تسبب الجفاف الشديد والجوع بإثيوبيا في سلوك غير عادي للحيوانات، بما في ذلك القرود التي بدأت في مهاجمة الأطفال والماشية للحصول على الطعام، وفقًا لتقرير منظمة “إنقاذ الطفولة”.
وذكرت المنظمة أن الجفاف والصراع أديا إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية في شرق وجنوب إثيوبيا في الأشهر الأخيرة، وقدرت أن أكثر من 185 طفلاً يعانون من أكثر أشكال سوء التغذية فتكًا، بحسب صحيفة “الإندبندنت” البريطانية.
كما أدى الجفاف الذي طال أمده إلى جانب تعطل الخدمات الصحية بسبب عدم الاستقرار والوباء ونقص التمويل إلى ترك أكثر من مليون شخص في حاجة إلى دعم عاجل في جميع أنحاء المنطقة.
ومن المتوقع أن يزداد مرض سوء التغذية الشديد سوءًا في الأشهر المقبلة، حيث تستمر أسعار المواد الغذائية في الارتفاع بسبب انخفاض قيمة البر الإثيوبي والحرب في أوكرانيا.
ويعتبر القطاع الزراعي الأكثر تضرراً في منطقة القرن الأفريقي، من حيث جفاف المحاصيل ومقتل الماشية.
وقال أحمد (40 عامًا)، وهو أب لـ7 أطفال، يعيش في المنطقة الصومالية بإثيوبيا، فقَدَ مؤخرًا ماشيته في الجفاف وغادر قريته مع أطفاله بحثًا عن الطعام والماء: لا أعرف كيف أطعم أطفالي، نعاني من ندرة المطر، جفاف العشب، ماتت آلاف الماشية في قريتنا.
وبحسب المنظمة، فقد تأثر حوالي 8.1 ملايين شخص في إثيوبيا الآن بالجفاف، بينما يقدر أن ما يقرب من 30 مليون شخص -ربع السكان تقريباً- بحاجة إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 12 مليون طفل.
وتسببت أزمة المناخ في جفاف شديد عبر القرن الأفريقي وإثيوبيا والصومال وكينيا، حيث يعاني أكثر من 23 مليون شخص من الجوع الشديد في البلدان الثلاثة، ويعاني 5.8 ملايين طفل من سوء التغذية الشديد.
وقال كزافيير جوبيرت، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في إثيوبيا: “الأطفال -وخاصة الأطفال الصغار- يتحملون وطأة أزمة مروعة ومتعددة الأوجه في إثيوبيا، يتسبب الجفاف الطويل والشديد في القضاء على قدرتها على الصمود، التي أنهكها بالفعل صراع عنيف وجائحة كورونا.