مُسنَّة فلسطينية تروي شهادات النكبة ومتمسكة بالعودة لقريتها

 

مع مرور 74 عاماً على النكبة ما زالت الحاجة خضرة الحميدي (94 عاماً) تروي لأحفادها تفاصيل قريتها في النقب جنوب فلسطين المحتلة، وكيف كانت تعيش هي وأهلها، وطفولتها التي عاشتها بين كروم العنب وحقول وبيادر القمح والذرة، التي هجرت منها وهي متزوجة كان عمرها إبان النكبة نحو 20 عاماً. 

74 عاماً مرت وما زالت الحاجة الحميدي متمسكة بأمل العودة لقريتها المهجرة في النقب، التي كان اسمها “السر”، وتجاورهم قرية “الشويحي”، وتضيف: على الرغم من مرور تلك السنوات سأعود يوماً، وسأحمل مفتاح العودة لوطني، وسأعود إلى بيتي وقريتي، وأعرف كل تفاصيل شوارعها وأشجارها وبيوتها وينابيع المياه فيها، لافتة إلى أنها تتذكر كل تفاصيل قريتها وجيرانها.

وعن كيف كانت العصابات الصهيونية تفعل بمساعدة بريطانيا؟ تكشف اللاجئة الحميدي أنها كانت تهاجم القرى وتقتل وتحرق الحقول وتسرق الأغنام والأبقار وتقتل الأطفال والنساء، وتهاجم الأسواق والقرى لإرغام الأهالي على الرحيل.  

وتسرد الحاجة الحميدي بكل ألم من ذاكرتها القوية على الرغم من عمرها المتقدم الذي تجاوز التسعين جزءاً من تفاصيل النكبة: عشنا فصول نكبة مرعبة، مات من أهلنا وجيراننا الكثير، خرجنا من بيوتنا تحت وقع القصف وسقوط القذائف، وحين خرجنا من منازلنا وديارنا كنا نعتقد أننا سنعود بعد أيام أو أسابيع، لدرجة أن والدي رحمه الله قام بتخزين القمح في جرن قريب من منزلنا وقام بتغطيته، بالإضافة إلى أن والدتي قامت كذلك بترتيب بعض أواني المطبخ ومستلزماته، كنا على يقين بأن ما نمر به من قتل وتهجير لن يطول، وأن الأمر لن يتجاوز أشهراً، وتوقفت الحاجة الحميدي وقد غالبها البكاء ونزلت دموعها على وجهها بغزارة، قائلة: طولت يا ولدي، ولكن حلمنا بالعودة ما زلنا متمسكين به، أرضنا وروحنا هي فلسطين.

وتشير الحاجة الحميدي لرحلة اللجوء والألم ووصولهم لغزة وتقول: كانت رحلة موت وجوع ورعب عشناها أثناء خروجنا من بيوتنا تحت القصف، كثير من العائلات فقدت كل تملك أثناء النكبة، وعائلات أبيدت بكاملها، كنا نسمع عن مجازر دير ياسين وكفر قاسم ومجزرة المجدل ويافا، الموت كان ينتشر في كل مكان، حلمنا وهدفنا كان أن ننجو بأرواحنا من كابوس الموت، مؤكدة أن بريطانيا عام 1948م سلمت العصابات الصهيونية كل الأسلحة من طائرات ومدفعية، وقد استخدمت هذه الأسلحة في قصف قرانا ومددننا وقتل الأطفال والنساء وإحراق قرى ومدن بأكملها.

وتؤكد الحاجة الحميدي أنها على يقين أن فلسطين لن تضيع، وأن هذه العصابات التي احتلت فلسطين مصيرها الرحيل بصمود ومقاومة وثبات الشعب الفلسطيني الذي لن ينسى أرضه وقراه التي هجر منها، مبينة أن لديها 112 حفيداً، علمتهم على مدار سنوات حياتها حب فلسطين وقريتها التي هجرت منها، مسقطة بذلك عبارة الصهاينة المشهورة “الكبار يموتون والصغار ينسون”، وها هم الصغار يعرفون ويعشقون فلسطين ويقاومون وقد استشهد أحد أحفادها في عدوان عام 2008 وما زالت معركة التحرير الشامل، كما تقول، قريبة.

[iframe width=”600″ height=”300″ src=”https://www.youtube.com/embed/_NHj0w50FuM” title=”YouTube video player” frameborder=”0″ allow=”accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture” allowfullscreen ]
Exit mobile version