صناعة الحصير في غزة تواجه خطر الاندثار (صور)

 

ارتبطت صناعة الحصير في قطاع غزة بالهوية الفلسطينية كحرفة يدوية في بدايات السبعينيات والثمانينيات، كما أن إقبال الناس عليها ما زال مهماً نتيجة أسعارها البسيطة مقارنة بالسجاد والمفروشات الأخرى المختلفة.

وقد عادت صناعة الحصير إلى السوق بعد ارتفاع الطلب عليها نتيجة اشتداد وطأة الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية لدى المواطنين، لكن الحصار أيضاً شكل عبئاً كبيراً على مصانع الحصير التي تعتمد على المواد الخام من الكيان الصهيوني، وكذلك على استمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.

ونتيجة لمنع تصدير الحصير لخارج القطاع، وضعف الإقبال على شرائها، لم يتبقَّ في غزة سوى 3 مصانع تنتج الحصير وتسوق منتجاتها داخل القطاع فقط، وسط تحديات كبيرة يبذلها أصحاب تلك المصانع من أجل الإبقاء على هذه المهنة التي تعد مهنة تراثية وطنية.

“المجتمع” التقت صاحب أقدم مصنع للحصير في غزة إيهاب حجازي الذي تحدث عن صناعة الحصير والصعوبات والمعيقات التي تواجههم بذلك.

الحصار شكل عبئاً كبيراً على مصانع الحصير التي تعتمد على المواد الخام من الكيان الصهيوني

وقال حجازي: إن إنشاء المصنع يعود لعام 1986، وتم استيراد ماكينات حديثة من اليابان صنعت خصيصاً لصناعة الحصير، وتم التدريب والتعليم عليها حتى أتقنا العمل عليها، وبدأنا بإنتاج الحصير عبر الماكينات بعد أن كان يصنع في غزة يدوياً.

وأضاف حجازي أن إنتاج الحصير كان يغطي جميع الأسواق المحلية في قطاع غزة والضفة الغربية وأسواق الداخل المحتل، وهذا ما جعل إنتاجه يتطور ويتقدم ويزيد عامًا بعد عام، ويعيل الكثير من أسر العمال الذين يعملون فيه، خاصة وأن اعتماد المواطنين الفلسطينيين كان كبيرًا قبل انتشار السجاد والموكيت.

وأوضح: بدأنا في عملنا باستخدام البلاستيك من نوع “ستاندر”، واستمررنا في ذلك لما يزيد على 14 عاماً، ومن ثم لجأنا إلى إعادة تدوير أنواع معينة من البلاستيك إلى جانب تغيير بعض الماكينات لمطابقة المواصفات والجودة المطلوبة.

وأضاف: بعد منع الاحتلال إدخال المواد الخام وارتفاع ثمنها، اضطررنا إلى إعادة تدوير البلاستيك ومخلفات البيئة من أجل الاستمرار في المهنة، وقد نجحنا بفضل الله تعالى بذلك، واستمررنا بالعمل وننتج حصيراً بأشكال وأحجام مختلفة تناسب وتلبي احتياجات السوق والمواطنين.

لم يتبقَّ في غزة سوى 3 مصانع تنتج الحصير وسط تحديات كبيرة من أجل الإبقاء على المهنة

وتابع: تمر صناعة الحصير بمراحل عدة، تبدأ أولاً بعملية غسل البلاستيك، ثم يدخل إلى عملية الجرش، ومن ثم إعادة التخريز، ويتبعها عملية العِيدان البلاستيكية، وأخيراً يخرج للماكينات كمنتج خاص بخطوات محددة وألوان تجميلية لتخرج بأشكال نهائية مميزة.

وأضاف حجازي أن المصنع الذي يكافح من أجل تحدي الحصار يعمل فقط بربع طاقته بسبب الانقطاع المستمر في الكهرباء، لافتًا إلى أن المصنع أصبح فقط يوفر لقمة العيش له ولعماله الذين يبلغ عددهم نحو 40 عاملًا.

هذا، ولا تعتبر صناعة الحصير فقط إرثاً فلسطينياً قديماً، وإنما حالة فلسطينية ثمينة لدى الفقراء والبسطاء في غزة.

 

Exit mobile version