مؤمن قريقع.. مصور من غزة تحدى الاحتلال بصموده الأسطوري (صور+ فيديو)

 

بكل نجاح يحققه المصور الصحفي مؤمن قريقع تجد زوجته ديما عايدية أول من يصفق له، فهي ترى به كما تصفه دوماً بـ”سوبر مؤمن”؛ الأمر الذي يقوي عزيمته في التغلب على الكثير من الصعوبات التي تواجههما.

لا يكاد حي أو شارع في قطاع غزة المحاصر إلا وأهله يعرفون مؤمن الذي كان وما زال حكاية الصمود الفلسطيني التي بدأت ليس باستشهاد والده وهو بعمر 7 أيام فحسب؛ بل في مسيرة حياته التي توجت ما بين الصمود والتحدي والجرح الذي لفه بضماد الصبر والاحتساب لله تعالى.

كانت الحكاية حينما كان طالباً جامعياً في تخصص الصحافة والإعلام، وبالوقت ذاته يعمل في ميدان الصحافة، وأثناء إعداد تقرير في عام 2008 عن معاناة قطاع غزة جراء الحصار، كانت لصواريخ الاحتلال السبق في استهداف المنطقة التي تواجد فيها، فأدى ذلك إلى إصابته إصابة خطيرة تيقن بها أن يرتقي شهيداً.

وتم نقله بعد وقت من النزيف إلى المستشفى حيث غرفة العمليات التي أسفرت عن بتر ساقيه، وما هي إلا أيام قليلة حتى اندلعت شرارة “حرب الفرقان” (2008-2009) فكان حسه الوطني والصحفي أكبر من وجعه، حيث كان يصور الشهداء والجرحى من خلال نافذة المستشفى، ورغم حصوله على تحويلة للعلاج في الخارج فإنه رفض وقدم غيره على نفسه من الجرحى، إلا أن إصابته مرة أخرى وهو بالمستشفى استدعت العلاج.

علاج وزواج

لم يكن يعلم أن رحلة علاجه ستحمل له الأمل الجميل بأن يلتقي بديما التي كانت من ضمن الوفد الزائر للجرحى، وشاء الله تعالى أن تكون زوجته المحبة والشريكة له في خطوات النجاح والأمل رغم الألم، ليتوج هذا الزواج بثلاث فتيات وصبي.

الإيمان الكبير الذي يحمله مؤمن بقلبه يزيده قوة بمواصلة العمل الصحفي، حتى وإن كان على كرسي متحرك، يقول مؤمن (34 عاماً) لـ”المجتمع”: فرغم بتر جزء كبير من جسدي، فإنني أكملت جسدي من خلال الكاميرا التي ترافقني في كل مكان فلها محبة كبيرة بقلبي.

مؤسسة حلمه

عمل مؤمن لسنوات طويلة في التصوير زادت من خبرته في معرفته فنونه وطموحه بالوقت ذاته؛ الأمر الذي جعله يفكر في تأسيس مؤسسة إعلامية خاصة به، وزاد هذا التفكير بعد توقفه عن العمل بعد إغلاق العديد من المؤسسات الصحفية جراء الحصار.

جمع كل ما يملك من مال من أجل تحقيق طموحه في إنشاء مؤسسته “إيديا ميديا”، حيث يضيف في حديثه: “دفعت عليها دم قلبي حتى تكون مؤسسة كنت أحلم بها منذ سنوات طويلة؛ الأمر الذي جعلني أدفع تعب سنوات طويلة لأجل هذا الحلم”.

وحينما أخذ الحلم يتحول واقعاً وبدأ بالعمل فيه المتمثل في تقديم خدمات إعلامية متنوعة حتى بدأت في عام 2021 حرب مسعورة من قبل الاحتلال على قطاع غزة المحاصر ارتقى خلالها العديد من الشهداء، وتم تدمير الكثير من البيوت والمؤسسات التي كانت من بينها مؤسسة مؤمن، وسبق ذلك في عام 2014 قصف منزله.

ورغم كل ذلك، فإن مؤمن ما زال يحمل كاميرته التي ترافقه أينما ذهب، فهو يؤمن بدوره المهم في الميدان في تلبية نداء واجبه الديني والوطني لأقدس قضية في العالم حيث تجده يلتقط العديد من الصور التي تحمل الأمل رغم الألم التي حصلت على العديد من الجوائز وتوج من خلالها كتابه المصور.

 

{mp4}140165{/mp4}
Exit mobile version