لماذا تُقلق نتائج الانتخابات الهندية المسلمين في البلاد؟

 

احتفظ حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند بالسلطة في ولاية أوتار براديش، أكبر ولايات البلاد من حيث عدد السكان، في انتخابات اعتبرت بمثابة اختبار لشعبية رئيس الوزراء الحالي ناريندرا مودي قبل الانتخابات العامة في عام 2024 عندما سيسعى للحصول على فترة ثالثة في المنصب.

فاز حزب بهاراتيا جاناتا بأكثر من 270 من أصل 403 مقاعد في مجلس الولاية، وهو ما يزيد كثيرًا على 202 هي المقاعد اللازمة لتشكيل حكومة ولاية أوتار براديش، الانتصار المذهل جعل حزب بهاراتيا جاناتا أول حزب سياسي منذ أكثر من ثلاثة عقود يفوز بفترة متتالية في الدولة الرائدة.

ولاية أوتار براديش هي موطن لأكثر من 220 مليوناً من سكان الهند البالغ عددهم 1.32 مليار نسمة، تقدم الولاية معظم المشرعين (80) إلى البرلمان الوطني للبلاد، رئيس وزرائها يوجي أديتياناث، الذي فاز للتو بولايته الثانية في المنصب، هو راهب هندوسي تحول إلى سياسي يعتقد بعض النقاد السياسيين أنه خليفة محتمل لمودي على المسرح الوطني.

يدعم أديتياناث علانية الأجندة القومية الهندوسية لحزبه، ومع أنه ينفي كونه معاديًا للمسلمين، فقد تزامن صعوده إلى السلطة في الولاية مع جرائم الكراهية ضد المسلمين والعنف هناك، التي تتضمن عمليات إعدام خارج نطاق القانون.

فإلى جانب أوتار براديش، فاز حزب بهاراتيا جاناتا أيضًا بالانتخابات في ولايات أوتارانتشال ومانيبور وجوا، هذا الأسبوع، وخسر الحزب فقط في ولاية واحدة من الولايات الخمس التي أجريت فيها الانتخابات، في البنجاب.

أجريت هذه الانتخابات في أعقاب عدة موجات قاتلة من “كوفيد19″، التي أوقعت اقتصاد البلاد في حالة يرثى لها، مما أدى إلى تفاقم البطالة والتضخم، كما جاءت في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق للمزارعين شكلت التحدي الأكبر لحكومة مودي حتى الآن.

وقال نيلانجان سيركار، الزميل البارز في مركز أبحاث السياسة، وهو مؤسسة فكرية هندية، لشبكة “سي بي إس نيوز”: لكن القلق الاقتصادي للناس لم يترجم إلى تصويت ضد حزب بهاراتيا جاناتا، كما كان يفترض الكثيرون.

“هندوتفا” والخوف على الأقليات

ويضيف سيركار: أيديولوجية هندوتفا تعد من أهم العوامل دائمًا في انتصارات حزب بهاراتيا جاناتا، في إشارة إلى سياسة “القومية الثقافية” التي يتبناها الحزب رسميًا، لكنه قال: إن نتائج انتخابات يوم الخميس تتعلق أيضًا بقدرة حزب بهاراتيا جاناتا على سرد قصص حول بعض القضايا وحول شخصية مودي.

الهند موطن لأكثر من 200 مليون مسلم، يقول منتقدو حزب بهاراتيا جاناتا: إن الحزب تعمد خلق استقطاب شديد في السياسات الوطنية على أسس طائفية وتهميش الأقليات، مستشهدين بقوانين الجنسية الجديدة المثيرة للجدل، وحظر الحجاب، وحتى خطابات السياسيين الذين يدعون صراحة إلى شن هجمات على المسلمين.

يصر حزب بهاراتيا جاناتا على أنه يتفق مع شعاره الشامل “السبكا سات، السبكا فيكاس” ويعني “دعم الجميع، وتنمية الجميع”.

لكن المنظمات اليمينية في البلاد تتحدث بصراحة عن رؤيتها لتحويل الهند العلمانية إلى دولة هندوسية خالصة، ويخشى النشطاء أن يسمح حزب بهاراتيا جاناتا بهدوء للأمور بالتحرك في هذا الاتجاه؛ مما قد يعني تقليص حقوق المسلمين، وزيادة العنف.

فقد قال سيركار لشبكة “سي بي إس نيوز”: أخشى أنه عندما ينظر الناس إلى فوز المتطرفين في ولاية أوتار براديش، سيكون النموذج الجديد للشخص الذي يحاول الظهور داخل حزب بهاراتيا جاناتا هو أن يكون أكثر تطرفاً وعدوانية.

 

 

 

 

 

 

____________________

المصدر: “سي بي إس نيوز”.

Exit mobile version