حزب الله غاضب من المرشحين الشيعة على لوائح القوات في بعلبك وزحلة

أكثر ما يزعج حزب الله في الانتخابات النيابية هو الحملة التي تخوضها القوات اللبنانية في وجهه والتي لا ينظر إليها كباقي حملات خصومه السياسيي، حتى أن أكثر من قيادي ونائب في حزب الله اعتبر “أن القوات هي رأس الحربة في مواجهة المقاومة” كما أعلن أخيراً النائب حسين الحاج حسن الذي أكد أن “أي تصويت للائحة القوات هو تصويت للأمريكيين ولأعداء المقاومة”.

وإذا كان البعض يعتبر أن مخاطبة رئيس حزب القوات سمير جعجع البيئة الشيعية بدأ يعطي مفعوله، فإن حزب الله يسعى إلى منع حصول أي خرق للوائحه ويقود حملة شرسة ضد المرشحين الشيعة على لوائح القوات تحديداً، وبدأت ترد تقارير عن تهديدات توجّه إلى المرشحين الشيعة على اللوائح المناهضة للثنائي الشيعي ومنعهم من القياد بجولات في عدد من الدوائر وخصوصاً تهديد الشيخ عباس الجوهري المرشح عن دائرة بعلبك الهرمل من زيارة منطقة الهرمل.

أما المرشحة الشيعية على لائحة القوات في دائرة زحلة ديمة أبو دية فقد تبرّأت منها العائلة، وأكدت أنها تعارض ترشيحها. وجاء في بيان للعائلة: “إننا واحدة من عائلات البقاع الممتدة على مساحة الوطن، ولنا شرف المشاركة بتحرير الأرض من شتى صنوف الاحتلالات وفي مختلف أحزاب المقاومة بدءاً من الاحتلال العثماني إلى الاسرائيلي، ولا تزال هذه العائلة تقدّم صورتها المقاومة والداعية إلى الوحدة والتعايش”، مبدية “استنكارها لترشح ديما بو دية زوجة الدكتور علي ياغي عن المقعد الشيعي على لائحة القوات اللبنانية”، معتبرة “أن هذا الترشح لا يعبّر عن هوية عائلة أبو دية ومسيرتها النضالية”.

غير أن موقف العائلة ضد ديمة يبدو أنه تسبّب بانقسام داخل العائلة وأثار موجة من التعاطف في منطقة زحلة بعدما سبق لجعجع أن وصف ديما بأنها “زهرة اللائحة”. ورأى مواطنون من منطقة زحلة في البيان محاولة لقمع الرأي الآخر ويندرج في إطار تخوين كل من يجرؤ على الخروج من تحت عباءة الثنائي الشيعي.

وفي وقت دعت المرشحة ديمة إلى تقبّل الرأي الآخر، رفضت تصوير ترشحها كمستقلة على لائحة القوات بأنه “متهوّر”، واستغربت “كيف يتحدث البيان عن أنها زوجة علي ياغي وكأنهم ينكرون وجودها كأنثى”.

وقد ردّ جهاز تفعيل دور المرأة في حزب القوات اللبنانية، على البيان الصادر عن عائلة أبو دية، فأكد أنه لا يمكننا “إلا أن نستنكر، نندهش، نستغرب، ونتساءل… لماذا هذا التوقيت في إصدار هكذا بيان قبل موعد الانتخابات بشهر تقريباً؟ وما الدافع لقمع حرية الاختيار والتعبير لمرشحة واعدة؟ أهو دافع سياسي؟ أم أنه استهداف للمرأة عامة والمرشحة خاصة؟”.

ورأى “أن هذا البيان الذي أصاب بسهامه المرشحة ديمة أبو ديّه ابنة البقاع، أصاب أيضاً، كل مرشحة، كل سيدة لبنانية، وكل فتاة تتطلع إلى خوض غمار الانتخابات مستقبلاً”. وقال “مع كامل احترامنا لعائلة آل أبو ديّه البقاعية، التي وبحسب ما ذكرت في البيان، كان لها شرف المشاركة بتحرير الأرض من شتى أنواع الإحتلالات. لكن!! ألا ترى في بيانها هذا، احتلالاً لحرية ديمة الفكرية والشخصية؟”.

كما سأل “ألا ترى في بيانها هذا، قمعاً لكفاءة ابنتهم ولمساحتها في التعبير، بعيداً عن المذهبية، الطائفية والمناطقية؟ فإن حررتم الأرض يوماً، رجاءً حرّروا أفكاركم من القيود التبعية، واتركوا حرية الخيار للجيل الصاعد، من دون أي قيد أو شرط… ذكرتم في مقدمة البيان، أن الانتخابات محطة يحدد بها الإنسان هويته الوطنيّة التي ينطلق منها لبناء الدولة، ويحدد هويته الإنسانيّة واستقلاليته وكرامته وحريته”.

وأضاف “فعن أي هوية وطنية تتحدثون؟ وعن أي بناء دولة، وبأي هوية واستقلالية وكرامة وحرية تشيدون؟ فيما تبرأتم من ابنتكم ديمة”، وختم “صحيح أن ديمة ابنتكم وستبقى أبداً، لكنها اليوم!! باتت ابنة هذا الوطن بأجمعه. كل الدعم والتقدير للمرشحة ديمة أبو ديّه”.

وكما في الدوائر الشيعية هناك محاولة لتحريم التحالف مع القوات في بعض الدوائر السنية وتحديداً في طرابلس وصيدا حيث استحضر مناصرون للنائب فيصل كرامي اتهام جعجع بقتل الرئيس رشيد كرامي في وقت كشف وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي بأن ضابطاً سورياً هو الذي أرشد الرئيس كرامي إلى الطوافة المفخخة وأجلسه على مقعده بينما كان كرامي يتجه إلى طوافة أخرى. أما في صيدا فرُفعت لافتات تندّد بأي تحالف مع القوات مع العلم أن القوات تحالفت في تلك الدائرة مع المهندس يوسف النقيب بدعم من رجل الأعمال مرعي بو مرعي.

كذلك في طرابلس، فقد جاهر اللواء أشرف ريفي بتحالفه مع القوات وقال في مهرجان خطابي “نعم تحالفنا وحيث لا يجرؤ الآخرون مع القوات اللبنانية، وسنضع يدنا بيد كل السياديين مسيحيين ومسلمين في هذا الوطن. تحالفنا مع القوات اللبنانية لأنهم فريق سيادي لم ولن يتنازل ولن يخضع ولن يساوم، نعم تحالفنا هو تحالف الرجال الشجعان مع الرجال الشجعان”.

أشرف ريفي يجاهر بالتحالف مع جعجع في طرابلس لوضع “إيران برّا برّا”


وأضاف “عندما نتحالف ونضع يدنا بيد شركائنا المسيحيين في القوات اللبنانية سنضع إيران برّا برّا، ونبدأ بإسقاط هذه المنظومة الفاسدة ونرفع الغطاء عن سلاح حزب الله”.
تزامناً، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين “أن الضعفاء والعاجزين والفاشلين الذين يرفعون اليوم شعاراً جديداً وهو استهداف المقاومة والنيل من حزب الله من خلال الانتخابات النيابية، يعلمون جيدًا أن أي نتيجة للانتخابات لن تنفعهم في مواجهة حزب الله، والذي يشغّلهم يعلم جيداً أن الانتخابات ليست الفرصة المناسبة لمواجهة حزب الله أو للانتقام منه أو لإضعافه”.

ونبّه صفي الدين “كل اللبنانيين الذين ينصتون إلى الشعارات الانتخابية لأتباع السفارات الأمريكية والسعودية وبعض السفارات الخليجية، من الخداع المنظم إعلامياً والمدفوع خارجياً، والذي يهدف إلى التلاعب بمشاعر الناس بأمور زائفة لا توصل إلى أي نتيجة، لا سيما وأن البعض اليوم يستخدمون كما في كل الأيام الماضية شعارات جديدة من أجل أن يوهموا أتباعهم الذين يدعونهم لانتخابهم أنهم حاضرون في الساحة وفي الجبهة والمواجهة، وأنهم سيصلون إلى نتيجة مهمة في مواجهة حزب الله والمقاومة”.

Exit mobile version