سوريون عائدون للمناطق الآمنة: سعادة واستقرار في بلادنا

أعرب عدد من السوريين ممن عادوا في الفترة الأخيرة، إلى المناطق الآمنة شمالي البلاد، عن سعادتهم بالاستقرار في قراهم، والمساهمة في أعمال التجارة وإعادة البناء ونقل الخبرات التي اكتسبوها في تركيا.

ويعيش السوريون الذين عادوا إلى المناطق الآمنة سعادة الالتئام مع أرض الوطن حيث باشروا بوضع اللبنات الأولى لمرحلة بناء ما دمرته الحرب في السنوات السابقة، والنهوض ببلادهم مجددا.

واختار العائدون الذين قضوا سنوات في تركيا، الاستقرار في بلدهم، حيث انخرطوا في العمل بكافة المجالات، وحمل قسم منهم تجارب ومهارات اكتسبوها في تركيا.

** سعادة غامرة

محمد مصطفى شواخ، وهو شاب من أبناء مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة شمالي البلاد، قال إنه “خرج مع عائلته من تل أبيض إلى تركيا عام 2013 وبقي فيها 9 سنوات أكمل فيها دراسته وتعلم اللغة التركية، وتخرج من الجامعة باختصاص فني مخبري عام 2021”.

وأضاف شواخ، في حديثه للأناضول، أنه “عاد بعد تخرجه إلى مدينته التي باتت آمنة بعد تحريرها من الإرهاب من قبل الجيش التركي، وأنه قرر العمل والبقاء فيها حتى يسهم في بنائها وازدهارها”.

وأشار إلى أنه يعمل حاليا في مشفى تل أبيض قي قسم التحاليل.

وذكر شواخ، أنه سعيد بقرار العودة ويسعى لتقديم المزيد لمدينته، داعيا أبناء بلده إلى العودة إليها والمساهمة في ازدهارها وسيرها نحو الأفضل.

** نقل الخبرة

من ناحيته، قال محمد عبدالله، وهو رب عائلة من محافظة إدلب، إنه “دخل في عام 2016 إلى تركيا، حيث كان النظام يستهدف قراهم في إدلب بالقصف، وعمل خلالها في تركيا في مجال بيع الألبسة”.

وأشار عبد الله في حديثه للأناضول، إلى أنه عاد مؤخراً، مع عائلته إلى بلدته في ريف إدلب وبدأ باستيراد الألبسة من تركيا وبيعها في كافة مناطق محافظة إدلب، مستفيداً من الخبرة التي اكتسبها خلال سنوات عمله في تركيا.

أما وسيم محمد، وهو شاب من منطقة أعزاز شمالي سوريا، فقد عاد إلى المناطق الآمنة عام 2020 بعد أن قضى 3 سنوات في تركيا.

وقال إن فكرة العودة تولدت لديه عندما دخل في زيارة إلى بلدته، وهناك لاحظ انتعاش سوق العقارات والأراضي وبدأ يعمل فيها وحقق أرباحا جيدة.

ولفت محمد لمراسل الأناضول، إلى أن “الفائدة الأخرى التي جناها من العودة، هي الاستقرار والسعادة التي يعيشها في بيته مع والديه وإخوته، حيث بإمكانه أن يكون قريبا منهم ويلبي احتياجاتهم”.

** فرص واعدة

عمران الجاسم، شاب سوري درس المرحلة الثانوية والجامعية في تركيا وتخرج من جامعاتها مهندساً مدنياً، كان من ضمن العائدين كذلك إلى مدينته تل أبيض، ويعمل حالياً مهندس في المجلس المحلي للمدينة، بعد اكتسابه خبرة جيدة خلال عمله في تركيا.

وقال الجاسم للأناضول، إنه يعمل حاليا مسؤولا عن مشاريع البنية التحتية في مدينته، وأن قرار عودته إلى سوريا هو رغبته في العيش مع عائلته وسعيه لأن يكون لهم بصمة في تنمية بلاده.

وأضاف أن “أي بلد لا يعمر إلا بيد أبنائه، وأن المناطق التي خرجت من أجواء القصف والحرب مؤخرا، تحتاج لأبنائها والخبرات التي اكتسبوها في الخارج”.

وشدد على أن “هناك فرصا استثمارية كبيرة في المناطق الأمنة، وخاصة المجال الزراعي وصناعة الألبسة، وبإمكان من يأتون إلى هنا من الخارج الاستثمار بمبالغ قليلة وتحقيق أرباح عالية”.

يشار إلى أن عدد العائدين من تركيا إلى سوريا خلال السنوات الماضية، تجاوز الـ490 ألف شخص، بحسب أرقام وزارة الداخلية التركية.

و”المناطق الآمنة” هي المدن والبلدات الواقعة في الشمال السوري التي نجحت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، بتحريرها من العناصر الإرهابية خلال السنوات الماضية عبر عمليات درع الفرات (انطلقت 2016) وغصن الزيتون (2018) ونبع السلام (2019).

 

Exit mobile version