رسالة مؤثرة من أفريقيٍّ في رحيل الشيخ أحمد القطان

 

لقد رحل من له كل الفضل على تربيتي دون التقائي معه إلى أن لقي المولى عز وجل الشيخ أحمد القطان رحمه الله.

في عام 1985 كنت طالباً في جامعة أبي بكر الإسلامية في مدينة كراجي باكستان، وكانت الأوضاع قاسية علينا في الأكل والمعيشة معاً، وهي أول مرة أغادر محيط مدينتي الصغيرة أسيولو الواقعة في شرق كينيا، لا أعرف كثيراً عن الغربة، ولا سيما باكستان، ولا عن حالتها الاقتصادية أو قسوة الأجواء الصيفية والشتوية بها.

فضاقت عليَّ الدنيا بما رحبت، وكدت أن أغادر البلد لضيق الأحوال.

وكانت مجلة “المجتمع” الكويتية تصل إلى الجامعة، رغم الاختلاف المنهجي والدعوي بين توجُّه الجامعة وتوجُّه المجلة.

ففي أول عدد للمجلة وقع في يدي إذا بشيخ وقور يظهر على وجهه حنان الأبوة وشموخ الآباء، تظهر لي صورته على إحدى صفحات المجلة التي سهلت لي جسر الاتصال مع الشيخ أحمد القطان؛ وهو ما غيَّر مسار حياتي بمشيئة الله إلى الأفضل، وكان سبب وضعي الحالي؛ حيث منَّ الله عليَّ بأن أثبت على الطريق وأخدم ديني وأشارك في الأعمال الخيرية الكثيرة في كينيا، وأشارك إخواني نشر الدعوة الإسلامية في الخارج.

عند وصول طلبي إلى الشيخ أحمد القطان ودراسة طلبي إذا بألف دولار آنذاك بواسطته وصلت إليَّ وأنا في أصعب مرحلة مرت بي، وأنا بعيد كل البعد عن أهلي.

 وأنا في الغربة مدَّ إليَّ يد الأبوة الحنونة دون النظر إلى انتمائي العرقي ولا إلى قوميتي وأنا شاب من أدغال أفريقيا ترك بلاده طالباً العلم والمعرفة حتى يأخذ قومه والمسلمين جميعاً إلى مكانة الأستاذية بإذن الله.

رحم الله الشيخ الوالد الشيخ أحمد القطان، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

أيها الإخوان، لم تسنح لي الفرصة أن ألقى الشيخ أحمد القطان في حياته حتى أعرض له قصتي معه، أدعو المولى أن يجمعني معه في أعلى عليين، وهذه دعوتي إلى ربي؛ (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم: 4).

 

 

 

_______________________

 (*) مدينة أسيولو بكينيا شرقي أفريقيا.

Exit mobile version