“واشنطن بوست”: ذخيرة أوكرانيا تنفد وحماسة النصر تتبدد

 

حول آخر تطورات الحرب الروسية-الأوكرانية، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن النشوة الأوكرانية التي صاحبت الانتصارات المبكرة غير المتوقعة في مواجهة القوات الروسية آخذة في التبدد بعدما كيفت موسكو تكتيكاتها وثبتت خطواتها وأكدت تفوق قوتها النارية ضد القوات الأوكرانية.

ولا يزال الأوكرانيون يدافعون، لكن ذخيرتهم تنفد ويتكبدون خسائر أعلى بكثير منها في المراحل الأولى للحرب. وفي الوقت الحاضر، يقتل 200 جندي أوكراني يومياً، بينما كان معدل القتلى الشهر الماضي، مئة جندي كل يوم، وفق ما صرح مساعد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الجمعة-مما يعني أنه يتم تحييد ما يصل إلى ألف جندي أوكراني يومياً، بمن فيهم الجرحى.

أخطاء الروس

كما أن الروس لا يزالون يرتكبون أخطاءً ويخسرون أيضاً رجالاً وعتاداً، لكن بنسبة أقل مما تكبدوه في الأشهر الأولى للنزاع. وفي علامة على معاناتهم نقصاً في العتاد، سرت على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلات تظهر إخراج مئات الدبابات القديمة من طراز “تي -62” العائدة إلى الحقبة السوفياتية، من المستودعات.

لكن المسار العام للحرب قد تغير لمصلحة روسيا التي تظهر قوة أشد، بعد الانكسارات الأولية غير المتوقعة التي واجهتها.

ويأمل الأوكرانيون والولايات المتحدة، أن تتيح الإمدادات الجديدة من الأسلحة الغربية، لأوكرانيا استعادة المبادرة وأن تتمكن في نهاية المطاف من تحرير 20 في المئة من الأرضي التي احتلتها روسيا منذ 24 فبراير (شباط). لكن هذه الآمال تبدو سابقة لأوانها، وفق ما يقول أولكسندر ف. دانيليوك مستشار الحكومة الأوكرانية لشؤون الدفاع والاستخبارات.

وأضاف إن “الإستراتيجيات والتكتيكات التي يتبعها الروس حالياً، مختلفة تماماً. إنهم أكثر نجاحاً… هم يمتلكون موارد أكثر منا وليسوا في عجلة… هناك مساحة ضئيلة للتفاؤل في الوقت الحاضر”.

وشارفت الذخائر الأوكرانية العائدة إلى العهد السوفياتي على النفاد، كما أن دول أوروبا الشرقية التي لديها الأسلحة نفسها لم تعد تملك ما تتبرع به، وفق دانيليوك. إن أوكرانيا بحاجة إلى التحول إلى أنظمة تسلح غربية أكثر تطوراً وأبعد مدى، لكن ما أرسل منها حتى الآن هو كميات غير كافية لتتماشى مع القوة النارية الروسية الهائلة.

50 ألف قذيفة مدفعية

وبحسب دانيليوك، فإن روسيا تطلق يومياً ما يصل إلى 50 ألف قذيفة مدفعية على القوات الأوكرانية، بينما الأخيرة تستطيع فقط الرد بما يتراوح بين خمسة آلاف إلى ستة آلاف قذيفة يومياً. وتعهدت الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بـ 220 ألف قذيفة مدفعية-تكفي لمواجهة القوات الروسية لمدة أربعة أيام.

إن غالبية مدافع الهاوتزر “إم 777” التي قال مسؤولون أمريكيون إنها ستؤهل اوكرانيا كي تكون على مستوى القوة الروسية، يجري استخدامها اليوم في الميدان، استناداً إلى البنتاغون. ومع ذلك، يواصل الروس التقدم.

تكتيكات جديدة

وفي الوقت نفسه، تبنى الروس تكتيكات جعلتهم يمتلكون الأفضلية الكاملة لقوتهم النارية، من خلال إبقائها على مسافة بعيدة من المواقع الأوكرانية، وقصفها بلا رحمة، ومن ثم التقدم للسيطرة على الارض بعد أن يكون الأوكرانيون قد انسحبوا منها.

كما أن الروس يؤدون عملاً جيداً من خلال التنسيق بين قواتهم، باستخدام الدعم الجوي القريب ونشر قوات المشاة، بحسب ما يقول المسؤول السابق في قوات المارينز الأمريكية روب لي الذي يعمل حالياً مع مؤسسة أبحاث السياسة الخارجية.

وتعاني القوات الروسية نقصاً في الأفراد، بعد الخسائر الفادحة التي منيت بها في الأيام الأولى للحرب. ويقدر المسؤولون الغربيون قتلى الجنود الروس بما يتراوح بين 15 ألفاً و20 ألفاً حتى الآن، بعدما بات ثلث القوة الغازية غير صالح لمواصلة المعركة بسبب الإصابات والوقوع في الأسر والخسائر الكبيرة في المعدات في الشهرين الأولين من الحرب.

 

Exit mobile version