هل تنازلت مصر عن مساجد آل البيت لطائفة البهرة رغم تكفير الأزهر والإفتاء لهم؟

 

كشف برنامج تلفزيوني مصري أن السلطات المصرية قررت نزع الإدارة والإشراف على مسجد الحسين التاريخي في القاهرة من وزارة الأوقاف، ومنحه لمؤسسة مدنية تديرها وتمولها طائفة البهرة الشيعية تسمي “مساجد”.

وذلك بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية، كخطوة أولى لتعميمها على بقية ما يعرف بمساجد آل البيت في مصر.

وأعلن برنامج “حديث القاهرة” بقناة “القاهرة والناس” المملوكة لرجل الأعمال والإعلان طارق نور، إسناد إدارة مسجد الحسين بعد تجديده لمؤسسة “مساجد” بدلًا من وزارة الأوقاف.

وقال مقدما البرنامج خيري رمضان، وكريمة عوض، خلال تقديمها حلقة مساء أمس 8 مايو 2022 من البرنامج: إن مصادرهما الخاصة أكدت أن القرار يأتي بعد الزحام الذي شهده المسجد اليوم عقب زيارة وزير الأوقاف له.

https://youtu.be/NRK_ct1ke6k

الغريب أن رابط مؤسسة “مساجد”، وهي مؤسسة غير هادفة للربح ولديها شراكة مع الهيئة الهندسية للجيش لترميم المسجد، لا يتضمن سوى حديث عن مسجد الحسين وتكلفة الترميمات الأخيرة، وهناك صور من حفل نظمته “مساجد” منذ فترة في أحد فنادق القاهرة.

وتضم قائمة أسماء المؤسسين لـ”مساجد” رؤساء مجالس إدارات أكبر شركات ومصانع في مصر في تجمع غريب وغير مسبوق على طريقة تبرعهم لمؤسسة “تحيا مصر” التي تتبع للرئاسة بعدما شاهدوا الرئيس السيسي يلتقي سلطان البهرة ويفتتحان معاً تجديدات مسجد الحسين الأخيرة.

ويخلو موقع “مساجد” من أي مشروعات أخرى غير تطوير مسجد الحسين، لكن بالرجوع للمؤتمر الصحفي للمؤسسة في ديسمبر 2020 يبدو أن الهدف هو جميع مساجد آل البيت.

ويبدو أيضًا أن عقود التطوير مشروطة بحق الإدارة، حيث دفعت “مساجد” 150 مليون جنيه (حوالي 600 ألف دولار) مقابل إدارة مسجد الحسين، لكن دون توضيح عدد سنوات الانتفاع.

وأثار حضور سلطان طائفة البهرة بالهند والوفد المرافق له افتتاح السيسي لتجديدات مسجد الحسين بعد التطوير وإحاطته بسور حديدي، انتقادات المصريين، خاصة أن الأزهر ودار الإفتاء المصرية تكفرَّان البهرة.

وأثار هذا تساؤلات في الشارع المصري حول علاقة مؤسسة “مساجد” بطائفة البهرة أو بأحد مشروعات الطائفة المتخصصة في ترميم بيوت آل البيت تحديداً وكم دفعت للاستيلاء على مساجد آل البيت.

في 9 ديسمبر 2021، أعلن نيازي سلام، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مساجد”، خطة تطوير مسجد الإمام الحسين بميزانية 150 مليون جنيه بموجب بروتوكول تعاون تم توقيعه مع وزارة الأوقاف، وفق صحيفة “اليوم السابع”.

وقال سلام: مؤسسة “مساجد” سوف تكون مسؤولة عن التشغيل والصيانة والنظافة بعد انتهاء أعمال التطوير، وذلك باستخدام الأساليب الحديثة والمتقدمة في التحكم بأنظمة ومرافق المسجد والوصول إلى أعلى معدلات الحفاظ على معدلات التشغيل داخله.

ويقول الصحفي المصري فتحي أبو حطب الذي نشر على “فيسبوك”، في مارس الماضي عن مؤسسة “مساجد”: إنها تتيح التبرع بصكوك تصل قيمتها إلى 150 ألف جنيه في المرة الواحدة، قائلاً: “المؤسسة فيها حاجه مش مفهومة”.

ويؤكد الصحفي جمال سلطان أن أملاك هيئة الأوقاف من أوقاف المسلمين في مصر تعادل تريليوناً و40 مليار جنيه، والميزانية السنوية للوزارة 18 مليار جنيه، وعدد العاملين في الوزارة 380 ألف موظف، منتقداً تعاقدها مع “جهة خاصة” كشريك لإدارة شؤون مسجد الحسين.

وتساءل: هل لأن الوزارة فاشلة أو بدون ميزانية أو نقص العمالة، أو لأمر آخر؟!

نفي غير مؤكد

بعد كشف دور البهرة في إدارة مساجد آل البيت في مصر وانتشار غضب شعبي على مواقع التواصل، نفى المركز الإعلامي لمجلس الوزراء ما “انتشر في بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي من أنباء بشأن إصدار وزارة الأوقاف قراراً بإسناد إدارة مسجد سيدنا الحسين لجهة خاصة”.

https://www.facebook.com/EgyptianCabinet/posts/398995608937532

ونقل عن وزارة الأوقاف نفيها تلك الأنباء، مُؤكدة أنه لا صحة لإسناد إدارة مسجد سيدنا الحسين لأي جهة خاصة، وأنه لم يتم إصدار أي قرارات بهذا الشأن، لكن وزارة الأوقاف نفسها لم تصدر بياناً بالنفي أو تنفي عبر مواقعها الإلكترونية.

لكن مجلس الوزراء أقر ضمناً بدور لإدارة “مساجد” شؤون مسجد الحسين، حيث نقل عن وزارة الأوقاف أن “أي بروتوكولات تعاون توقعها الوزارة مع أي جهات خاصة تكون بغرض الاستعانة بهم كشركاء في تنفيذ أعمال تطوير المساجد دون إسناد إدارتها لأي من تلك الجهات”.

وبحسب فتاوي لدار الإفتاء المصرية والأزهر، تعتبر طائفة “البهرة” كفاراً، حيث يزعمون أن الوحي انقطع عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم في حياته، والرسالة انتقلت إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولا يعترفون بالجنة والنار.

لكن السيسي قال: إن سلطان البهرة ضيف عزيز على مصر؛ لأنه سبق أن تبرع لصندوق “تحيا مصر”، حيث ساهم البهرة في صندوق “تحيا مصر” الذي أنشأه السيسي بـ10 ملايين جنيه.

وللبهرة دور مشبوه في العالم، ومع هذا يحرص رؤساء مصر على استقبالهم، وهم يحتكرون تجارة البهارات عبر طريق الحرير بين الصين والهند والذهب الذي هو عصب ثروتهم.

Exit mobile version