يواصل 19 نائباً كويتياً اعتصامهم في مجلس الأمة منذ الثلاثاء الماضي احتجاجاً على ما أسموه تعطيل الدستور.
وبدأ النواب اعتصامهم بتغريدة موحدة قالوا فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم رفضاً لتعطيل أحكام الدستور وشل الحياة السياسية والعبث بمقدرات الوطن والابتزاز السياسي، نبدأ نحن نواب مجلس الأمة اعتصامنا في البرلمان”.
وقال النائب د. حمد المطر: إن الاعتصام تجسيد على قدرة المعارضة الوطنية على الفعل الواعي وتطوير أدوات التعبير السلمي.
ومن جانب آخر، فقد أطفأت الإضاءة في مبنى صباح الأحمد الذي بررته الشؤون الهندسية في الأمانة العامة للمجلس بأن مبنى صباح الأحمد للأعضاء من المباني الذكية المبرمجة على إطفاء الأنوار وتخفيف الأحمال الكهربائية آلياً بعد ساعات العمل الرسمية.
وقال النائب شعيب المويزري: إطفاء الإضاءة في المكتب والحمام أجلكم الله وتشغيل فقط إضاءة الأباجور والتلفزيون هذا مستوى العقليات التي تتحالف معها السلطة.
وذكر النائب خالد المونس أنه ”جرت العادة عدم قطع الكهرباء عن مكاتب النواب في حال وجودهم، وأتذكر جيداً بأنني خرجت من مكتبي ليلة استجواب رئيس الوزراء بعد منتصف الليل في وجود الإنارة وكافة الخدمات”.
وأضاف المونس أن “ما يحدث أسلوب رخيص وغير مقبول سياسياً وأخلاقياً ودليل بأن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة”.
وقال النائب أسامة الشاهين: إن المعنويات مرتفعة، والجميع بخير.
وأضاف الشاهين: وإن فرقتنا الأسوار يجمعنا الدستور وحب الكويت.
من جانبه، قال النائب عبدالعزيز الصقعبي: بعد مرور 74 يوماً دون تشكيل الحكومة وما صاحب هذا من شلل في البلاد مطالبنا معلنة وواضحة باعتصام بيت الأمة.
من جهتها، أعلنت قوى سياسية تأييدها للاعتصام.
وقالت الحركة الدستورية الإسلامية: إن “اعتصام بيت الأمة” الذي أعلنه مجموعة من أعضاء مجلس الأمة ممارسة سياسية وبرلمانية سلمية ومستحقة، حماية للدستور وحفاظاً على حق الأمة في الرقابة والتشريع.
وأكدت حركة العمل الشعبي أهمية الاعتصام المفتوح للنواب باعتباره التزاماً بمسؤولياتهم الوطنية والسياسية للتصدي للاعتداء الواقع على النظام العام الدستوري.
من جانب آخر، أعلن عدد من دواوين النواب المعتصمين عن القيام بحملة وطنية لدعم اعتصام النواب تبدأ اليوم السبت في ديوانية النائب د. حسن جوهر في ندوة جماهيرية لرئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون، وغداً الأحد في ديوان النائب محمد المطير للمفكر السياسي د. عبدالله النفيسي حتى الأربعاء المقبل.
وفي الوقت الذي أذاعت فيه “هيئة الإذاعة البريطانية” (بي بي سي)، أمس الجمعة، تقريراً مطولاً عن الاعتصام على قنواتها باللغة العربية، لم يحظَ الاعتصام بتغطية إعلامية من الصحف والقنوات الحكومية والخاصة الكويتية.
وقد أصدر النواب المعتصمون، اليوم السبت، بياناً بعنوان “لا ديمقراطية.. بلا رأي عام حي وإعلام حر”.
وقال البيان: إن التاريخ السياسي الكويتي قد مر بمحطات كثيرة ومنعطفات خطيرة؛ كان للإعلام الوطني فيها دور قيادي ووقفات مضيئة؛ ضد كافة أنواع الانتهاكات الدستورية والعبث بالمكتسبات الشعبية.
وأضاف: لكنه وبالوقت الذي تتناقل به الصحافة العالمية والوكالات الدولية أخبار ما تمر به الكويت من محطة سياسية مهمة وحرجة؛ تلاقت بها إرادة الشعب وممثليه من نواب مجلس الأمة؛ رافضين للعبث بالدستور وتعطيل مواده؛ غابت بعض وسائل الأعلام والصحافة الكويتية عن هذا المشهد في سقطة لا تليق بسلطة رابعة؛ يستوجب عليها الانتصار للدستور والشعب الكويتي.
وحيا النواب، في بيانهم، الشعب الكويتي بمختلف أطيافه وتوجهاته؛ الذي سخر حسابات أفراده الشخصية في جميع وسائل التواصل الاجتماعي؛ كما ثمنوا دور الحسابات الإخبارية الصادقة التي نقلت الأحداث بتجرد وحيادية، وكل من فتح لنا نافذة لننقل للشعب الكويتي ما يحصل من أحداث داخل اعتصام بيت الأمة.
وأكدوا، في ختام بيانهم، أننا مستمرون في هذا الاعتصام؛ حتى تحقيق أهدافه الإصلاحية المنشودة.
ودشن النواب المعتصمون حساباً على “توتير” بعنوان “اعتصام بيت الأمة” لمتابعة الاعتصام.