روسيا وأوكرانيا تفضحان أكثر العنصرية ضد الإسلام في الغرب

 

زاوية مختلفة من زوايا الحرب الروسية غير القانونية ضد أوكرانيا، وهي زاوية العنصرية المقيتة التي طفت على السطح عند نخبة من أبناء الغرب، الذين يقدمون أنفسهم للعالم أنهم أصحاب الحضارة الحديثة والمبادئ السامية.

منذ أيام وتشن روسيا حرباً إجرامية ضد أوكرانيا، كما فعلت سابقاً ضد العديد من دول عالمنا الإسلامي، وتزامناً مع هذه الحرب نسمع ونشاهد التعليقات العنصرية في الإعلام الغربي الذي من المفترض أن يكون “متحضراً”، تارة يسخرون من أشكال وهيئات شعوبنا المسلمة، وتارة من المستوى الثقافي والتعليمي لشعوب أمتنا، في مشهد عنصري يؤكد أن ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في الغرب تنتشر بفعل فاعل لتخويف الشعوب من الإسلام.

وهنا لا بد من التوجه لأولئك العنصريين في الإعلام الغربي ونذكّرهم بتاريخهم الدموي، الذي يجب عليهم أن يخجلوا منه قبل أن ينظّروا علينا، وعلى الأقل نذكّرهم بالحربين العالميتين الأولى والثاني اللتين كانتا بينهم هم وراح ضحيتهما عشرات الملايين من الأبرياء نتيجة الهمجية والإجرام.

كذلك خرج علينا بعض الإعلاميين الغربيين خلال اليومين الماضيين يعايرون شعوبنا أنها “شعوب غير ديمقراطية” في مشهد يوضح القذارة الفكرية والعنصرية التي يحملها “إعلاميون” من المفترض أن يتمتعوا بمستوى عال من الثقافة والإدراك والمعرفة، ولكن واضح أن العنصرية تجاه المسلمين أعمت قلوبهم.

وهنا نذكّر هذه الفئة من “الإعلاميين” أن الاستبداد الذي كان موجوداً في بعض دول عالمنا الإسلامي وذاك الذي ما زال موجوداً في دول أخرى من عالمنا الإسلامي هو ليس نتيجة “تخلف” شعوبنا لناحية أساليب الحكم الذي يبني ويعمّر، بل هو نتيجة دعمكم أنتم في الغرب للمستبدين، ونتيجة دعمكم أنتم في الغرب لكل ما يقهر الشعوب، ونتيجة دعمكم أنتم في الغرب لكل انقلاب على الديمقراطية، ونتيجة قيامكم أنتم في الغرب بفرش السجاد الأحمر للطغاة الذين لا يبنون في بلدانهم إلا السجون ومراكز القهر.

شعوبنا ليست أقل شأناً منكم في الغرب، وتاريخنا العلمي والفكري والثقافي يشهد بذلك، ولكن كنتم أنتم عبر التاريخ أكثر إجراماً بحق شعوبنا، وما نعانيه اليوم هو نتيجة استبدادكم لنا على مدى عقود طويلة مضت.

أنتم سبب وجود لاجئين من دولنا في دولكم، أنتم سبب موت أبنائنا في البحر غرقاً وهم يحاولون اللجوء للضفة الأخرى من الكوكب، أنتم سبب تكدس أبنائنا على حدود بعض دولكم هاربين من الاستبداد في دولهم، أنتم السبب لأنكم أنتم من تدعمون المستبدين وتحمون القتلة وتدافعون عن المجرمين، لا علاقة لشعوبنا ومستواها والثقافي وأشكال أبنائها.

الإنسانية لا تتجزأ أيها “الإعلاميون” بين أسود وأشقر، وبين أوكراني وأفغاني، وبين أوروبي وآسيوي، فلتتعلموا ذلك جيداً إلى جانب شهادات الإعلام التي تحملونها.

اليوم نحن ننهض من جديد رغماً عن استبدادكم ورغماً عن مساعيكم لإبقائنا في ذيل الأمم، وما تركيا الدولة القوية في العالم الإسلامي إلا مثال على وجود قرار إسلامي بنفض غباركم عن كاهلنا لنعود إلى عز تاريخنا الذي لا يضم سجله استبداداً وقتلاً كسجلكم.

 

 

 

 

____________________________________

(*) “وكالة أنباء تركيا”.

Exit mobile version