مصر.. أزمة بطاقة التموين تضغط على المواطنين بجانب ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه وتوقع شح الدقيق

 

أعلن السفير كريستيان بيرجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، الأربعاء 6 أبريل، أن الاتحاد الأوروبي سيقدم 100 مليون يورو لدعم مصر استجابة لارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.

وأضاف بيرجر، في تغريدة نشرها وفد الاتحاد الأوروبي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب شركائه في هذه الأوقات الصعبة من المحنة الاقتصادية الناجمة عن الهجوم الروسي.

وكانت وزارة التموين المصرية قد أعلنت، في الأسابيع الماضية، عن حذف أعداد هائلة من المصريين المستحقين للمواد التموينية التي يكفلها القانون من خلال بطاقة التموين، بما فيها 5 أرغفة للفرد بسعر مدعوم، وبدأت وزارة التموين والتجارة الداخلية في إرسال رسائل للمواطنين عبر بون صرف الخبز تطالبهم بالتوجه إلى مكاتب التموين في مهلة محددة لتقديم ما ينفي محدد الدعم وفق قاعدة البيانات؛ ما أدى إلى زحام شديد ومشكلات مختلفة بين المواطنين والموظفين.

وقد أعلن الوزير أن كل من يملك سيارة حديثة أو دخلاً يتجاوز 9600 جنيه سيتم وقف بطاقته، ولن يصرف له خبز مدعوم، كما طالب الوزير المستحقين للمواد التموينية بتقديم شهادات من المرور لبيان حالة السيارة (لم يضع الوزير في حسبانه السيارة الصيني الرخيصة)، ومفردات مرتب من جهة العمل تثبت ما يتقاضاه من أموال.

وفي الوقت نفسه، لفت المراقبون إلى أن الدعم حق دستوري لكل المواطنين وفقاً لبند المساواة، وذكروا أنه لا يجوز إنفاق المليارات على صناعة المسلسلات غير المفيدة والمؤتمرات والندوات والمهرجانات التي لا يعود منها شيء على المجتمع، والأولى تشغيل المصانع المتوقفة بهذه الأموال، ودعم إنتاج الصناعات والزراعات التي يحتاجها الناس بدلاً من الاستيراد الترفيهي لطبقات لا تعمل ولا تنتج. 

جدير بالذكر أن وزارة التموين لا تضيف أي مواليد أو أفراد منذ 12 عاماً، بهدف حرمان الطبقة المتوسطة والفقراء من أي دعم، بينما تستمتع طبقة اللصوص الكبار التي تسرق بالقانون، بامتيازات لا تستحقها، وقد رفع تجار الحديد والأسمنت ومواد البناء مثلاً أسعار منتجاتهم بصورة خرافية في الأسبوع الماضي، مما يهدد الثروة العقارية في البلاد، ولم يسائلهم أحد!

والطريف أن الإعلام مشغول وسط هذه الأزمات بالحديث عن الشيكولاتة المصنوعة من نبات الخشخاش (الحشيش)، ويتحدث خبراء ورجال أمن وأساتذة جامعات حول الموضوع ولا يشير أحد إلى ضرورة منح المواد التموينية للشعب الذي بلغت معاناته حداً يصعب قبوله. 

Exit mobile version