أمريكا تقول إن روسيا تعتزم إجراء تصويت وهمي على استقلال مناطق بأوكرانيا

اتهمت الولايات المتحدة روسيا، اليوم الخميس، بالتخطيط لإجراء تصويت وهمي على الاستقلال لتبرير احتلالها لأراض في أوكرانيا، فيما كثفت القوات الروسية هجومها في الشرق.

وبعد أكثر من شهرين من الغزو، الذي سوّى مدنا بالأرض، لكنه فشل في الاستيلاء على العاصمة كييف، تواصل روسيا الهجوم للاستيلاء على منطقتين في الشرق، في معركة يعتبرها الغرب نقطة تحول حاسمة في الحرب.

وعلى الرغم من طرد القوات الروسية من شمال أوكرانيا الشهر الماضي، فإنها موجودة بقوة في الشرق، حيث يسيطر الانفصاليون الذين تدعمهم موسكو على أراض منذ عام 2014، ويسيطرون أيضا على جزء من الجنوب استولوا عليه في مارس آذار.

وقالت البعثة الأمريكية في جهاز الأمن التابع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الكرملين ربما يحاول إجراء “استفتاءات وهمية” في المناطق الجنوبية والشرقية التي سيطر عليها منذ الغزو في 24 فبراير شباط، مستخدما “حيلة استخدمت كثيرا للسرقة في أحلك فصول التاريخ”.

الكرملين ربما يحاول إجراء “استفتاءات وهمية” في المناطق الجنوبية والشرقية التي سيطر عليها، مستخدماً “حيلة استخدمت كثيراً للسرقة في أحلك فصول التاريخ”

وقالت البعثة الأمريكية “هذه الاستفتاءات الوهمية وغير الشرعية ستصاحبها بلا شك موجة من الانتهاكات ضد من يسعون لمعارضة خطط موسكو أو تقويضها.. يتعين على المجتمع الدولي أن يوضح أن أي استفتاء من هذا القبيل لن يتم الاعتراف بأنه شرعي”.

وأوردت أوكرانيا تقارير عن وقوع انفجارات خلال الليل في مدينة خيرسون الجنوبية، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا حتى الآن منذ الغزو. وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية يوم الأربعاء لقمع الحشود الموالية لأوكرانيا، وإنها تقصف الآن المنطقة المحيطة بأكملها وتهاجم ميكولايف وكريفي ريه.

ونقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن مسؤول من “لجنة عسكرية مدنية” موالية لروسيا في خيرسون اليوم الخميس قوله إن المنطقة ستبدأ في استخدام الروبل الروسي اعتبارا من أول مايو أيار.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن روسيا تكثف أيضاً هجومها العسكري الرئيسي في الشرق، حيث تهدف موسكو الآن للسيطرة التامة على المنطقتين اللتين يسيطر الانفصاليون عليهما جزئيا.

وأضافت “العدو يزيد من وتيرة العملية الهجومية. يطلق المحتلون الروس نيرانا مكثفة في جميع الاتجاهات تقريبا”.

روسيا للأطلسي: لا تختبروا صبرنا
طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من الكونجرس اليوم الخميس 33 مليار دولار لدعم أوكرانيا، في تصعيد كبير لتمويل الولايات المتحدة للحرب ضد روسيا.

يشمل طلب التمويل الضخم أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة والذخيرة والمساعدات العسكرية الأخرى، بالإضافة إلى 8.5 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية المباشرة للحكومة و ثلاثة مليارات دولار من المساعدات الإنسانية والأمن الغذائي.

وكثفت الدول الغربية شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا في الأيام الأخيرة مع احتدام القتال في الشرق. واجتمعت أكثر من 40 دولة هذا الأسبوع في قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا وتعهدت بإرسال أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية، تحسبا لما يُتوقع أن تكون معركة واسعة النطاق على طول خط مواجهة شديد التحصين على أرض مستوية ومفتوحة.

اجتمعت أكثر من 40 دولة هذا الأسبوع في قاعدة جوية أمريكية في ألمانيا وتعهدت بإرسال أسلحة ثقيلة، مثل المدفعية، تحسباً لما يُتوقع أن تكون معركة واسعة النطاق

وتقول واشنطن الآن إنها لا تأمل في أن تتمكن القوات الأوكرانية من صدّ هجوم روسيا على الشرق فحسب، بل تأمل أيضا في أن تضعف جيشها بحيث لا تتمكن من تهديد جيرانها. وتقول روسيا إن ذلك يرقى لمستوى شن حلف الأطلسي “حرباً بالوكالة” عليها، ووجهت عدداً من التهديدات هذا الأسبوع برد انتقامي لم تحدده.

وأبلغت روسيا أيضا عما وصفته بسلسلة هجمات شنتها القوات الأوكرانية على مناطق روسية متاخمة لأوكرانيا، وحذرت من أن مثل هذه الهجمات تهدد بتصعيد كبير.

ولم تعلن أوكرانيا المسؤولية بشكل مباشر عن تلك الهجمات لكنها قالت إن الحوادث بمثابة دفع للثمن، بينما استاءت موسكو من تصريحات بريطانيا العضو في حلف شمال الأطلسي بأن استهداف أوكرانيا بنية تحتية لوجستية للجيش الروسي أمر مشروع.

واشنطن لا تأمل في أن تتمكّن القوات الأوكرانية من صدّ هجوم روسيا على الشرق فحسب، بل تأمل أيضاً في أن تضعف جيشها بحيث لا تتمكّن من تهديد جيرانها.

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين في موسكو “إنهم في الغرب يدعون كييف علانية لمهاجمة روسيا عبر وسائل منها استخدام أسلحة تسلمتها من دول حلف شمال الأطلسي”.

وأضافت “لا أنصحكم باختبار صبرنا”.

نمو سرطاني
قال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن الرئيس الروسي بوتين “بعد أن فشل في تحقيق جميع أهدافه تقريبا”، يسعى بشدة لتعزيز السيطرة الروسية على الأراضي المحتلة، في سلوك يشبه “النمو السرطاني” داخل أوكرانيا.

وعندما طُردت القوات الروسية من كييف في الشهر الماضي، تركت خلفها ضواحي مدمرة تكتظ بجثث مئات المدنيين القتلى، في ما تصفه الدول الغربية بأنه دليل واضح على جرائم الحرب.

أنطونيو جوتيريش أبدى إشارة عاطفية خلال زيارة لضاحيتي بوروجيانكا وبوتشا في كييف: “أتخيل أن أسرتي كانت في أحد هذه المنازل المدمرة الآن”.

وتقول موسكو، دون الاستناد إلى دليل، إن هذه العلامات على فظائع هي علامات ملفقة.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إشارة عاطفية خلال زيارة قام بها لضاحيتي بوروجيانكا وبوتشا في كييف، اللتين كانتا تحت الاحتلال الروسي في السابق.

وقال “أتخيل أن أسرتي كانت في أحد هذه المنازل المدمرة الآن”.

 

Exit mobile version