السوشيال ميديا ولقاء النواب.. أدوات انتخابات الرئاسة الصومالية

انطلقت حملة الانتخابات الرئاسية في الصومال بشكل مكثف، وذلك بعد إعلان لجنة ترتيب الانتخابات إجراؤها 15 مايو/ أيار الجاري.
 
وبتحديد ذلك التاريخ لم تترك اللجنة أمام المرشحين وعددهم 39 مرشحا إلا أياما قليلة لاستقطاب الناخبين من أعضاء البرلمان بمجلسيه الشعب والشيوخ والتسويق لحملاتهم الانتخابية.
 
وعلى عكس الحملات الانتخابية المألوفة والموجهة للشعب تتوجه حملات المرشحين في سباق الرئاسيات الصومالية الحالية للناخبين الأصلين (أعضاء البرلمان بمجلسي الشعب والشيوخ) والبالغ عددهم 329 نائبا.
 
ولتأثير الرأي العام على النواب استغلت أحزاب المرشحين في سباق الرئاسيات منصات تواصل الاجتماعي بشكل غير مسبوق.
 
وبدأت حملة الانتخابات الرئاسية على منصات التواصل الاجتماعي غداة إعلان الرئيس الحالي محمد عبدالله فرماجو ترشحه لدورة ثانية لكرسي الرئاسة وسط حملات انتخابية لحزبه في السوشيال ميديا ونشر فيديوهات تحتوي على انجازاته و برامجه الانتخابية.
 
** تنافس على النواب
 
يسابق المرشحون في سباق الرئاسة الصومالية الزمن، لحشد أكبر عدد ممكن من الناخبين ويجرون لقاءات مكوكية مع كتل البرلمان “بمجلسيه الشعب والشيوخ” باعتبار أن أعضائها هم من سينتخبون الرئيس العاشر في البلاد.
 
يقول النائب محمد آدم، إن “قطار الانتخابات الرئاسية انطلق أخيرا ويحتدم الصراع حاليا بين المرشحين لجلب أعضاء البرلمان بغرفتيه مجلس الشعب والشيوخ”.
 
وأضاف أن المرشحين في سباق الرئاسة “يستخدمون وسائل وأدوات عدة لإقناع أعضاء البرلمان ببرامجهم ،منهم من يستغل الصحبة والقرابة ومنهم من يقطع الوعود ومنهم من يعتمد المال لشراء أصوات الناخبين”.
 
وأوضح آدم، أن البرلمانيين “يدركون مدى أهمية أصواتهم لاختيار المرشح الأنسب في المرحلة القادمة رغم الوعود المعسولة للمرشحين”، مشيرا إلى أن “صناديق الاقتراع هي من تحسم من سيكون رئيسا للبلاد في لـ15 من مايو الجاري”.
 
وتشهد الفنادق ومقار الحملات الانتخابية للمرشحين في العاصمة مقديشو حركة سياسية نشطة حيث تجري اللقاءات المغلقة والمفتوحة بين المرشحين وكتل البرلمان بشكل متواصل من أجل الظفر اصوات الناخبين.
 
** السوشيال ميديا خيار أفضل
 
احتلت منصات التواصل الاجتماعي حيزا كبيرا في الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الحالية في البلاد على عكس الحملات الانتخابات الرئاسية السابقة التي كانت تركز على لافتات وملصقات الشوارع.
 
وأطلقت مكاتب الحملات الانتخابية للمرشحين عشرات الصفحات الإلكترونية لترويج برامجهم ونشر فيديوهات تدعم مرشحيها وتعرفهم للشعب بأنهم الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية معرضين نقاط قوتهم.
 
يقول الإعلامي محمد عبدي شيخ للأناضول إن “منصات التواصل الاجتماعي باتت فضاء آخر تحشد فيها الحملات الانتخابية للمرشحين في سباق الرئاسيات نظرا لقلة تكاليفها وسرعة تفاعلها مع الرأي العام الذي قد يؤثر صداها للناخبين البرلمانيين”.
 
وأوضح شيخ، أن “السوشيال ميديا قد تقلب موازين المرشحين نظرا لاعتمادها الكبير من قبل المرشحين في سباق الرئاسة حيث كانت الانتخابات السابقة تركز على الاجتماعات والقاء الخطب في الفنادق لكن نتيجة غياب المال السياسي في الانتخابات الحالي يلجأ الكثيرون إلى هذا الفضاء الإلكتروني”.
 
لم تكن مواقع التواصل الاجتماعي مكانا لترويج الحملات الانتخابية فقط بل ساحة يتصارع فيها مؤيدو المرشحين في سباق الرئاسة ويتبادلون الاتهامات حيث يسعى كل طرف حرق أوراق على الطرف الآخر في ظل غياب ضوابط انتخابية لتنظيم الحملات بحسب الصحفي محمد عبده.
 
وتلعب الإذاعات والقنوات التلفزيونية دورا في حملات الانتخابية الرئاسية حيث يلجأ بعض المرشحين إلى القنوات والإذاعات المحلية لتعزيز حملاتهم الانتخابية حيث يذاع يوميا فيديوهات وشعارات للمرشحين، كما تنشر أيضا في صفحاتها الإلكترونية.
 
ويحتل فيسبوك صدارة منصات تواصل الاجتماعي التي تستخدم في الحملات الانتخابية إلا أنه لا توجد احصائيات رسمية في عدد حسابات فيسبوك في البلاد.
 
ركود على الأرض
 
لافتات وملصقات قديمة تتزين بعض شوارع العاصمة مقديشو مشهد يعكس مدى عزوف الحملات الانتخابية عن إعلانات اللافتات والملصقات التي كانت تغطي الشوارع كما في الانتخابات السابقة.
 
يقول أحمد أبشر مسؤول التسويق لإحدى شركات الطباعة للأناضول “الوضع مختلف جدا لا شيء يوحي للمارة في شوارع الرئيسة بأي مشهد انتخابي في البلاد على عكس السنوات الماضية حيث كانت لافتات تنتشر في كل شوارع وأزقة العاصمة”.
 
وعزا أبشر سبب تراجع حضور اللافتات في حملات الانتخابية الرئاسية في البلاد إلى سببين إحداهما “التأخر الكبير الذي حصل العملية الانتخابية في البلاد نتيجة الخلافات وهو ما أدى إلى تراجع موعد انطلاق الحملات الانتخابية”.
 
أما الأمر الأخر الذي تسبب غياب حضور اللافتات في شوارع العاصمة، وفق أبشر، فهو “غياب المال السياسي في هذه الانتخابات حيث ركزت معظم الأحزاب السياسية على مواقع الالكترونية لإيصال برامجهم إلى الناخبين والرأي العام”.
 
شعارات متقاربة
 
في منصات التواصل الاجتماعي يجذب المتصفح شعارات وعبارات للمرشحين مستوحاة من الواقع الذي يعيش فيه الشعب الصومالي الذي يتطلع في كل انتخابات إلى تغيير في الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.
 
ويسعى المرشحون من خلال شعاراتهم لجذب انتباه الناخبين (البرلمان بمجلسيه الشعب والشيوخ) إلى جانب ترسيخ عبارتهم المقتصرة على قلوب الرأي العام لعله ينتزع حاضنة شعبية كبيرة.
 
وتتخلص أغلب الشعارات للمرشحين بتمكين البلاد من الحكم الرشيد والتعايش السلمي مع الجوار إلى جانب تحسين الوضع الاقتصادي والأمني اللذان لا يزالان يشكلان عبأ على المجتمع الصومالي رغم وعود تحسينهما في كل استحقاق انتخابي.
 
ولكن، وفق مراقبين، فإن الشارع الصومالي متخبط في شعارات المرشحين التي لاتسمن ولا تغني من جوع، ويرى أنها مجرد كلمات عاطفية لا تدوم سوى أيام الانتخابات، ويأتي الفائز بكرسي الرئاسة عكس ما يردد بهمن شعارات معسولة خلال الانتخابات ليبقى آمال المجتمع الصومالي معلقة حتى تأتي انتخابات أخرى بحسب أبوبكر أحمد عضو في المجتمع المدني.
 
ومرت العملية الانتخابية في البلاد الكثير من التحديات كادت أن تتطور إلى مواجهات مسلحة بسبب خلافات حول إجراءات الانتخابات النيابية التي أدت إلى تأجيلها لأكثر من5 مرات من موعدها المحدد قبل أن تستكمل في أبريل/نيسان الماضي.
 
وينتخب البرلمان 15 مايو الجاري الرئيس العاشر للبلاد من بين 39 مرشحا سيتنافسون على كرسي الرئاسة وفق لجنة ترتيب الانتخابات.
 
Exit mobile version