الزهراء.. غزاوية فقدت بصرها ولم تفقد بصيرة العلم (فيديو)

الوقت الذي وقفت فيه الزهراء يوسف أبو الكاس أمام لجنة التحكيم تنتظر من خلالها إعلان منحها درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية تخصص الفقه المقارن بعد أن قدمت أطروحتها التي حملت عنوان” تصرف الإمام في حماية البيئة بضابط المصلحة وتطبيقاته المعاصرة”.
هذا الوقت وإن كان لا يتعدى دقائق معدودة إلا أنه كان بالنسبة لها رحلة سنوات عديدة حملت بها الأمل رغم الألم وهي تروي في حديثها لـ”المجتمع” حكاية الإيمان بالله تعالى والصبر والتحديث رغم فقدان البصر.
تحدي وإصرار
لم تكن تعلم الزهراء”25سنة” أن مرحلة الثانوية العامة ستكون بداية حياة جديدة تختلف بها معالم الحياة من حولها حينما أصيبت بفقدان البصر الأمر الذي جعلها في حيرة كبيرة في اتخاذ أي خطوة في مواصلة التعليم خاصة أنها لا تعلم لغة برايل ولا تعلم كيف لها أن تدرس منهج الثانوية العامة دون الذهاب للمدرسة.
الحيرة كانت كبيرة في عقلها إلا أن نوراً منحه الله تعالى لقلبها بأن يطمئن ويتخذ القرار الصواب في استكمال التعليم وخوض معركة الثانوية العامة من خلال تسجيل الصوت للمناهج.
الأمر لم يكن سهلاً في بدايته خاصة أن كل شيء يتطلب منها تأقلم جديد تبصر فيه من خلال قلبها.
ورغم أن الكثير كان يرى بأن هذه المحاولة من المحال أن تكلل بالنجاح لكن الإيمان الذي استمدته من الله –عز وجل-فاق كل التوقعات بالنجاح وبمعدل عالي.
حياة جديدة
تقول الزهراء لـ”المجتمع” وهي تعيد سنوات قد مضت:” النجاح في الثانوية العامة كان بفضل من الله عز وجل فقد غير مجرى حياتي وما عدت أقول “مستحيل” وهذا شجعني على مواصلة المسير في التعليم الجامعي وقد درست تخصص الشريعة الإسلامية وتخرجت بمعدل جيد جداً”.
وكانت كل مرحلة نجاح تؤسس بفضل الله تعالى لمرحلة جديدة خاصة أنها في حفل التخرج في مرحلة البكالوريوس ألقت كلمة أمام الجمهور وعدتهم بها بأنها ستقف مجدداً على منصة تخرج الدراسات العليا في تخصص الشريعة.
وهذا الوعد تكلل بالإيفاء حينما اجتازت كافة مساقات تخصص الفقه المقارن ومناقشة رسالتها التي وجدت ترحيب من لجنة التحكيم والموافقة على قرار منحها درجة الماجستير.
بصيرة القلب
هذا النجاح أكدت من خلاله الزهراء بأنها بفضل من الله عز وجل قادرة على العطاء وأن تكون إنسان فعال يستطيع أن يعمل وينجز؛ بل أنها قد تكون أكثر تميزاً من غيرها وحققت ما لم يستطع غيرها تحقيقه.
ورغم النجاح الذي اعتلته الزهراء إلا أن أمنيتها بالحصول على وظيفة لا زالت على بند الأمنيات فهي لازالت تحلم بأن يكون لها وظيفتها التي تستطيع من خلالها مساعدة نفسها في توفير احتياجاتها وكذلك مساعدة عائلتها وأن تكون إنسان منتج قادر على العطاء والعمل.

{mp4}141121{/mp4}
Exit mobile version