جنين تودع شهداء “الجمعة الحزينة” الثلاثة بعد ليلة دامية عاشتها المدينة حتى ساعات الفجر

 

ودعت جماهير حاشدة من محافظة جنين 3 شهداء فلسطينيين ارتقوا خلال اشتباكات مسلحة عاشتها المدينة حتى ساعات متأخرة من فجر اليوم الجمعة، وسط حالة عامة سادها الغضب وإطلاق الدعوات للرد والانتقام.

والشهداء الثلاثة هم براء كمال لحلوح (24 عامًا) من مخيم جنين، وليث أبو سرور (24 عامًا)، ويوسف صلاح (23 عامًا) من سكان الحي الشرقي في المدينة.

وبحسب ما نشر محلياً، فإنّ الشهيد ليث هو شقيق الشّهيد علاء أبو سرور قائد “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في جنين، الذي ارتقى في أغسطس 2007، كما أنّ الشهيد يوسف صلاح هو شقيق الشّهيد سعد صلاح الذي استُشهد في يوليو 2017.

وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت المدينة في ساعات مبكرة من فجر الجمعة، حيث تركز الاقتحام على منطقة الحي الشرقي من المدينة، وهناك دارت اشتباكات مسلحة استمرت لساعتين تقريباً.

وبحسب روايات شهود عيان، فإن جنود الاحتلال قتلوا 3 شبّان وأصابوا 10 بالرصاص بعد اقتحام المدينة، حيث أشار المواطنون إلى أن إعدام الشهداء الثلاثة كان في لحظة انسحاب الدوريات من المنطقة.

وبحسب شهود عيان، فإن الشبان الثلاثة كانوا يشكلون خلية مسلحة اشتبكت مع جنود الاحتلال في محاور الاقتحام، فيما قام الجنود في وقت لاحق بمحاصرتهم من خلال مجموعة من القناصة المتواجدين على بعض البنايات، ثم قاموا بتصفيتهم من خلال إطلاق مئات الرصاصات عليهم وهم بداخل مركبتهم.

وبحسب رواية الجيش الصهيوني، فإن الجنود قاموا بعد إعدام الشبان الثلاثة بأخذ أسلحة كانت بحوزتهم.

وتجمهر مئات الشبان غاضبين حول المركبة المستهدفة، فيما كانت آثار الرصاص والدماء في كل أنحاء المركبة البيضاء من نوع مازدا.

وأكد شهود عيان أن الجنود كان بإمكانهم اعتقال الشهداء أو حتى إصابتهم لكنهم فضلوا تصفيتهم بطريقة بشعة من دون أن يشكلوا خطراً على الجنود.

وبهذه الجريمة، استعاد الفلسطينيون مشاهد إعدام 3 مقاومين قبل أشهر في مدينة نابلس في وضح النهار حيث حاصرتهم قوات خاصة وقامت بتصفيتهم من مسافة صفر، وهو ما أحدث وقتها موجة عارمة من الإدانة والاستنكار.

وشارك عشرات الآلاف من الشبان في مسيرة انطلقت بداية من مستشفى جنين الحكومي تمام الساعة الحادية عشرة ظهراً حيث جابت في شوارع المدينة ثم انطلقت نحو مسجد جنين الكبير وسط المدينة.

وبعد أن صلى المشيعون صلاة الجنازة على الشهداء انقسمت الجنازة إلى مسارين، حيث شيع براء لحلوح إلى مقبرة الشهداء في مخيم جنين، فيما شُيع الشهيدان أبو سرور، وصلاح إلى مقبرة الحي الشرقي في المدينة.

وإلى جانب الشهداء الثلاثة أصيب رابع بجروح خطيرة.

وكان جيش الاحتلال قد اقتحم فجراً المنطقة الشرقيّة في مدينة جنين وداهمت منزلًا لعائلة العجاوي، وحققت ميدانيًا مع أحد أفراد العائلة، وتخلل ذلك مواجهات واشتباكات مسلّحة.

واندلعت مواجهات عنيفة في المنطقة أطلق خلالها الجنود الرصاص على الشبان، ما أدى لإصابة عدد منهم.

وشمل تشييع الجثامين الثلاثة إطلاق الرصاص بالهواء فيما ردد المشيعون شعارات الانتقام واستمرار نهج المقاومة والتحدي.

وبارتقاء الشهداء الثلاثة، يصبح عدد شهداء المدينة ومخيمها منذ بداية العام الحالي 26 شهيداً، منهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، أما فلسطينياً فيكون قد ارتقى 72 فلسطينيًا وفلسطينية على أيدي قوات جيش الاحتلال وشرطته في القدس والضفة والداخل الفلسطيني.

إصابة العشرات في نابلس

وأصيب، اليوم الجمعة، عشرات المواطنين خلال مسيرات مناهضة الاستيطان في مدينة نابلس، وأعلنت مصادر فلسطينية أن نحو 5 مواطنين ومتضامنين أجانب أصيبوا برصاص الاحتلال المطاطي، و22 بالاختناق خلال مواجهات في بورين جنوب نابلس.

وقال مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس أحمد جبريل، في حديث صحفي: إن 5 مواطنين ومتضامنين أجانب أصيبوا بالرصاص المطاطي، و22 بالاختناق جراء الغاز المسيل للدموع، و3 حالات سقوط بينهم متضامنون أجانب خلال مواجهات في بورين.

وقال شهود عيان: إن جنود الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز صوب طاقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، ما أدى لإصابة أحدهم بقنبلة غاز بالقدم، نقل على إثرها إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج.

وذكر أن جيش الاحتلال اعتدى على مراسل “تلفزيون فلسطين” الصحفي بكر عبدالحق، مشيراً إلى أن 3 متضامنين أصيبوا نتيجة سقوطهم عقب مطاردة جيش الاحتلال لهم.

يذكر أن قوات الاحتلال قمعت فعالية لزراعة واستصلاح أراض في المنطقة الشرقية من بورين.

وفي سياق متصل، أكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس أن مستوطنين هاجموا مركبات المواطنين ورشوهم بغاز الفلفل بالقرب من مدخل بلدة دوما جنوب نابلس، الليلة قبل الماضية، الأمر الذي أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بينهم طفل، وتضرر بعضها.

وفي مدينة الخليل أصيب مُسن بجروح ورضوض إثر اعتداء المستوطنين عليه أثناء عمله بأرضه شرق الخليل.

وقالت مصادر محلية وشهود عيان: إن المواطن عبدالكريم إبراهيم الجعبري (64 عاماً) أصيب بجروح متوسطة ورضوض بعد اعتداء المستوطنين عليه أثناء تواجده في أرضه المحاذية لمدخل مستوطنة كريات أربع المقامة على أراضي المواطنين شرق الخليل، حيث جرى نقله إلى مستشفى عالية الحكومي.

وفي الأغوار الشمالية، تجمهر مئات المستوطنين عند عين الساكوت القريبة من الحدود الأردنية في الأغوار الشمالية.

وقال الناشط الميداني فارس فقهاء: إن عشرات المستوطنين تجمهروا منذ الصباح في خيمتين لهم، قرب نبع عين الساكوت المحاذية للحدود الفاصلة بين الضفتين الغربية والشرقية.

وأضاف فقهاء أن المستوطنين نصبوا خيمتي داخل سياج وضعه الاحتلال قبل عام في محيط النبع.

وحذر فقهاء من تواجد المستوطنين في تلك المنطقة وما يترتب عليه في المستقبل، ولا سيما أن المنطقة هي وجهة تنزه للفلسطينيين.

وكان المواطنون قد استرجعوا عام 2016 ما يقارب 3500 دونم من الأراضي الزراعية في سهل الساكوت بعد معركة طويلة في المحاكم “الإسرائيلية”.

“الخارجية”: ضوء أخضر

بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية رفض الاحتلال ومحاكمة القرار الاحترازي والاستئناف على قرار الحكومة “الإسرائيلية” هدم 17 مسكناً في مسافر يطا جنوب الخليل في تجمع خلة الضبع، بما يعني ضوءاً أخضر لقوات الاحتلال والمستوطنين تنفيذ المزيد من عمليات الهدم والاستيلاء على الأراضي وارتكاب جريمة التطهير العرقي في مسافر يطا.

واعتبرت الوزارة، في بيان صحفي صدر اليوم الجمعة، أن هذا القرار دليل آخر على أن ما تسمى منظومة القضاء والمحاكم “الإسرائيلية” هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، وتصدر قراراتها بناء على أوامر وتعليمات من المستوى السياسي والعسكري في دولة الاحتلال بعيداً عن أي قانون، كما أنها توفر الحماية القانونية والحصانة لانتهاكات وجرائم الاحتلال ضد شعبنا ولمن يرتكبها ومن يقف خلفهم، في إثبات جديد على أنها محاكم صورية لا تمت للمحاكم بصلة وتذكرنا في القرون الوسطى.

وتابعت: إنها محاكم تشكلت بهدف الإساءة للفلسطينيين وسلبهم حقوقهم وأراضيهم تحت اسم المؤسسة القضائية، لكي توفر ذلك الغطاء لسلب حقوق الفلسطينيين تحت مسمى محكمة، لإعطاء الانطباع بمؤسسة قضائية تقضي حسب القانون وتحاسب وفقه، وليس محكمة تهدف لسلب الفلسطينيين أرضه وأملاكه وحتى حياته وحريته.

وقالت الوزارة: هذه المؤسسة يجب ألا يرتبط اسمها بمسمى محكمة حتى لا تسيء لسمعة المحاكم عالمياً، وإنما عصابة مارقة تسلب وتسرق وتعتقل وتجرد الفلسطينيين من حقوقهم بوهم القانون، مع أن القانون “الإسرائيلي” قانون احتلالي إحلالي عنصري فاشي، ولقد أكد ذلك من خلال القوانين التي اعتمدها، وجاهر بها ولم يحاول حتى إخفاءها، يجب إسقاط مسمى المحكمة عن تلك العصابة السارقة، ويجب تسميتها بما تستحق، هي عصابة إجرامية تسرق في وضح النهار حقوق الفلسطينيين تحت غطاء القانون الاحتلالي الإرهابي.

وأضافت: يجب على المحاكم في كل العالم أن تتبرأ من أي ارتباط يجمعها بمحاكم الاحتلال، وتبتعد عن أي علاقة شبهة بتلك العصابة الإجرامية التي تسمي نفسها محاكم “إسرائيلية”.

Exit mobile version