أكاديميو غزة لـ”المجتمع”: رحيل القطان أبكى قضية فلسطين

 

خيم الحزن أفئدة علماء وأبناء الشعب الفلسطيني، وهم يودعون الشيخ الداعية أحمد القطان بكلمات تحمل الحب والعرفان لفضيلته ومواقفه المشرفة التي سيشهدها التاريخ عبر أجيال مُتعاقبة في نصرته ومساندته للقضية الفلسطينية عبر المنابر الذي صدح بها صوته بقول الحق، ومؤلفاته الذي يشهد لها ليس أبناء فلسطين فحسب؛ بل أبناء الأمة الإسلامية والعربية.

خدمة الإسلام العظيم

بمشاعر المحبة والألم توجت كلمات أستاذ الفقه وأصوله في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة د. زياد مقداد، وهو يتحدث لـ”المجتمع” عن الداعية القطان حيث يقول: “تُودع الأمة الداعية والمُفكر الإسلامي الكبير الشيخ أحمد القطان أحد أبرز دعاة دولة الكويت الشقيقة، هذا الرجل الذي عاش حياته في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين.

ويتابع في حديثه: هذا الرجل الذي كان يصدح صوته في خطبه المنبرية التي سجلت؛ لتنتشر في ربوع دول المسلمين، فقد كان لها الأثر الكبير في التوعية والإصلاح لأبناء المسلمين في مُختلف الدول الإسلامية.

ويبين أنه عُرف بنصرته للمسجد الأقصى والقدس والقضية الفلسطينية، فكان يدافع عن حقوق الفلسطينيين، ويشجع على الجهاد في سبيل الله تعالى وقتال المعتدين والمغتصبين لأرض المسلمين.

ويذكر: كان لها الأثر في ذلك في مؤلفاتها والتي كانت من بين بينها سلسلة “ثورة الشعب الفلسطيني”، وسلسلة “إعداد الفاتحين”.

قضايا المسلمين

ويتابع د. مقداد حديثه: المستمع لخطبه، والقارئ لكتبه ومقالاته، يستشعر بالقدر الكبير الذي كان يشغل هذا الداعية من اهتمامات بقضايا المسلمين والغيرة على الدين وعلى حقوق المسلمين المنتهكة في كثير من المجتمعات والدول.

ويؤكد في كلامه: لم يكن الداعية الراحل الشيخ القطان مجرد داعية أو مفكر إسلامي أو خطيب عادي؛ بل كان ثائراً على الظالم والقهر اللذين تتعرض لهما الشعوب المسلمة وعلى وجه الخصوص الشعب الفلسطيني الذي اغتصبت أرضه ودنست مقدساته.

ويضيف: وإننا كشعب فلسطيني وعلى وجه الخصوص المنتسبين للعلوم الشرعية نشعر بعظم هذا المصاب بفقد هذا الداعية المتميز، الذي نحسبه من الدعاة المخلصين العاملين الذين قاموا بدور كبير في خدمة الدين وقضايا أمة المسلمين، وإننا لنعزي أنفسنا كما نعزي أشقاءنا في دولة الكويت حكومة وشعباً لهذا المصاب الجلل، داعين الله تعالى أن يتغمد فقيد الأمة بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعه بالنبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.

يصدح بالحق 

من جهته؛ يقول عميد كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية د. تيسير إبراهيم، في حديثه لـ”المجتمع”، بوصفه للشيخ القطان رحمه الله تعالى: الصادق الذي عرفناه منذ الطفولة، يصدح بالحق نصيرًا لقضايا المسلمين وخاصة القضية الفلسطينية.

وتابع في حديثه: فقد شكل بذلك نموذجًا للداعية القدوة العامل، أحبه أهل فلسطين جميعًا، وحزنوا لوفاته، رحم الله الشيخ رحمة واسعة.

هموم المسلمين

بدوره، لهج البروفيسور خالدي الخالدي، مؤسس ورئيس مدرسة قادة وأوائل، بالدعاء للداعية القطان: اللهم ارحم الشيخ أحمد القطان، الذي نشهد بأنه عاش حاملاً هموم الدين وهموم المسلمين، وقضايا المسلمين، وعلى رأسها هم “الأقصى” وفلسطين.

الدفاع عن الأقصى

من ناحيته؛ يقول مدير مركز الرضوان لتعليم القرآن والسُّنة إسماعيل أبو الملش، في حديثه لـ”المجتمع”: بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره نودع اليوم عالماً من علماء الأمة الإسلامية الذي وهبَ نفسه للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية التي من أجلّها وأهمها القضية الأم والأساس قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك.

ويضيف، في كلماته: ننعى رجلاً لطالما حارب ودافع عن المسجد الأقصى من خلال المنابر واللقاءات والمقابلات الشخصية، كيف لا وهو الذي أسس عام 1979م منبر الدفاع عن المسجد الأقصى، وهو الذي كرس كل حياته خدمة أبناء الأمة الإسلامية المغتربين عن أرضهم والوقوف بجانبهم، وهو الذي عمل مستشاراً في العديد من اللجان الخيرية التي تخدم المسلمين في العديد من القارات مثل دول أفريقيا والفلبين وباكستان من خلال الإشراف على إقامة المشاريع التنموية كالمدارس ودور الأيتام وغيرها.

وبمشاعر الحزن تابع حديثه: لمثلك يا شيخنا فلتبكِ فلسطين وليبكِ المسجد الأقصى على فقدانه ورحيله، فقليل هم الدعاة والعلماء الذين اهتموا بفلسطين وقضيتها الكبرى الممثلة بقدسية المكان والزمان.

Exit mobile version