مازالت الأوضاع الأمنية في ليبيا تشهد عدم استقرار واضح في ظل وجود فراغ سياسي أنتجه الانقسام على الأرض وبين الحكومات وأيضاً بين الأجسام التشريعية والاستشارية المسؤولة على سن التشريعات وتسيير دفة الدولة. فقد اندلعت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين مجموعات مسلحة، الجمعة، في مدينة الزاوية غربي ليبيا.
وأوضحت مصادر من مدينة الزاوية الليبية أن مجموعات القصب والفار اللتين تسيطران على المدينة اشتبكتا معاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، في عدد من المناطق.
وتابعت المصادر أن الاشتباكات وصلت إلى منطقتي الشرفاء والاسبان، والتي أسفرت عن مقتل عنصر وإصابة آخرين بإصابة خطيرة.
ونفى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، السبت، وقوع اشتباكات بين جماعات مسلحة في الزاوية، قائلًا إن الاشتباكات كانت مجرد خلاف عائلي.
وأصدر تعليماته لوزارة الداخلية بضرورة أن يكون لمديريات الأمن دور في حل المشاكل التي تحدث في عدد من المدن، وآخرها ما حدث في الزاوية، وضرورة ضبط كل من أسهم في ترويع أهالي المدينة، واتخاذ الإجراءات الضبطية والقانونية تجاه مثل هذه الأحداث، وضرورة أن تقدم وزارة الداخلية موقفاً تفصيلياً حول هذه الحادثة والمتسببين فيها والإجراءات المتخذة بحقهم.
وقال الدبيبة: ” نلاحظ أن الداخلية تأتي متأخرة، هذا يجب أن يتغير ولا بُد أن تحشر الداخلية نفسها منذ البداية”.
وأصدر وزير الداخلية في حكومة باشاغا، عصام أبو زريبة، بياناً قال فيه: “تابعنا عن كثب وببالغ القلق الأحداث الدامية التي جرت في الزاوية إزاء المواجهات المسلحة التي حدثت مساء الجمعة.
من غير المقبول إطلاقاً أن يتقاتل الإخوة لفرض مصالح أشخاص وإحكام السيطرة خاصة في المناطق السكنية”.
وكانت الشركة القابضة للاتصالات قررت فجر السبت، إيقاف عمليات الصيانة التي تقوم بها في المدينة نتيجة للاشتباكات المسلحة، حرصًا على عدم تعرض فرقها للخطر والمقذوفات.
وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط تعرض عدة مواقع بمصفاة الزاوية إلى أضرار متفاوتة بسبب الاشتباكات المسلحة التي حدثت مساء الجمعة.
وأشارت في بيان لها، إلى تضرر 29 موقعاً من ضمنها خزانات المشتقات النفطية وخزانات أخرى متعددة حسب الإحصائيات الأولية، فيما لا تزال فرق الصيانة والسلامة تقوم بأعمال التقييم والحصر والمعالجة.
وطالبت المؤسسة الوطنية للنفط الجميع بضرورة ضبط النفس وإبعاد المنشآت النفطية عن أي أعمال مسلحة من شأنها أن تعرض حياة العاملين للخطر وتضر بالبنية التحتية لقطاع النفط المتهالكة أصلاً، وفق تعبيرها.
يذكر أن مجمع الزاوية النفطي قد تعرض إلى أضرار جسيمة ومتكررة نتيجة الاشتباكات المسلحة التي حدثت بجواره خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يعرض حياة المستخدمين للخطر ويهدد سلامة العمليات والمنشآت.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، إن تجدد الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في مدينة الزاوية يُمثل فشلاً كبيراً لحكومة الوحدة الوطنية في ضمان أمن وسلامة وحياة المواطنين وحمايتهم.
وأضافت في بيان لها، أن هذا الوضع يتطلب العمل على إعادة هيكلة قطاع الأمن من خلال حل وتفكيك الجماعات المسلحة وفقاً لما نصت عليه خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي ومقررات مؤتمر برلين بشأن ليبيا وقرارات مجلس الأمن.
وطالبت اللجنة مكتب النائب العام ووزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية بفتح تحقيق في الواقعة وتحديد المسؤولين عنها بشكل مباشر وضمان تقديمهم للعدالة ومحاسبتهم.
ودعت لجنة العقوبات الدولية الخاصة بليبيا بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي التي تنص على ملاحقة كل من يخطط أو يوجه أو يرتكب أفعالاً تنتهك القانون الدولي أو حقوق الإنسان في ليبيا.