ومنطقة الساحل والسودان وسورية “بلدانًا شديدة القلق”، حيث الظروف حرجة ومتدهورة، كما قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد، في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي عقد في نيويورك، في 21 يونيو.

في الاجتماع، الذي تناول الأزمات المتكررة والحلول المستدامة بالإضافة إلى بناء القدرة على الصمود ومعالجة تزايد انعدام الأمن الغذائي والنزوح، تمت الإشارة إلى مجموعة الأحداث العالمية الحالية على أنها عاصفة الاحتياجات المثالية في البلدان النامية.

أدت الحرب في أوكرانيا، إلى جانب أزمة المناخ، وتأثير جائحة كورونا والانتعاش غير المتكافئ، إلى خلق عاصفة كاملة من الاحتياجات في البلدان النامية، نحن بحاجة إلى مناهج وسياسات جديدة تتناسب مع التحديات التي نواجهها.

ممرات التضامن

لم تحرز أسابيع من المفاوضات بشأن ممرات آمنة لإخراج الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود إلا تقدمًا طفيفًا، مع تزايد الحاجة الملحة للنجاح مع حلول موسم الحصاد الصيفي، تعمل المفوضية الأوروبية على خطة عمل لإنشاء “ممرات التضامن” لا لضمان قدرة أوكرانيا على تصدير الحبوب فقط، ولكن لاستيراد السلع التي تحتاجها أيضاً، من المساعدات الإنسانية إلى علف الحيوانات والأسمدة.

على الرغم من الجهود الفورية التي يبذلها الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه لتسهيل المعابر الحدودية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لا تزال آلاف العربات في انتظار التخليص على الجانب الأوكراني، يبلغ متوسط وقت الانتظار الحالي للعربات 16 يومًا، ويصل إلى 30 يومًا في بعض الحدود، وهناك أيضًا المزيد من الحبوب المخزنة والمحجوزة في الصوامع الأوكرانية الجاهزة للتصدير.

تصدر روسيا وأوكرانيا معًا ما يقرب من ثلث القمح والشعير في العالم، وأكثر من 70% من زيت عباد الشمس، كما أن البلدين من الموردين البارزين للذرة، مع كون روسيا أيضًا أكبر منتج عالمي للأسمدة.

أسوأ جفاف ومجاعة منذ أكثر من جيل في القرن الأفريقي

بسبب عوامل أخرى مثل الظروف المناخية القاسية وسوء المحاصيل، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في القرن الأفريقي بالفعل قبل الغزو، خاصة وأن الطلب العالمي انتعش بقوة بسبب جائحة كورونا، تواجه المنطقة أيضًا واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ أربعة عقود، وتندمج آثارها السلبية الآن مع تأثير الحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن الحرب كانت على بعد آلاف الأميال، فإن أسعار الحبوب والوقود في القرن الأفريقي يتم دفعها إلى مستويات غير مسبوقة.

جمهورية أرض الصومال والصومال، على سبيل المثال، التي تتلقى عادة حوالي 90% من حبوبها من روسيا وأوكرانيا، تشهد الآن انخفاضاً كبيراً في وارداتها من الحبوب.

وبالإضافة إلى ذلك، تضاعف سعر الوقود تقريبًا، مما زاد تكلفة نقل الحبوب، في الصومال، ثاني أفقر دولة في العالم، يصل الماء لمعظم الناس بواسطة شاحنات تملأ خزانات في الشارع.

نتيجة لارتفاع أسعار الوقود إلى جانب الجفاف الذي أدى إلى انخفاض إمدادات المياه بشكل عام، أصبحت تكلفة المياه في الصومال الآن أعلى بنسبة 60% مقارنة بالسنوات السابقة.

غياب المساعدة الدولية سيودي الجوع بحياة الآلاف   

وقد قال محمد فال، المدير الإقليمي لشرق وجنوب أفريقيا في “يونيسف”: إذا لم نتحرك الآن، فسنشهد انهياراً هائلاً وزيادة كبيرة لوفيات الأطفال في غضون أسابيع، والمجاعة على الأبواب.

كما اختتمت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد خلال كلمتها في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقولها:

العالم يواجه أزمة جوع عالمية ذات أبعاد غير مسبوقة، ونحن على مفترق طرق حرج، فإما أن نرتقي إلى مستوى التحدي المتمثل في تلبية الاحتياجات الفورية مع دعم البرامج التي تبني مرونة طويلة الأمد على نطاق واسع، أو سنواجه أزمات إنسانية أكبر في المستقبل، وسيستغرق الأمر جهود الجميع لإصلاح الأزمة التي تشمل الجميع.

 

 

 

 

 

_________________

المصدر: “إمباكتر”.

Exit mobile version