هل يمكن تجريد روسيا من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن؟

 

يشهد الكونجرس الأمريكي ومجلس العموم البريطاني تحركات بهدف تجريد روسيا من عضويتها الدائمة في مجلس الأمن منذ فترة، فيما تتكاثف الجهود الحالية لعزل موسكو دبلوماسياً مع طرد الاتحاد الأوروبي عشرات الدبلوماسيين، في محاولة لدفع فلاديمير بوتين إلى إنهاء الحرب التي بدأها، التي أسفرت عن سقوط آلاف الضحايا وفرار الملايين.

ولكن هل يمكن سحب المقعد الذي نالته روسيا خلفاً للاتحاد السوفييتي في العام 1991؟

حق النقض لا حق الموت

بعد استبعاد روسيا من المنتديات الدولية، كجزء من العقوبات التي فرضها الغرب على الكرملين، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الثلاثاء، في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن بطرد موسكو من المجلس التابع للأمم المتحدة.

دعوة زيلينسكي هذه رددها مراراً وتكراراً، وجددها في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي عبر الفيديو غداة زيارته بوتشا، داعياً إلى إصلاح نظام الهيئة الأممية بحيث “لا يكون حق النقض يعني حق الموت”.

وقال زيلينكسي: الآن نحن نحتاج إلى قرارات لمجلس الأمن من أجل السلام في أوكرانيا، إذا كنتم لا تعرفون كيف تتخذون هذا القرار فيمكنكم القيام بأمرين.

وتابع زيلينسكي، في حضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إما أن تستبعدوا روسيا باعتبارها بلداً معتدياً ومبادراً إلى الحرب حتى لا تعرقل القرارات المتعلقة بعدوانها، ثم نبذل كل ما في وسعنا لتحقيق السلام، أو إظهار أنه يمكننا القيام بإصلاح أو تغيير إذا لم يكن هناك بديل أو خيار، سيكون الخيار التالي هو حل أنفسكم.

مشروع قرار لطرد روسيا من مجلس الأمن

كانت بريطانيا قد أعلنت سابقاً على لسان الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنها منفتحة على طرد موسكو من مجلس الأمن الدولي، والمملكة المتحدة هي من بين الأعضاء الدائمين فيه.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء حينها: إن جونسون لم يتخذ موقفاً من ذلك بعد، لكن يمكننا القول: إننا نريد عزل روسيا دبلوماسياً، وسندرس كل الخيارات التي تُفضِي إلى ذلك.

وفي سياق متصل، ذكر موقع “أكسيوس” قبل مدة، أن الكونغرس الأمريكي يريد طرد روسيا من مجلس الأمن بسبب غزوها لأوكرانيا، رغم صعوبة هذا التوجه وعدم وجود أي فرص حقيقية لتطبيقه على أرض الواقع.

وبحسب “أكسيوس”، كان هناك مشروع قرار متداول في الكونغرس بين أعضاء مجلس النواب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتشرف عليه النائبة كلوديا تيني (الحزب جمهوري)، وهي عضوة في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بالتنسيق مع عضو ديمقراطي في مجلس النواب.

ولفت الموقع إلى أن هذا المشروع جاء في الوقت الذي كان يحاول فيه الكونغرس تأكيد دوره في معاقبة موسكو.

وأشار “إكسيوس” إلى أن القرار يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات فورية لتعديل المادة (23) من ميثاقها لاستبعاد روسيا من العضوية الدائمة في مجلس الأمن.

واعتبر مشروع القرار أن ما يحدث في أوكرانيا والأحداث الأخيرة “تتعارض مع مسؤوليات روسيا والتزاماتها كعضو دائم في مجلس الأمن”.

وتابع الموقع الأمريكي أن أحد الأسباب التي دفعت بعض الدول إلى محاولة استبعاد موسكو عن مجلس الأمن، كان تولي المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا منصب الرئيس الدوري للجنة خلال فبراير الماضي، مشيرة إلى أن نيبينزيا كان يترأس اجتماعاً طارئاً للمجلس في اللحظة عينها التي أعلن فيها بوتين عن بدء عملية عسكرية لما أسماه “تحرير إقليم دونباس” في جنوب شرق أوكرانيا.

تعديل ميثاق الأمم المتحدة

ورداً على إمكانية تجريد روسيا من مقعدها كعضو دائم في مجلس الأمن، قال نيبينزيا في تصريحات أدلى بها لقناة “روسيا 24”: كلا، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، إنه أمر مستحيل.

وأنشأ مجلس الأمن عقب الحرب العالمية الثانية، ويتألف من 15 عضوًا بينها 5 دول تتمتع بعضوية دائمة، وهي الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، هذه الدول كانت القوى العظمى التي انتصرت إبان هذه الحرب.

وبحسب ميثاق الأمم المتحدة، لا يحق تجريد أي دولة من عضويتها في مجلس الأمن، حتى لو لم تكن عضويتها دائمة، ما يشير إلى أنه بحال أراد الغرب إكمال هذا المسار واستبعاد موسكو من مجلس الأمن فهو يحتاج إلى تغيير ميثاق الأمم المتحدة بأكمله.

وفي حال اتجهت هذه الدول إلى هذه الفرضية أي تبديل ميثاق الأمم المتحدة، فإن تغيير أي مقترح في نص الميثاق يحتاج إلى موافقة الدول الخمس التي تتمتع بعضوية دائمة؛ ما يعني أنه يحق لروسيا أن تصوت، وبالتأكيد فهي لن تصوت على تجريد نفسها من عضوية مجلس الأمن؛ ما يجعل هذا الأمر مستحيلاً.

 

 

 

 

______________________

نقلاً عن موقع “يورو نيوز”.

Exit mobile version