رفع العلم الروسي في وقفة مناصرة للرئيس التونسي.. هل تزيد من عزلته محلياً ودولياً؟

 

رفع أنصار الرئيس التونسي قيس سعيّد العلم الروسي في الوقفة التي نظموها، أمس الأحد، في إشارة إلى تحوّل نظامه إلى المعسكر الروسي في رسالة للغرب بما في ذلك فرنسا أن موالاة الغرب أصبحت على المحك، وأن التحوّل إلى المعسكر المقابل أصبح حقيقة واقعة وسط الضغوط المتصاعدة على سعيّد لفتح قنوات حوار مع المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، آخرها الاتصال الهاتفي الذي جرى بين سعيّد والرئيس الفرنسي ماكرون، السبت الماضي، التي أكد فيها ماكرون أن الوضع في تونس يستوجب فتح حوار شامل للخروج من الأزمة التي تعاني منها تونس سياسياً واقتصادياً.

وقد تزامنت الوقفة مع “اليوم العالمي للحمير”؛ وهو ما أثار تندّر التونسيين على مواقع التواصل الاجتماعي، في حين أعلنت حركة النهضة الاستنفار داخل صفوفها تحسباً لتكرار الاعتداءات التي طالت مقراتها، يوم 25 يوليو 2021، تزامناً مع الانقلاب الذي نفذه سعيّد ضد الحكومة والبرلمان ثم تتالت حلقاته لتشمل المجلس الأعلى للقضاء وهيئة الانتخابات وهيئة مراقبة دستورية القوانين وهيئة محاربة الفساد.

وكان لرفع العلم الروسي في وقفة مؤيدي سعيّد ردود فعل على مواقع التواصل الاجتماعي، تؤكد جميعها أن الانقلاب يشهد أيامه الأخيرة.

أنصار سعيد

وفي الوقت الذي تظاهر مئات من مؤيدي الرئيس سعيد لدعم خطواته نحو إعادة صياغة الدستور وتنظيم استفتاء يوم 25 يوليو القادم، والتحوّل إلى نظام رئاسي، وتجميع كل السلطات في يده، استنفرت حركة النهضة أنصارها لحماية مقراتها حتى لا تتكرر جرائم 25 يوليو العام الماضي عندما تم حرق بعض مقراتها.

وقد أكدت المصادر المختلفة أن مؤيدي سعيّد أقل حشداً من احتجاجات نظمتها المعارضة في الآونة الأخيرة، رغم أنه تم الإعداد للوقفة على مدى الشهرين الماضيين، ووضعت لها جميع الإمكانات، حيث تراوح الحضور بين 300 و500 فرد، وفق تقديرات مختلفة.

مقر حركة النهضة

 

ونظمت حركة النهضة، أمس الأحد، تجمعات في مقراتها بمختلف أقاليم تونس، واجتماعاً بتونس العاصمة، وذلك بالمقر المركزي بإشراف زعيم الحركة راشد الغنوشي.

وقال رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، في كلمته: إن الحضور اليوم في مقر النهضة داخله وخارجه أكثر من المساندين لرئيس الجمهورية سعيد في شارع الحبيب بورقيبة، رغم كل عمليات التحشيد من قبل أنصار الرئيس.

وأضاف الغنوشي الذي لم يتطرق إلى رفع العلم الروسي، إلا أن بعض القيادات في الحركة مثل نور الدين العرباوي انتقدوا ذلك واعتبروه مضراً بعلاقات تونس المحايدة، أضاف أن النهضة تحملت مسؤولياتها في السنوات الـ10 الماضية من خلال تحقيق عدد من الإنجازات رغم الإهانات، مشيراً إلى أن انقلاب 25 يوليو 2021 نسف كل هذه المكتسبات.

وشدد الغنوشي على ضرورة النضال لاستعادة تونس، معتبراً أن الشعب التونسي لن يرضى بالانقلاب الذي فشل في كل الملفات الحارقة التي على الطاولة، وفق تعبيره.

هذا، واعتبر الغنوشي أن تونس الآن أصبحت في الظلام بعد أن كانت أيقونة في العالم خلال السنوات الماضية.

رد على وزير الداخلية

ورداً على وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، قال الغنوشي: إن الحركة لا تخاف القضاء، فماذا ينتظرون إلى اليوم لمحاسبتنا بعد مرور أكثر من 10 أشهر، فكل الملفات فارغة.. فقد سجنوا نور الدين البحيري (نائبه والقيادي البارز في الحركة) أكثر من شهرين وبحثوا عن أدلة لكن دون جدوى، موضحاً أن تونس للجميع ولا يمكن الحديث عن تونس دون النهضة أو دون اليسار أو دون اليمين.

وأشار الغنوشي إلى أن الشعب التونسي لن يرضى بالانقلاب الذي فشل في كل الملفات الحارقة.

كما أكد أننا نعيش اليوم الهدوء الذي يسبق العاصفة، مشدداً على ضرورة وضع حد لهذه الدكتاتورية والعودة إلى الشرعية والدستور.

وقال الغنوشي: إن شهادة ميلاد النهضة أعطاها إياها الشعب التونسي الذي انتخبها، فالنهضة ليست مجرد بناية بل هي تاريخ وعمق.

وكان وزير الداخلية قد ذكر أن هناك إجراءات عدلية ستتم وتحريات، وأنه في حال ستكون هناك اعتقالات فإنها ستتم بموجب أذون قضائية، حسب قوله.

ولم يعلق وزير الداخلية التونسي على رفع العلم الروسي؛ ممّا جعل الكثير من المحللين يؤكدون أن ذلك كان مقصوداً، وأن تونس أصبحت في نظر العالم مثل الدول التي توصف بالمارقة، إلا أنها لا تملك المقومات التي تمتلكها تلك الدول التي تمكنها من مقاومة الحصار، ووصفوا ذلك بالخطير على حاضر ومستقبل تونس وستعجل برحيل الانقلاب.

Exit mobile version