غضب مصري لاحتفال الصهاينة بالعودة لسيناء “أرض الميعاد” في حفلات صاخبة

 

اندلعت ثورة غضب بين المصريين بسبب اعتزام شركتين “إسرائيليتين” إقامة مهرجانين للرقص والموسيقى على أرض سيناء في طابا ونويبع تحت شعار “سيناء تنتظرنا”، احتفالاً بعيد الفصح اليهودي الذي يرمز إلى خروج اليهود من مصر فارين من بطش فرعون.

وأشعل غضبهم تزامن الاحتفالات “الإسرائيلية” في مصر مع الاعتداءات على المسجد الأقصى والمصلين والمرابطين وسعي الاحتلال لذبح القرابين تمهيداً لهدم المسجد الأقصى.

ودشنت حركة مقاطعة “إسرائيل” المصرية “BDS” حملة ضغط شديدة على فنادق سيناء لمنع الاحتفالات التي نظمتها شركتا “وي غراوندد”، و”نابيا” (We Grounded)، و(NabiaFestival)، من 17 إلى 23 من أبريل 2022م، ويحضرها آلاف “الإسرائيليين” والعديد من يهود العالم على أرض مصر.

وتصاعد الغضب الشعبي المصري لأن الحفلات لها رمزية دينية أعلنت عنها الشركتان، وأن شعارهما هو العودة لسيناء وعدم التفريط فيها، بالتزامن مع عيد خروجهم من أرض الميعاد المزعومة (مصر)، وأنهم رجعوا لأرض الميعاد مرة ثانية.

كما تزايد غضبهم لأن الاحتفالات “الإسرائيلية” للعودة لسيناء جاءت بالتزامن مع احتفال المصريين بعيد تحرير سيناء في 25 أبريل من كل عام، في ذكرى استرداد طابا وقلعة صلاح الدين، وهي النقطة نفسها التي سيحتفل عندها “الإسرائيليون” بعيد الفصح هذا العام.

وروجت شركة “وي غراوندد”، لمهرجانها باسم “مهرجان الأرض”، واستخدمت في دعايتها للمهرجان عبر موقعها الرسمي صورة قلعة صلاح الدين في طابا، التي يعتقد أنها كانت نقطة عبور اليهود من مصر إلى أرض كنعان/ فلسطين.

كما أغضبهم إعلان شركتي السياحة “الإسرائيليتين” أن شركات أمن وحراسة “إسرائيلية” تضم ضباطاً سابقين بجيش الاحتلال سوف يتولون الحماية الأمنية للحفلين؛ ما اعتبروه انتهاكاً للسيادة المصرية.

نجاح المقاطعة

وعقب إعلان إحدى الشركتين “الإسرائيليين” عقد مهرجان الرقص والغناء التابع لها في أحد الفنادق المملوكة للجيش المصري (تيوليب طابا)، شنت حملة المقاطعة المصرية حملة ضد الفندق، ودعاه مصريون لرفض الحفل لأسباب تتعلق بأمن مصر القومي.

وأثمرت انتقادات وغضب المصريين تجاه استضافة فندق الجيش المهرجان في نقل الحفل من الفندق التابع للجيش لمكان آخر قريب مع استمرار استضافته “الإسرائيليين” الذين يحضرون الاحتفالات.

حيث أكدت حملة مقاطعة “إسرائيل” في مصر، الجمعة الماضي، أنها نجحت بالضغط على شبكة فندق “توليب” وأدى ذلك إلى تراجعه عن استضافة المهرجان الموسيقي “الإسرائيلي” (Nabia festival).

وأصدرت الحملة بياناً جاء فيه: “نرحّب بإصغاء الفندق لصوت الجماهير المصرية بإلغائه النشاط التطبيعي الصارخ الذي أهان شعبنا، ندعوه لعدم قبول هذه الأنشطة التطبيعية مستقبلًا”.

ودعت جميع الفنادق والأماكن المستضيفة للمهرجان “الإسرائيلي” في نوبيع لسحب استضافتها وطرد المستعمِرين الصهاينة من أرضنا.

وجاء في البيان أن ‎المهمة لم تنتهِ بعد! الشركة “الإسرائيلية” المنظمة تجهز للحفل في مكان آخر في سيناء.

وكشفت حملة المقاطعة أنه منذ استجابة فندق “توليب” لمطلبنا وإلغائه حجز المهرجان الصهيوني، اشتعل غضب منظمي المهرجان الصهاينة، ووصلتنا العديد من الرسائل والتعليقات التي تتوعّد بالعودة إلى سيناء.

وأشارت إلى أنه وصل بعضها حدّ التوعّد بأخذنا عبيداً معها، بالإضافة إلى إرسال خرائط تشمل سيناء وفلسطين المحتلّة باسم “إسرائيل”!

يذكر أن شعار إحدى الحفلات “الإسرائيلية” في سيناء هو “الغُراب” الذي يرمز لتوهان اليهود في الأرض، كما أنها تزامن مع عيد الفصح اليهودي أو ذكرى خروجهم من مصر أيام فرعون، في إشارة لعودتهم مرة أخرى.

واتفقت دولة الاحتلال مع مصر على إطلاق ثاني خط طيران مباشر بين “تل أبيب” وشرم الشيخ بدأ عمله اليوم 17 أبريل بالتزامن مع بدء الحفلات “الإسرائيلية” في سيناء، بعدما افتتحت مصر للطيران خطاً مباشراً بين القاهرة و”تل أبيب”، في 3 أكتوبر 2021م.

وجاء تدشين خط “تل أبيب” شرم الشيخ كمحاولة لتعويض السياحة الروسية والأوكرانية التي تبخرت بعد الحرب في أوكرانيا حيث تمثل روسيا وأوكرانيا نحو ثلث السياحة الوافدة إلى مصر، وتمثل السياحة حوالي 12% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر.

وأنهت مصر عام 2021م بناء سور حول شرم الشيخ من الخرسانة والأسلاك بطول 36 كيلومترًا لحماية السياح “الإسرائيليين” ضمن ترتيبات أمنية لزيادة أعداد السياح “الإسرائيليين” للمدينة وسيناء تعويضاً للسياحة الروسية والغربية المتراجعة.

Exit mobile version