تعيش دولة الاحتلال حالة من التخبط والإرباك جراء وقوع عمليات فدائية فردية ينفذها شبان صغار لا ينتمون لفصائل مسلحة، ولم يتم اعتقالهم في السابق، ولا توجد لهم سوابق أمنية، ولم يكتشف أمرهم إلا بعد تنفيذ العمليات كما حصل في عملية “أرئيل” وعملية “إلعاد”، ونجاح قوات الاحتلال بالقبض عليهم بعد تنفيذ العملية، ليس بالأمر المعقد والمميز كما وصف المعلق العسكري في “القناة العبرية العاشرة”، معتبراً أن النجاح الحقيقي يكمن في منع وقوع العمليات وليس إلقاء القبض عليهم بعد تنفيذ عملية القتل وتجسيد الخوف في كل شارع وحي وبلدة ومدينة.
بدوره، قال رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي: لقد فشلنا بعد وقوع عملية إلعاد رغم نشرنا لمئات الجنود على فتحات الجدار الفاصل في الضفة الغربية.
من خلال التحقيق مع منفذي العمليتين، اتضح بأن اقتحامات المسجد الأقصى الدافع الرئيس لتنفيذهما، وأنهما خططا للعملية ثأراً للمسجد الأقصى ودفاعاً عن المرابطين في المسجد.
يقول محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرنوت” يوسي يهشوع: توجد تحذيرات عدة لدى المؤسسة الأمنية “الإسرائيلية” من احتمال وقوع عمليات جديدة، وهذه الموجة لم تنتهِ بعد.
ويضيف المحلل الصهيوني: الخطورة في العمليات الفردية عدم التنبؤ بحدوثها أو وجود أي تحذيرات مسبقة من قبل أجهزة الأمن، وأن التحكم في هذه العمليات يكون مرتبطاً بالجو العام والميداني وما يصدر من تصريحات من قادة الفصائل.
ويتابع: فعلى سبيل المثال، تصريحات يحيى السنوار، رئيس حركة “حماس” في غزة، كان لها الأثر غير المباشر في تشجيع العمليات الفدائية، كما أن الوضع في القدس وتحديداً المسجد الأقصى كان دافعاً أساسياً لتنفيذ عمليات فردية، ولا يمكن حصر تلك العمليات في منطقة جغرافية معينة، فقد تحدث في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني.
ويشير المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم أبو جابر لـ”المجتمع” إلى أنه تم ضخ التحريض من خلال الإعلام “الإسرائيلي” ومواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع “الإسرائيلي” باتجاه الفلسطينيين والمقدسات؛ ما أدى إلى تأجيج المشاعر لدى الجميع.
وأوضح أن ارتدادات التحريض كانت على أرض الواقع وفي الميدان، وما زال التحريض قائماً على المسجد الأقصى من قبل جماعات الهيكل المزعوم ومن الأحزاب الدينية والمتطرفة والتأييد لأداء الصلوات داخل المسجد الأقصى، فلم يعد هناك توقع لإطلاق الصواريخ فقط، بل تنفيذ عمليات فردية من أشخاص لا ينتمون لتنظيمات سياسية، وهذا ما يربك الاحتلال.
ولفت أبو جابر إلى أن العمليات الفردية تمتاز بفجائيتها، وهي أكثر صدمة وتأثيراً، فهي بدون بوصلة، واحتمالية تكرارها واردة وبدون فوارق زمنية في أماكن غير متوقع الحدوث فيها، والكثير من المحللين “الإسرائيليين” يتوقعون تزايد العمليات الفردية وعدم القدرة على إحباطها من قبل أجهزة أمن الاحتلال.