“مقدسيات”.. جمال الفن المُقاوم لقباحة الاحتلال (صور+ فيديو)

 

الحياة في فلسطين مُختلفة، فكل شيء فيها مقاوم، حتى الجمال والفن لهما طريقتهما الخاصة في ذلك، فعندما ترتشف طعم القهوة العربية سيكون لها طعم مختلف حينما يكون من فنجان قهوة تألقت به الفنانة منال حميدات في رسم ملامح مدينة القدس في بيوتها القديمة الجميلة، خاصة أنها تجعل منه تُحفة فنية تمتزج بها اللون الأخضر الغامق الجميل مع اللون الأصفر الممزوج باللون الترابي الذي يشكل من خلالها رائحة تراب الوطن وزهر الليمون والياسمين.

ورائحة الوطن الطاهرة جعلتها تطلق على جمال الفن الهادف “مقدسيات”، تيمنًا بمدينة القدس وتراثها المقاوم الذي تساند بها صمود المدن الفلسطينية.

ومن خلال الرسم على الزجاج والخشبيات وغيرها من المواد، عبرت من خلاله بلغة الفن عن طريقتها في الدفاع عن فلسطين في مواجهة المحتل.

مقاومة بطريقة مختلفة

تقول منال (39 عاماً)، في حديثها لـ”المجتمع”: إن كل إنسان يقاوم بطريقته، ومن خلال هذا الفن الجميل الراقي فإنني أقاوم، كذلك من خلال حماية التراث الفلسطيني ونشره، ليس في تذكيره للأجيال في فلسطين فحسب؛ بل تشارك به العديد من دول العالم.

ورغم أنها تخرجت في كلية الهندسة وأبدعت في مجال عملها الهندسي لسنوات طويلة، فإنها تجد شغفها في العمل بالرسم على الزجاج والقطع الخشبية، وكذلك دلة القهوة وكل ما يمكنه الرسم عليه.

وتشير إلى أن دراستها وعملها الهندسي كان له أثر واضح في أن تُبدع في رسوماتها، خاصة في الخطوط المُستقيمة التي تخطها من خلاله المخطط ذات اللون الذهبي أو الفضي الذي يحتاج استعماله مهارة.

رائحة الوطن

وعندما تنظر إلى جماليات الأعمال الفنية التي تألقت بها أناملها الفنية، ستجد جمالاً من نوع مختلف، فما أجمل أن يمتزج اللون الأخضر باللون الترابي! ويحيطهما تدرجات اللون الأزرق الذي يزيد من أناقة المظهر؛ فيعكس بذلك لون سماء فلسطين بعاصمتها القدس ومدنها التي تتزين بأثواب التطريز الفلاحي الذي يزيد من الصمود في مقاومة المحتل.

وشغفها في عالم الألوان جعل من ذلك فكرة لمشروعها الذي لا يقتصر عليها فحسب؛ بل تشجع الكثير من النساء الفلسطينيات على تعلمه من خلال إعطاء دورات في هذا المجال بحيث تُعلمهن أساسيات الرسم على الزجاج وغيره ومن خلال ذلك تستطيع كل متدربة أن تزيد مهارتها بمواصلة التدريبات؛ لتكون قادرة على إنتاج لوحة فنية مميزة تستطيع من خلاله فتح مشروع خاص بها تتحدى بها البطالة.

خريطة فلسطين

وبعد أن استكملت رسمتها المتمثلة بخريطة فلسطين على لوحة زجاجية بيضاء، أخذت تحد حدودها باللون الذهبي وترسم في أحشائها مدينة القدس ويافا وحيفا وعكا وبئر السبع وغزة، وزينتها بالنخلة الشاهقة التي ترمز إلى حكاية الصمود خاصة حينما تتعانق مع أغصان الزيتون الأخضر؛ ليعطي ذلك جمال الوطن رغم قباحة المحتل.

وتذكر، وهي تضع بجوار خريطة فلسطين القطع الخشبية من شجر البرتقال والزيتون المتوجة بالمرأة الفلسطينية بثوبها المزين بالتطريز الفلاحي، من خلال التراث الفلسطيني حيث إنها تقتصر في عرض المُنتجات التي تتعلق بالتراث الفلسطيني عبر نشرها في مواقع تسويق دولية تهدف إلى تعريف الشعوب بجمال الفن الفلسطيني الهادف، بينما للتسويق المحلي فإنها تجمع بين التراث الفلسطيني وقطع فنية برسومات مختلفة.


{mp4}140704{/mp4}
Exit mobile version