“المجتمع” تحاور أمينة “ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين”

 

نظم ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين مؤخراً مؤتمراً حاشداً في إسطنبول جاء بعنوان “رائدات القدس يصنعن نصرها”، شهد حضور وفود لعدة دول ومتابعة إعلامية واسعة في ظل ما تواجهه فلسطين من مخططات الاحتلال.

وكان لنا الحوار التالي مع الأمينة العامة للائتلاف رباب عوض من أجل تسليط الضوء على واقع المرأة الفلسطينية والعمل النسائي من أجلها وإبراز مخرجات المؤتمر وتوضيح كيفية تفعيلها على أرض الواقع.

مخرجات المؤتمر ستمثل قوة ضغط كبيرة على الكيان الصهيوني

قبل أيام نظمتم المؤتمر السابع للائتلاف الذي جاء بعنوان “رائدات القدس يصنعن نصرها”، كيف وجدتم صدى هذا المؤتمر بعد انتهاء فعالياته؟

– حقيقة، كان هناك صدى كبير جداً للمؤتمر السابع لائتلاف المرأة العالمية لنصرة القدس وفلسطين على عدة أصعدة ومستويات، أولها في نفوس الأخوات والمشاركات الحاضرات لفعاليات المؤتمر، وهؤلاء جئن تقريباً من 42 دولة لحضور المؤتمر، حيث عبرت الكثير من السيدات والوفود عن سعادتهن بأنهن عشن وشاركن في واقع العمل من أجل القضية الفلسطينية، حتى إن الكثيرات منهن قلن: إنهن جئن بروح وخرجن من المؤتمر بروح أخرى مختلفة تمتلئ بروح العمل الجماعي من أجل فلسطين.

كذلك كثيراً من المشاركات عبرن عن رغبتهن في الحضور بأضعاف ما جاؤوا من وفود في هذا المؤتمر للمشاركة في المؤتمر القدم وخاصة فئة الشابات الذين كان لهن دور بارز في هذا المؤتمر مما ساعد على إحياء هذا المؤتمر بهذا الشكل.

أما الصعيد الثاني فيما يخص صدى المؤتمر؛ هو الحضور الإعلامي القوي الذي تمثل في قنوات فضائية ومواقع ومنصات صحفية، فكان هناك اهتمام إعلامي بالمؤتمر وفعالياته وتغطية إعلامية متميزة؛ مما ساعد في انتشار المؤتمر والتعريف بفعالياته ومخرجاته.

بينما الصعيد الثالث؛ نرى أن المؤتمر كان له صدى جيد بسبب مخرجاته القوية التي تمثل خطوات عملية وليست مجرد أمنيات أو كلمات إنشائية، بل كانت عبارة عن مشاريع ومبادرات وتأسيس أعمال على أرض الواقع، تستطيع الوفود المشاركة ولجان الائتلاف العمل عليها بعد المؤتمر من أجل فلسطين.

تحرك عالمي على مستوى الوزيرات من أجل مساندة القضية الفلسطينية

ما أهم مخرجات وتوصيات المؤتمر؟ وكيف ستتم متابعة تنفيذها على أرض الواقع؟

– ما صدر عن المؤتمر من مخرجات هي صراحة قوية وعملية، وفي حال تنفيذها ستمثل قوة ضغط كبيرة على الكيان الصهيوني، ومن أهم هذه المخرجات التي تبناها المؤتمر:

1- العمل المشترك على مستوى الوزيرات وشخصيات الدولة: هذا كان بمبادرة من قبل وزيرة الصناعة الماليزية التي أكدت بعد اجتماع مشترك مع وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية التركية، وأيضاً مع نائبة رئيس مجلس الشورى القطري ضرورة أن يكون هناك تحرك عالمي ينتج عنه خطوات عملية على مستوى الوزيرات من أجل مساندة القضية الفلسطينية، ولعل أهمية هذا المخرج أنه يرتبط بصناعة القرار في هذه الدول التي تمثلها وزيراتها في هذا العمل، وهذا بلا شك أحد أهدافنا وهو التغيير في سياسة الدول لتكون في صالح القضية الفلسطينية.

2- تأسيس عمل للشابات من أجل فلسطين: وهو ضرورة تأسيس عمل للشابات من أجل القضية الفلسطينية.

وبخصوص مشاركة الفتيات كان لي موقف خلال المؤتمر مع السيدة الكويتية منيرة سنان، رائدة العمل النسائي في الكويت من أجل القضية الفلسطينية، أبكتني بكلماتها عندما قالت لي: هذا حلم كنت أنتظره منذ 27 عاماً عندما بدأت حملة من أجل فلسطين في الكويت، أن أجد كل هذا العدد من الفتيات بالكويت يحملن هم قضية فلسطين، فبعد أن تحقق هذا الحلم، الآن حتى إذا أخذ الله أمانته، فأنا مرتاحة ومطمئنة بأن هناك من سيحمل هم العمل من أجل فلسطين.

عمل تركي مؤسسي مرتقب من أجل فلسطين

3- تدشين رابطة نساء ضد التطبيع: وهذا من أهم الأعمال التي يجب أن نوليها اهتماماً، لأننا نواجه مشروع التطبيع على جميع الأصعدة الذي أصبح يدق أبواب بيوتنا ويدخل إلى عقول أبنائنا دون أن ندري، فيجب أن يكون هناك عمل منظم كي نستطيع أن نواجه التطبيع الذي يجيش الاحتلال كل قدراته من أجل ترسيخ التطبيع وتطويع كل المواقف لصالحه، خاصة في دول الخليج، ومن هنا فتأسيس وتوسيع العمل من أجل فلسطين في دول الخليج هذا يشكل عائقاً حقيقياً أمام سياسة الاحتلال، خاصة بأيادي النساء؛ لأن المرأة هي التي تربي، ونحن نثق في أخواتنا في الكويت وقطر والبحرين ودول الخليج أنهن قادرات على هذا العمل.

4- ورشة البرلمانيات: أما بالنسبة لورشة البرلمانيات، فكان هناك حضور لنحو 45 شخصية برلمانية وقياديات حكومية، هذه الورشة خرجت بتوصية مهمة للغاية؛ وهو تكوين نواة لعمل برلماني ضمن ائتلاف المرأة العالمي، والتشبيك مع “رابطة برلمانيين من أجل القدس”.

5- عمل تركي مؤسسي: وأيضاً التوافق على ضرورة البدء في عمل مؤسسي جامع بين المؤسسات التركية، وهذا كان أحد مخرجات ورشة العمل التركية التي حضرها نحو 45 مؤسسة تركية اتفقت على ضرورة العمل المشترك بين المؤسسات التركية من أجل القضية الفلسطينية.

6- ائتلاف الداعيات: كانت هناك أيضاً ورشة جمعت العالمات والداعيات، أجمعت المشاركات فيها على ضرورة تشكيل ائتلاف الداعيات والعالمات لنصرة القدس وفلسطين، وهذه خطوة مهمة سيتم البناء عليها عملياً.

7- ميثاق العائلة ومنصة رقمية: أيضاً تم تبني مشروع ميثاق العائلة على نطاق واسع ونشره، وكذلك إطلاق منصة رقمية شبابية لنصرة القضية الفلسطينية، وأخيراً تبني دليل تأسيسي والخطة الإستراتيجية لائتلاف المرأة على مستوى عالمي.

تكوين نواة لعمل برلماني ضمن ائتلاف المرأة العالمي

كيف ستتم متابعة تنفيذ هذه المخرجات على أرض الواقع؟

– كل مخرج من هذه المخرجات عند وضعه والاتفاق عليه، كان هناك تصور لكيفية العمل عليه، فعلى سبيل المثال؛ المخرج الخاص بالداعيات والعالمات، فنحن في ائتلاف المرأة لدينا لجنة من العالمات والداعيات هن من أشرف على إدارة هذه الورشة، وهن من سيتابعن تنفيذ هذا المخرج على أرض الواقع، كذلك بالنسبة للمخرج الخاص بالمؤسسات التركية، هذه المؤسسات نفسها هي التي تبنت المخرج وستتابع عملها المشترك فيما بينها لخدمة القضية الفلسطينية، وهكذا كل مخرج المختصات هن من سيتابعن تنفيذه حتى لا تتحول المخرجات إلى كلام على ورق.

ائتلاف المرأة العالمي لنصرة القدس وفلسطين، متى تأسس؟ وما لجانه وأعماله السابقة؟

– الائتلاف تأسس في عام 2014م، وبدأ بعدد من الدول المبادرة بالتأسيس خاصة دول شمال أفريقيا كالمغرب والجزائر ومصر، وانتشر الائتلاف بسبب قوة فكرته التي تقوم على تحشيد الجهود وترتيبها وتنظيمها بحيث توحد هذه الجهود من أجل فلسطين، واستمر العمل وتطور على مدى السنوات السابقة حتى أصبح الائتلاف تشارك فيه نحو 44 دولة، وهذا يعد المؤتمر الأول من حيث قوة العمل والترتيب، والمخرجات سبقته لجان وملتقيات على هامش مؤتمرات عامة، وهذه طبيعة العمل البشري أن يتطور، وهذا الواقع وهذه النتيجة تدل على أن هناك رؤية واضحة، ويكفي أننا نعمل من أجل فلسطين والأقصى قضية المسلمين.

المرأة وفلسطين، ماذا عن المرأة المقدسية المرابطة والمرأة المحاصرة في غزة والمرأة الفلسطينية في الشتات؟

– حقيقة كل هذا العمل من أجل المرأة الفلسطينية عموماً، فالمرأة المقدسية المرابطة المدافعة عن الحق الفلسطيني والصامدة أمام جيش الاحتلال، والمرأة الفلسطينية في غزة المحاصرة التي تعيش الحصار ومرارته، وكذلك المرأة الفلسطينية في الشتات، ونحن دورنا أن نسلط الضوء على ما يحدث، قد يغفل العالم في ظل ما نعيشه الآن وانشغالاتنا الخاصة عن القضية المركزية وهي فلسطين، ودورنا أن نعيد البوصلة مرة أخرى إلى فلسطين، وأنها قضيتنا المركزية، إذا عادت القدس لحاضنة المسلمين فاعلم أن الأمة بخير، وطالما القدس في خطر فاعلم أن الأمة الفلسطينية في حالة يرثى لها، وهذا ما نعيشه، ولذلك كان هذا عملنا في تعريف العالم ما يحدث، بل من أجل إيجاد خطوات عملية من أجل فلسطين، ونتمنى تفعيل وتحقيق مخرجات المؤتمر على أرض الواقع من أجل تشكيل لوبيات ضاغطة دولياً وعلى الكيان الصهيوني من أجل القضية الفلسطينية.

Exit mobile version