الاحتلال الصهيوني يعترف بحق الفلسطينيين في المقاومة!

 

“بدون العمليات من سينظر إليهم أصلاً؟ سيكون مصيرهم هنود الشرق الأوسط، أقلية تم نسيان مصلحتها وانقرضت إلى الأبد، لو لم يدافعوا عن وجودهم”، كانت هذه كلمات الصحفي جدعون ليفي، في صحيفة “هاآرتس” العبرية، في 31 مارس 2022، التي يعترف فيها بحق الفلسطينيين في المقاومة والقيام بعمليات استشهادية، مشيراً إلى قيام اليهود المتطرفين بأعمال عنف مماثلة، وقتلهم فلسطينيين دون أن يحاسبهم أحد.

جدعون قال بوضوح: إن طريق العمليات هو السبيل الوحيد المتاح أمام الفلسطينيين للقتال لتحديد مصيرهم، وتذكير “إسرائيل” والدول العربية والعالم بوجودهم، مضيفاً أنهم ليس لديهم طريقة أخرى، و”إسرائيل” تعرف ذلك، فإذا لم يستخدموا العنف؛ فسيتم نسيانهم من قلوب الجميع، هذا ما تم إثباته مرارًا وتكرارًا، عندما يصمتون، تختفي قضيتهم وتسقط من أجندة “إسرائيل” والعالم.

وقال: هم يعلمون ذلك وإذا ألقوا أسلحتهم؛ فسيكون مصيرهم هنود الشرق الأوسط، أقلية تم نسيان مصلحتها وانقرضت إلى الأبد، لكن وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في النقب مع وزراء “إسرائيل” وأمريكا لا يهتمون بذلك إلا حين تقع العمليات.

قمم معزولة

وبحسب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هاآرتس”، يوسي فيرتر، كان بينيت يفاخر بحلف عربي “إسرائيلي” وشرق أوسط جديد، لكن مقتل 11 “إسرائيلياً” في العمليات الثلاث الخيرة حدث إستراتيجي أمني ولكنه سياسي؛ سيجعل كل هذه القمم معزولة عن الواقع، ويضعف بينيت.

ويقول المحلل العسكري في “يديعوت” أليكس فيشمان: إن المشكلة أن بينيت أكثر يمينية، ويميل لخط المستوطنين الذين يطالبون بالانتقام من أي شيء رغم أن العدو غير واضح!

ويحذر: أي خطوة خاطئة، عاطفية ومتسرعة، قد تعيدنا إلى الأيام المظلمة التي وقع فيها عدد لا نهائي من العمليات الانتحارية داخل الأراضي “الإسرائيلية”، وبذلك تحقق الحركات السلفية و”حماس” غايتها المركزية، وهي إشعال انتفاضة ثالثة.

انتخابات جديدة

لم يعد هناك حديث في “إسرائيل” عقب عمليات النقب والخضيرة وتل أبيب الثلاثة -التي أوقعت 11 “إسرائيلياً” قتيلاً في 8 أيام- إلا مطالبة حكومة الائتلاف الحالية بالاستقالة وإجراء انتخابات جديدة، وسط تأكيدهم أن العملية القادمة (الرابعة وما بعدها) مسألة وقت.

فكبار الكتَّاب والسياسيين يهاجمون بينيت وحكومته ووزراءهم، ويضطرون للهرب من مناطق الاشتباكات التي يصلون إليها لعزاء أسر الضحايا بسبب سبهم، ومطالبتهم بالرحيل وترك الحكومة؛ ما يزيد من أعباء الائتلاف الحاكم الذي يعاني بالفعل منذ توليه السلطة، في يونيو 2021.

وزادت مشاركة فلسطينيين من الداخل يحملون الجنسية “الإسرائيلية” في عمليتين من الثلاثة في تصاعد الهجوم على الائتلاف الحاكم، واتهامه بضم “متطرفين مسلمين” في الحكومة (في إشارة لحزب القائمة الموحدة لمنصور عباس الذي يمثل الحركة الإسلامية الجنوبية في فلسطين المحتلة 1948م).

لذا يتوقع خبراء وكتَّاب أن تكون هناك نتيجة سياسية شبه محتمة لموجة العمليات التي تضرب “إسرائيل”، ومتوقع استمرارها في شهر رمضان، وهي سقوط حكومة بينيت، وصعود الليكود والأحزاب التي تقع على يمينه، وضمنها أحزاب مشاركة في الحكومة الحالية دخلت في صراعات مؤخراً مع بينيت خاصة وزير الدفاع غانتس، ويقولون: إن الضحية في هذا الانهيار للائتلاف الحكومي سيكون منصور عباس الذي لن يكون بعد ذلك جزءاً من أي ائتلاف، خصوصاً أنه فقد الكثير من تأييد فلسطينيي الأرض المحتلة منذ مشاركته في الائتلاف بسبب موافقته على قوانين “إسرائيلية” عنصرية، وآخرها قانون المواطنة، في 11 مارس 2022، الذي يتضمن بنداً يمنع لمّ شمل عائلات فلسطينية فيها أحد الزوجين من سكان الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وكان كل من رئيس الوزراء “الإسرائيلي” اليميني المتطرف بينيت، والإسلامي عباس زعيم القائمة العربية الوحدة (الحركة الإسلامية الجنوبية في فلسطين المحتلة 1948) فخورين بالشراكة بين يهودي متدين وفلسطيني إسلامي، في أول حكومة من نوعها يونيو 2021.

وهذه الشراكة لم يتوقع لها كثيرون أن تستمر؛ لأن بينيت الذي ينتمي للتيار الديني اليهودي لديه خطط وأجندة استيطانية صهيونية واضحة لاغتصاب أراضٍ فلسطينية، وعباس يشترط لإبقاء حكومة بينيت على قيد الحياة أن تهدئ من وتيرة استيلائها على الأرض العربية وتلجم الاستيطان.

لكن الآن وعقب العمليات الاستشهادية الثلاثة بخلاف 8 عمليات طعن وما سيأتي بعدها يقول “الإسرائيليون”: إنه لا حل سحرياً هناك، ويؤكدون أن العملية القادمة مسألة وقت.

وما يزعج الاحتلال أنه كان يتوقع تصعيداً أمنياً في القدس أو من قطاع غزة خلال شهر رمضان القريب، لكن هذه العمليات وقعت في قلب مدن “إسرائيلية” (بئر السبع والخضيرة وبني براك)، وقبل حلول شهر رمضان، كما أن منفذي العمليتين الأوليين يحملون الجنسية “الإسرائيلية”، بينما منفذ العملية الثالثة، في بني براك، جاء من قرية يعبد في منطقة جنين في شمالي الضفة الغربية وبعيداً عن القدس جغرافياً.

وقد لفت المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشواع إلى أن العمليات الثلاث تتميز بفقدان منفذيها الخوف، فكان لديهم الجرأة بالعمل داخل المدن وباستخدام سلاح ناري.

وكان عضو الكنيست عباس قال: إن العملية التي وقعت في بني براك “جريمة إرهابية شائنة وبغيضة” ضد المدنيين الأبرياء؛ ما أثار انتقادات ضده، وسط توقعات أن يكون مصيره غامضاً، وينهار ائتلاف بينيت يائير عباس الحاكم حالياً.

Exit mobile version