خبراء لـ”المجتمع” عن الهدف من زيارة وفد الجامعة العربية لروسيا: تسجيل موقف لا أكثر

 

جاءت زيارة الوفد العربي الممثل لجامعة الدول العربية لموسكو مؤخراً، لتثير الكثير من الجدل حولها ومهمته المنوط به، خاصة عقب الإعلان عن محاولته الوساطة لوقف القتال بأوكرانيا، وهو ما جعل الكثير من المحللين والمراقبين يتشككون في هذه المهمة وقدرة الوفد على إنجازها.

وأكد عدد من الخبراء لـ”المجتمع” صعوبة مهمة هذا الوفد لعدة أسباب، من بينها تراجع دور الدول العربية بشكل عام والجامعة العربية بشكل خاص، فضلاً عن فشل الجامعة ودولها في حل مشكلاتها الخاصة بأعضائها، خاصة ملفات اليمن وسورية وليبيا وغيرها، لافتين إلى أن هذه الزيارة تأتي من قبيل تسجيل المواقف لا أكثر.

وكان وفد من جامعة الدول العربية ضم وزراء خارجية الجزائر ومصر والأردن والسودان، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية زار موسكو مؤخراً للقيام بجهود وساطة لإنهاء الحرب بأوكرانيا.

وفي مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووفد الوساطة العربي، أعلن لافروف أنه بحث مع الوفد العربي “المسائل الإقليمية والدولية والوضع في أوكرانيا”، فيما شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على “ضرورة اللجوء إلى الحلول السلمية لأزمة أوكرانيا”.

وأكد وزير الخارجية المصري أن جهود الوساطة تهدف إلى التوصل لإيقاف عاجل للعمليات العسكرية ومناقشة عدد من إجراءات بناء الثقة.

وأضاف أن الاجتماع بحث مع لافروف سبل إنهاء القتال، مشيراً إلى أن المجموعة ستتوجه إلى بولندا للقاء وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في إطار الجهود العربية لاحتواء الأزمة.

زيارة لا طائل منها 

وفي سياق تعليقه، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد الشريف: إن العرب يملكون قوة لا يستغلونها في تحقيق مصالحهم وتنفيذ رؤيتهم للأحداث الجارية؛ لأنهم أصبحوا تابعين لأمريكا والغرب تارة وروسيا والشرق تارة أخرى، لذلك فهم يعيشون على هامش الأحداث، بل بلغوا من الضعف مبلغاً لم نسمع لهم صوتاً في الحرب الروسية على أوكرانيا، بل التزموا الصمت لما تسفر عنه الحرب.

وحول زيارة هذا الوفد لموسكو، قال الشريف لـ”المجتمع”: إن زيارة وفد من العرب لموسكو تأتي بعد مضى أكثر من 40 يوماً على الحرب، ولم يستبعد أنهم أخذوا الإذن من أمريكا قبل القيام بتلك الرحلة، لافتاً إلى أن هذا الوفد الذي يقوم بوساطة ليس لديه قوة للقيام بدور فعال في تلك الحرب، معللاً ذلك بأن العرب تلاشت قوتهم وذهبت هيبتهم لأنهم لا يملكون قراراً مستقلاً، فهم مجرد تابعين.

وأنهى كلامه بالقول: والواقع يؤكد فشلهم في الملفات العربية والحروب الطاحنة في اليمن وسورية وليبيا والعراق، وكان الأجدر بهم أن ينفعوا أنفسهم ويوقفوا تلك المآسي ببلادهم.

تسجيل موقف لا أكثر

أما المختص بالشأن العربي أحمد فراج، فيرى أن مثل هذه الوساطات والتحركات هي من قبيل تسجيل المواقف لا أكثر، وذراً للرماد في العيون، والمشاركة فيما يمكن أن نسميه “مولد الوساطات”، حيث هناك الكثير من الدول والمؤسسات التي قامت أو عرضت مثل هذه الوساطة ولم تفضِ إلى شيء حتى الآن، وربما يعلمون بالنتيجة، وأن هناك بعض الدول التي بوسعها أن تمارس دوراً مهماً ويكون له ثمرة في إيقاف الحرب مثل الصين وتركيا، وإن كان هذا يتطلب جهداً كبيراً، أما بخصوص الوفد العربي فمهمته صعبة إن لم تكن مستحيلة.

وأضاف، في حديثه لـ”المجتمع”: الدول العربية والجامعة العربية التي يمثلها الوفد في أضعف حالاتها، ولا يمكنها القيام بأي دور دولي أو إقليمي، لأنها فشلت في مهمتها الأساسية المتعلقة بالقضايا العربية، حيث العديد من الملفات التي تمثل تحدياً كبيراً للجامعة، ولكنها فشلت فيها حتى الآن؛ مثل اليمن وسورية وليبيا وقضية العرب فلسطين، ولكن هذا التحرك أعتقد أنه محاولة لإقناع الغرب بعدم الانحياز لطرف على حساب آخر وتسجيل موقف لا أكثر.

لا يمكن نجاحه بعد فشله في قضايا عربية 

بدوره، أكد خبير العلاقات الدولية سيد أبو الخير أن هذا الوفد لا يمكنه أن يؤدي دوراً خلال هذه الوساطة، معللاً ذلك بفشلهم في العديد من الملفات التي تخص المنطقة العربية.

وحول امتلاك هذا الوفد أو العرب بشكل عام لأي مؤهلات للوساطة قال أبو الخير لـ”المجتمع”: لا يملك العرب أي قدرات أو آليات للضغط أو مكانة أو قوة تمكنهم من التأثير على مجريات الأحداث في أوكرانيا.

متسائلاً: وكيف ينجح هذا الوفد في مهمة من هذا القبيل في حين فشل في العديد من الملفات العربية؟!

Exit mobile version