إثيوبيا.. مظاهرات واعتقالات واسعة عقب هجوم دام راح ضحيته أكثر من 20 مسلماً (صور+ فيديو)

 

اعتُقل مئات الأشخاص في أعقاب هجومٍ دامٍ على مسلمين في مدينة غوندار شمال إثيوبيا، بحسب ما صرح به مسؤول إقليمي أمس الجمعة.

وقُتل أكثر من 20 شخصًا، الثلاثاء الماضي، عندما هاجم “متطرّفون مسيحيون” مدججون بالسلاح موكب جنازة زعيم مسلم وأحرقوا نسخاً من المصحف الشريف ودمروا ممتلكات لمواطنين مسلمين، بحسب ما نقلت “وكالة الأنباء الفرنسية” عن مجموعة إسلامية محلية.

ولم تكن أعمال العنف هذه على صلة بالصراع في إقليم تيغراي المجاور، الذي اندلع في نوفمبر 2020 وامتد إلى إقليمي أمهرة وعفار العام الماضي.

وقال مدير مكتب السلام والأمن لمنطقة أمهرة ديساليغان تاسيو: إن 373 مشتبهًا بهم اعتُقلوا على خلفية الاضطرابات التي وقعت في غوندار، وفق بيان نقلته “هيئة الإعلام” في أمهرة.

وأعلن أيضًا حظر الأسلحة النارية وسواها، إلى حين توقيف جميع المشتبه بهم.

وأضاف: نحمّل المسؤولية القانونية لعناصر قوات الأمن والقادة، الذين لم يتحملوا مسؤولياتهم، من دون إضافة مزيد من التفاصيل. 

خلاف بشأن مقبرة

وذكرت وسائل إعلام محلية أن الهجوم قد يكون ناجماً عن خلاف بين مسيحيين أرثوذكس يشكلون الغالبية في إثيوبيا وفي أمهرة، ومسلمين بشأن المقبرة حيث جرت جنازة الزعيم المحلي المسلم. وتقع المقبرة التي شهدت الاشتباكات بين مسجد وكنيسة أرثوذكسية.

وقالت حكومة أمهرة: إن أعمال العنف اندلعت على خلفية استخدام حجارة في مراسم الدفن، ونشب خلاف بشأن ما إذا كانت أُخذت الحجارة من المقبرة أو من الكنيسة.

من جانبه، قال مجلس الشؤون الإسلامية بولاية أمهرة في بيان، وفق موقع “الجزيرة.نت”: إن جماعة من “المتطرفين المسيحيين” أطلقوا النار بكثافة على المسلمين الذين حضروا في المقبرة أثناء تشييع جنازة أحد كبار السن المسلمين، مما أسفر عن مقتل العشرات.

وأضاف مجلس الشؤون الإسلامية أن الهجوم شهد أيضًا إحراق نسخ من المصحف الشريف ونهبًا لممتلكات المسلمين.

وأكد المجلس أن المقبرة التي وقع فيها الهجوم تعود ملكيتها للمسلمين وفقًا لوثائق تاريخية.

وتقع المقبرة التي شهدت الاشتباكات بين مسجد وكنيسة أرثوذكسية، وكان الموقع موضع خلاف بين المجموعتين.

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن سيد محمد، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في أمهرة، قوله: إن المسلحين ألقوا عبوة ناسفة على الحشد المسلم في بلدة غوندار؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة خمسة، وتوفي الضحايا الآخرون في الاشتباكات التي أعقبت ذلك.

وأضاف: كان هناك نهب لمتاجر ومحاولات لإشعال النار في ثلاثة مساجد، تعرّض أحد المساجد لأضرار طفيفة بعد إشعال النار في سجادته.

مظاهرة في أديس أبابا

إلى ذلك، نظّم مسلمون في العاصمة أديس أبابا مظاهرة، أمس الجمعة، للتنديد بأعمال العنف في غوندار، أثناء تجمعهم للمشاركة في إفطار جماعي.

وهتفوا: “العدالة لضحايا أمهرة في غوندار”، و”نريد العدالة”.

ويعيش الإقليم على وقع صراعات بين انفصاليين وقوات حكومية ومجموعات مسلحة، تصل في بعض الأحيان إلى حد التصفية العرقية.

وقبل أيام، اتهمت مجموعتان بارزتان في مجال حقوق الإنسان القوات المسلحة في إقليم أمهرة الإثيوبي بشن حملة تطهير عرقي على المنحدرين من عرق التيغراي خلال حرب أودت بحياة آلاف المدنيين وشردت أكثر من مليون شخص.

وقالت منظمتا “العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش”، في تقرير مشترك: إن الانتهاكات التي ارتكبها مسؤولو أمهرة والقوات الخاصة بالإقليم والمليشيات في أثناء القتال في غرب تيغراي، تصل إلى حد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما اتهموا الجيش الإثيوبي بالتواطؤ في تلك الأعمال.

 

Exit mobile version