لهذه الأسباب رفض “الناتو” فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا

 

نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين وخبراء عسكريين أن إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا قد يؤدي إلى دخول “الناتو” في صراع مفتوح مع روسيا.

وأشار خبراء إلى أن فرض منطقة حظر طيران يتطلب توفير مئات الطائرات، ليس فقط للقيام بدوريات في المنطقة، ولكن أيضاً لدعم الطائرات التي تحافظ على حظر الطيران، فضلاً عن التنسيق مع القوات الجوية لدول متعددة، وفق ما ذكر موقع “الجزيرة مباشر”.

ما هو حظر الطيران؟

ووفق وكالة “أسوشيتد برس”، يعد حظر الطيران أهم أشكال العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن بعد تصويت أغلبية الأعضاء، وفي حال لم تستخدم أي من الدول دائمة العضوية “الفيتو”، علماً أن روسيا أحد الأعضاء الخمسة الدائمين.

ويتم تحديد منطقة حظر الطيران لحماية المنطقة المحظورة ومنع الطائرات من شن الهجمات الجوية والقصف، كما يمكن اسقاط الطائرات أو إطلاق النار عليها في حال دخولها المنطقة.

ما الذي يمكن أن يحققه فرض حظر الطيران للأوكرانيين؟

تطالب السلطات الأوكرانية فرض حظر الطيران لحماية المدنيين من القصف الروسي وأيضاً لحماية محطات الطاقة النووية.

وأفاد محللون، وفق الوكالة الأمريكية، أن القوات البرية الروسية، هي التي تسببت بمعظم الضرر في أوكرانيا وليس الطائرات.

ويقول جاستن برونك، في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، إن ما يحتاجه الأوكرانيون في الواقع هو تدخل أوسع مثل الذي حدث في ليبيا عام 2011.

حرب شاملة

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: إن الطريقة الوحيدة لفرض منطقة حظر جوي هي إرسال مقاتلات تابعة لـ”الناتو” إلى المجال الجوي الأوكراني، ومن ثم فرض منطقة حظر الطيران هذه عبر إسقاط الطائرات الروسية.

وتابع: إذا قمنا بذلك، سينتهي الأمر بنا في وضع قد يفضي إلى حرب شاملة في أوروبا، تتورّط فيها العديد من الدول الأخرى وتتسبب بمعاناة إنسانية أكبر بكثير؛ لهذا السبب لا نتّخذ هذا القرار المؤلم.

وأفادت “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حذروا من المخاطر المرتبطة بمنطقة حظر الطيران، إلا أنهم يقولون: إن السماح لروسيا بشن هجمات عشوائية سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين ويزيد من احتمالات تصعيد الصراع.

وفي ظل الظروف الحالية، فقد تتحدى روسيا منطقة حظر الطيران.

واستبعد رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، أمس السبت، في لاتفيا فكرة إقامة منطقة حظر طيران في أوكرانيا لأنها ستقتضي “محاربة نشطة” للقوات الروسية.

وقال، خلال زيارة استمرّت بضع ساعات في لاتفيا المتاخمة لروسيا: إذا تمّ الإعلان عن منطقة حظر جوي، سيتعيّن على شخص ما فرضها.

وتابع، في حديث مع وسائل إعلام محلية: سيتوجب علينا إذًا أن نذهب ونحارب القوات الجوية الروسية بفاعلية، مضيفًا: لم يقل أمين عام حلف شمال الأطلسي (ينس) ستولتنبرغ أو أي مسؤول سياسي كبير من الدول الأعضاء: إنهم يريدون القيام بمثل هذه الخطوة.

وأضاف ميلي، وهو أول مسؤول أمريكي كبير يتحدّث علنًا عن المسألة: إذًا اليوم، أنا لست على دراية بأي مشروع لإقامة منطقة حظر طيران.

وتطالب أوكرانيا حلف شمال الأطلسي منذ عدة أيام بإقامة منطقة حظر طيران في أوكرانيا، لكن رفضت الدول الأعضاء في الحلف التي اجتمعت، الجمعة الماضي، هذا الطلب، لتجنب التورط في النزاع.

وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة رفض حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا لتحييد القدرات الجوية المتفوقة لروسيا.

تهديد روسي 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت: إن أي بلد سيسعى إلى فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ستعتبر موسكو أنه أصبح طرفاً في النزاع.

وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع موظفي شركة الطيران الروسية “إيروفلوت” التي أعلنت، السبت، تعليق رحلاتها الدولية اعتباراً من 8 مارس، أن أي تحرك في هذا الاتجاه سنعتبره مشاركة في نزاع مسلح من قبل ذلك البلد الذي سيستخدم أراضيه لتشكيل تهديد لقواتنا العسكرية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: إنه إذا دخلت الطائرات الروسية منطقة محظورة، فستواجه القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي قراراً بشأن استخدام القوة لوقفها، ويمكن لروسيا أن ترى مثل هذا الهجوم على بلادها على أنه عدوان عسكري من قبل “الناتو” يتطلب رداً.

وأضافت: سيعني ذلك بشكل أساسي أن الجيش الأمريكي سوف يُسقط الطائرات الروسية، هذا تصعيد واضح ومن شأنه أن يضع أمريكا في صراع عسكري مباشر مع روسيا.

وقال مسؤولون دفاعيون أمريكيون: إنه حتى في السيناريوهات الأقل من ذلك، فإن وجود مئات الطائرات سيزيد من مخاطر سوء التقدير أو الأخطاء التي تؤدي إلى عواقب غير مقصودة.

وأطلقت روسيا، في 24 فبراير الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.

ولدى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء الهجوم، أكد أن هدف العملية الدفاع عن الانفصاليين المدعومين من موسكو في شرقي أوكرانيا.

ويقاتل المتمردون القوات الحكومية الأوكرانية منذ 8 سنوات في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

ووصف بوتين النزاع الحالي بأنه “عملية عسكرية خاصة”، وأمرت الهيئة الروسية للاتصالات وسائل الإعلام المستقلة بحذف التقارير التي تصف العملية بأنها “هجوم أو غزو أو إعلان حرب”.

Exit mobile version